سياسة

حزب الله والسفير الروسي ينتقدان اللبنانيين على دعمهم لأوكرانيا

فريق عمل المشارق

أشياء تحمل صور الرئيس السوري بشار الأسد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزعيم حزب الله حسن نصرالله معروضة في متجر هدايا تذكارية في الحي القديم بالعاصمة السورية دمشق، يوم 27 شباط/فبراير. [لؤي بشارة/وكالة الصحافة الفرنسية]

أشياء تحمل صور الرئيس السوري بشار الأسد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزعيم حزب الله حسن نصرالله معروضة في متجر هدايا تذكارية في الحي القديم بالعاصمة السورية دمشق، يوم 27 شباط/فبراير. [لؤي بشارة/وكالة الصحافة الفرنسية]

شارك نواب ينتمون لحزب الله والسفير الروسي للبنان ببكا رياء في إظهار الغضب بسبب إدانة وزارة الخارجية اللبنانية للغزو الروسي "الطائش والخطير" لأوكرانيا.

وكانت وزارة الخارجية اللبنانية قد أصدرت يوم الهجوم في 24 شباط/فبراير، بيانا دانت فيه الغزو الروسي، وانضمت بذلك إلىمجموعة كبيرة من الحكومات التي توعدت بمعاقبة موسكو سياسيا واقتصاديا على عدوانها.

وقالت إن "لبنان يدين غزو الأراضي الأوكرانية ويدعو روسيا لوقف عمليتها العسكرية فورا وسحب قواتها"، داعية للعودة "إلى الحوار والمفاوضات".

لكن النواب اللبنانيين المنتمين لحزب الله رفضوا البيان أثناء جلسة لمجلس الوزراء يوم الجمعة.

وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب يحضر مؤتمرا صحافيا مشتركا مع نظيره الروسي عقب إجراء مباحثات في موسكو يوم 22 تشرين الثاني/نوفمبر. [إيفجينيا نوفوزهنينا/بول/وكالة الصحافة الفرنسية]

وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب يحضر مؤتمرا صحافيا مشتركا مع نظيره الروسي عقب إجراء مباحثات في موسكو يوم 22 تشرين الثاني/نوفمبر. [إيفجينيا نوفوزهنينا/بول/وكالة الصحافة الفرنسية]

وأوردت صحيفة ميدل إيست مونيتور يوم الأحد، أن النائب المنتمي لحزب الله ووزير العمل مصطفى بيرم زعم أن إدانة العمليات الروسية في أوكرانيا "تنتهك مبدأ الحياد الذي تنتهجه السلطات اللبنانية".

إلا أن اللبنانيين رفضوا الاتهام ووصفوه بأنه مثير للضحك، مشيرين إلى أن حزب الله انتهك طيلة سنوات وبصورة مباشرة السياسة اللبنانية القائمة على عدم التدخل في الأزمات الخارجية ، وذلك عبر القتال في سوريا دعما لنظام بشار الأسد ونشر قواته لدعم الميليشيات الموالية لإيران في جميع أنحاء المنطقة.

بدوره، توجه النائب العضو في كتلة الوفاء للمقاومة والمنتمي لحزب الله إبراهيم الموسوي إلى تويتر لينتقد الحكومة اللبنانية، في حين ندد نائب حزب الله حسن فضل الله ببيان الوزارة في تقرير بثته قناة المنار التليفزيونية التابعة للحزب.

إلى هذا، نددت صحيفة الأخبار الموالية لحزب الله ببيان وزارة الخارجية، زاعمة أنه "أحرج بشدة السفير اللبناني لدى موسكو شوقي بو نصار"، بحسب ما أورد موقع نهارنت اللبناني.

وعبر السفير الروسي لدى لبنان، ألكساندر روداكوف، عن تأذي مشاعره نيابة عن بلده "المسالم"، وذلك في مؤتمر صحافي عقده يوم الأحد.

وبحسب روداكوف، فإن "روسيا بلد عظيم لطالما تطلع لتحقيق السلام والأمن في العالم أجمع"، بحسب ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الحكومية.

وزعم أيضا أن روسيا "لا تتبع سياسة عدائية تجاه أوكرانيا"، لكنها تتخذ إجراءات "لحماية أمنها" وأمن المواطنين الروس الذين يعيش بعضهم في جيبي دونتسك ولوهانسك اللذين يسيطر عليهما الانفصاليون داخل أوكرانيا.

يذكر أن روسيا اعترفت باستقلال دونتسك ولوهانسك يوم 21 شباط/فبراير وأرسلت قوات إلى المنطقة، في تحرك أطلق شرارة الصراع الراهن.

الدعاية الروسية

وفي بيان صدر يوم الجمعة، أعربت السفارة الروسية في لبنان عن "دهشتها" من إدانة وزارة الخارجية لغزو موسكو لأوكرانيا، وزعمت أيضا أن البيان ينتهك سياسة النأي بالنفس التي ينتهجها لبنان عبر تموضعه إلى جانب أوكرانيا.

وقالت إن "روسيا لم تشن حربا لكن عملية خاصة تهدف إلى حماية المواطنين الروس وبناء على طلب جمهوريتي دونتسك ولوهانسك بعدما اعترف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستقلالهما".

وتعكس وجهة النظر هذه سمة شائعة للدعاية الروسية ، تتمثل في تصوير روسيا بأنها الضحية وليست المعتدية على الرغم من أفعالها.

وأوردت وكالة الصحافة الفرنسية أن بوتين نفسه وصف غزوه الضخم بأنه "عملية عسكرية خاصة"، وحدد أن هدفها يتمثل في "نزع سلاح أوكرانيا ونزع نازيتها".

وكان قد استخدم ستارا مماثلا في العام 2014 لتبرير ضم شبه جزيرة القرم وتأجيج الحرب في دونتسك ولوهانسك وذلك عبر اتهام السلطات الأوكرانية بارتكاب جرائم إبادة ضد المواطنين الناطقين بالروسية في شرقي أوكرانيا.

لكن المجتمع الدولي، بل وحتى معظم الشعب الروسي، يمكن أن يدركوا حقيقة هذه الرواية المضللة.

ففي تقرير صدر بتاريخ 20 كانون الثاني/يناير، سلطت وزارة الخارجية الأميركية الضوء على هذا التكتيك وحددت ما وصفتها بأنها "خمس ركائز رئيسية" للدعاية الروسية.

وقالت إن "ركائز أرضية النظام الروسي للتضليل والدعاية هو مجموعة من قنوات الاتصال الرسمية والقنوات الوكيلة غير المنسوبة والمنصات التي تستخدمها روسيا لخلق روايات كاذبة وتضخيمها".

وحددت "الركائز الخمسة" للدعاية الروسية بأنها "الاتصالات الحكومية الرسمية والرسائل العالمية التي تمولها الدولة وتطوير المصادر الوكيلة وتسليح وسائل التواصل الاجتماعي والتضليل الممكّن سيبرانيا".

وتابعت أن "الكرملين يتحمل المسؤولية المباشرة في تطوير هذه التكتيكات والمنصات كجزء من أسلوبه لاستخدام المعلومات كسلاح".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500