عدن -- أكد حقوقيون في اليمن أن الحوثيين المدعومين من إيران قد يكونوا زرعوا ما بين 2 إلى 3 مليون لغم أرضي قاتل في اليمن، وأن الغالبية العظمى من تلك الألغام زرعت دون أي اكتراث بالمدنيين.
فبين حزيران/يونيو 2014 وشباط/فبراير 2022، قتل نحو 2526 من المدنيين بسبب الألغام، وفقا لتقرير بعنوان "الألغام: القاتل الأعمى" نشره المركز الأميركي للعدالة.
من جهته، وثق المرصد اليمني للألغام أيضا عدد ضحايا الألغام منذ منتصف 2019 وحتى مطلع آب/أغسطس 2022.
ووفق المرصد، قتل 426 مدنيا في اليمن وأصيب 568 أثناء تلك الفترة نتيجة الألغام أو العبوات الناسفة أو القذائف غير المنفجرة.
ووفق تقديرات فريق الخبراء التابع لمجلس الأمن في اليمن، زرع الحوثيون أكثر من مليوني لغم أرضي وعبوة ناسفة في مناطق المواجهات والمناطق التي انسحبوا منها خلال السنوات الأخيرة.
وأكد فهمي الزبيري مدير عام مكتب حقوق الإنسان في أمانة العاصمة صنعاء "استمرار الحوثيين في زراعة الألغام الأرضية في المحافظات والمناطق التي تسيطر عليها والمحاذية للمناطق التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية".
وأضاف أن استمرار زراعة الألغام "عرض حياة اليمنيين للخطر"، حيث سقط الآلاف بين قتيل وجريح بسبب تعمد الميليشيات زراعتها في الأماكن التي يفترض أنها آمنة، مثل المدارس والأحياء السكنية والطرق.
ألغام محلية الصنع
من جانبها، قالت سمية المحمود الناطقة باسم مشروع مسام السعودي لنزع الألغام، إن الحوثيين زرعوا الألغام في البيوت والمدارس والمناطق الزراعية وحتى حول مصادر المياه.
وأضافت أن نحو 85 في المائة من الألغام هي "محلية الصنع".
وتمكنت فرق مشروع مسام منذ بدء عمله في اليمن نهاية حزيران/يونيو 2018 وحتى أواخر عام 2022 من نزع 379605 ألغام وعبوة ناسفة، وبلغت المساحة الإجمالية التي تم تطهيرها 42.644.021 مترا مربعا من الأراضي اليمنية.
بدورها، قالت إشراق المقطري الناطقة الرسمية باسم اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن للمشارق، إنه "لا يكاد يمر يوم بدون سقوط ضحايا ألغام في المحافظات التي استهدفتها ميليشيات الحوثي".
وأضافت أن ضحايا الألغام يعتقدون أن "الطرق التي يمشون عليها خالية من الألغام لأنهم لا يتوقعون أن تزرع بجوار منزل أو جامع أو مزرعة".
وتابعت "لذلك لا توجد مناطق آمنة خصوصا المناطق التي شهدت نزاعات مسلحة أو تلك التي يسعى الحوثيون للسيطرة عليها"، حيث يتسلل عناصرها إلى تلك المناطق ويقومون بتلغيمها.
وأوضحت أن زراعة الألغام هي "انتهاك مستمر بحق المدنيين".
وأكدت المقطري أن الألغام تقتل أو تشوه المدنيين ما يتسبب في ألم وحزن، وحثت المجتمع الدولي على ممارسة ضغوط على الحوثيين "للتوقف عن زراعة الألغام وأيضا تقديم البيانات وخرائط زراعتها".
ضرورة تسليم خرائط حقول الألغام
ودعا المحامي والحقوقي عبد الرحمن برمان الحوثيين إلى وقف زراعة الألغام الأرضية وتسليم خرائط الحقول التي زرعوها ودعم الجهود لنزعها سواء فنيا أو ماليا.
وأضاف في حديث للمشارق أن "الحوثيين، وبدعم من خبراء إيران العسكريين، حولوا اليمن إلى أكبر حقل ألغام في العالم".
وذكر أن "عدد الألغام التي انتزعها البرنامج الوطني ومشروع مسام في المناطق التي وصلتها القوات الحكومية بلغت حتى الآن نصف مليون لغم".
بدوره، قال المحلل السياسي أحمد الصباحي للمشارق إن "الحوثيين المدعومين من إيران يكدسون الألغام ويزرعوها في المناطق المأهولة بالسكان من أجل حماية أنفسهم من قوات الجيش" والقوات المتحالفة معه.
وأكد أن الألغام تمثل "جريمة تنتهك حقوق المدنيين والاتفاقيات الدولية التي حظرت استخدام الألغام الفردية في الحروب منذ سنوات" والتي وقع عليها اليمن.