أشاد مسؤولو الحكومة اليمنية بنجاح الجهود السعودية لإزالة الألغام التي زرعها الحوثيون (أنصار الله) المدعومون من إيران وفي نفس الوقت طالبوا الأمم المتحدة بالضغط على الميليشيا للتوقف عن زراعة الألغام ودعم جهود إزالتها.
ومنذ بدء أعماله في تموز/يوليو 2018، تمكن المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن (مسام) من إزالة 10 بالمائة من إجمالي الألغام التي زرعتا الحوثيون.
وقال مشروع مسام، الذي يرعاه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، إنه تمكن من نزع 127,483 لغم من المناطق الزراعية والسكنية حتى نهاية كانون/يناير 2020.
وطالب نبيل عبد الحفيظ وكيل وزارة حقوق الإنسان الأمم المتحدة بممارسة الضغوط على الحوثيين للتوقف عن زراعة الألغام باعتبارها محرمة دوليًا.
وأضاف عبد الحفيظ في حديث للمشارق أن "جهود مشروع مسام قد حققت نتائج جيدة بانتزاع أكثر من 127 ألف لغم".
وتابع أن "المشروع مستمر في جهوده لتجنيب المدنيين الأذى الذي تحدثه انفجارات الألغام التي زرعها الحوثيون الذين تفننوا في صناعتها بأشكال تتماشى مع الطبيعة".
وأشار إلى أنه تم تطوير تلك الأسلحة بدعم من إيران.
وأكد أن "الحوثيين زرعوا أكثر من 1.2 مليون لغم، ونزعها يتطلب دعم جهود مشروع مسام والبرامج الوطنية لنزع الألغام".
أسلحة فتاكة وقتل عشوائي
وكان التحالف العربي قد أعلن على لسان متحدثه الرسمي تركي المالكي يوم 7 شباط/فبراير عن مقتل 3 صيادين مصريين وجرح 3 آخرين نتيجة انفجار لغم بحري بقاربهم في المياه الدولية في البحر الأحمر.
وقال المالكي إن "استمرار الحوثيين في نشر وزراعة الألغام البحرية يمثل تهديدا حقيقيا لحركة الملاحة البحرية والتجارة العالمية بمضيق باب المندب وجنوب البحر الأحمر".
وأضاف أن جهود التحالف العربي قد حدت من التهديدات البحرية وخطر الألغام البحرية من خلال اكتشاف وتدمير 137 لغما بحريا قام الحوثيون بزراعتها ونشرها عشوائيًا بمضيق باب المندب وجنوب البحر الأحمر.
بدوره، قال المحلل السياسي فيصل أحمد للمشارق إن الألغام تشكل خطرًا كبيرًا على المدنيين، مشيرًا إلى أن "ألغام الحوثيين تستهدف الإنسان والحيوان وكل ما له علاقة بالحياة".
وأضاف "لا يكاد يمر يوم إلا ونسمع عن أخبار انفجار لغم في هذه المنطقة ومقتل أطفال ونساء، بالإضافة الى انفجار بعض الألغام بالحيوانات".
وذكر أن الألغام البحرية التي يزرعها الحوثيون تشكل خطرا في المياه الإقليمية والدولية، مشيرا إلى استهداف سفينة معونات إماراتية وأخرى أميركية في عام 2018.
وطالب أحمد الأمم المتحدة بالضغط على الحوثيين من أجل تسليم خرائط بالمناطق التي زرعت بالألغام وأيضا مطالبتهم بعدم زراعة المزيد منها، مشيرا إلى أن "زراعة الألغام لن تحقق لهم أي انتصار عسكري".
الألغام تهدد حياة المدنيين
من جانبه، قال الخبير الاقتصادي عبد العزيز ثابت إن "خسائر اليمن البشرية من ضحايا الألغام تفوق عدد ضحايا المعارك العسكرية في الجبهات، وهذا يلقي الضوء على خطر الألغام على حياة اليمنيين".
وأشار ثابت إلى أن المحاربين في المعارك يدركون أن حياتهم في خطر "بينما ضحايا الألغام هم من الأبرياء من النساء والأطفال الذين انفجرت بهم الألغام وهم في مناطق 'آمنة'".
وتابع أن "الحوثيين، وبفضل الدعم الإيراني المقدم لهم بالخبرات، قد تفننوا في صناعة ألغام تتماشى من الطبيعة".
وأكد أن "هذه جريمة حرب لا تسقط بالتقادم ويجب أن يتحملوا المسؤولية القانونية والجنائية لهذه الجرائم وكذلك التعويضات لضحايا الألغام الذين يسقطون بشكل يومي".