قاعدة العديد الجوية -- تعد المناورة المشتركة التي جرت الشهر الماضي بين الولايات المتحدة وقطر، إضافة إلى المساهمة الكبيرة التي قدمتها الدوحة في إجلاء الآلاف من كابول، آخر دليل على قدرة البلدين على الاستجابة معا للأزمات في المنطقة.
وشاركت طائرات من القيادة الوسطى للقوات الجوية الأميركية وسلاح الجو الأميري القطري في مناورة درع السماء 3 بقاعدة العديد الجوية في قطر بين 1 و4 آب/أغسطس.
وكانت النسختان الأولى والثانية من المناورة قد أجريتا في وقت سابق من العام، وتحديدا في شهري كانون الثاني/يناير وآذار/مارس على التوالي.
وتدور المناورة حول مهام الدوريات القتالية الجوية وعمليات البحث والإنقاذ، وصممت للتحقق من القدرة المشتركة للقوتين الجويتين للدفاع عن المجال الجوي الإقليمي، بحسب ما ذكرت قيادة المنطقة الوسطى الأميركية في بيان يوم 10 أيلول/سبتمبر.
وقال قائد سلاح الجو التاسع الفريق غريغ غيو، إن "مناورة درع السماء 3 تظهر شراكتنا القوية مع سلاح الجو الأميري القطري".
وأضاف أن "قطر تلعب دورا رئيسيا في الدفاع الجماعي عن المنطقة. وعن طريق تقوية قابلية التشغيل المتبادل مع سلاح الجو القطري، نصبح قادرين على نحو أفضل على ردع التهديدات ضد أمن الخليج العربي واستقراره".
وأوضح البيان أن مقاتلات من طراز إف-16 تابعة للقوات الجوية الأميركية ومقاتلات رافال وميراج ومروحيات آباتشي ومروحية من طراز إيه-دبليو-139 تابعة لسلاح الجو القطري ومركز العمليات الجوية التابع لسلاح الجو القطري شاركت في المناورة.
بدوره، قال الميجور داستان مايز إن "نجاح مناورة درع السماء 3 قدم لنا دروسا مستفادة قيّمة وعزز جهود التعاون الأمني بين القوات الجوية الأميركية وسلاح الجو القطري".
وأضاف البيان أن النسخة الثالثة من مناورة درع السماء أعطت الطيارين القطريين الفرصة للقيادة التكتيكية لتشكيلات الطائرات الأميركية والقطرية لتحقيق ميزة جوية ضد تهديد تمت محاكاته.
كما سمحت المناورة للطيارين القطريين بالتدريب على إجراءات البحث والإنقاذ القتالية.
وأشار البيان إلى أن المناورة تمثل واحدة من طرق عديدة تعمل بها قيادة المنطقة الوسطى الجوية الأميركية لبناء قابلية التشغيل المتبادل مع سلاح الجو القطري.
وتابع مايرز "نحن مستمرون في دعم سلاح الجو القطري في تطوير قدراته على التحكم الجوي التكتيكي المشترك وقدرات لينك-16 الخاصة به، وأيضا في إجراء مناورات إضافية نخطط لها مع شركائنا القيمين".
وأكد "نتطلع لمواصلة البناء على النجاح الذي حققته مناورة درع السماء 3".
دور قطر الرئيس
هذا ولعبت قطر التي تستضيف أضخم قاعدة عسكرية أميركية في منطقة الشرق الأوسط، دورا مهما في جهود الإجلاء من أفغانستان بعد استيلاء حركة طالبان على كابول يوم 15 آب/أغسطس.
وكان الجيش الأميركي قد أكمل انسحابه وجسره الجوي التاريخي لإجلاء أكثر من 124 ألف شخص من مطار كابول يوم 30 آب/أغسطس، إيذانا بنهاية حربه في أفغانستان التي استمرت 20 عاما.
وانتقل أكثر من 57 ألف شخص منهم إلى بلدان أخرى عبر قطر.
وأجرت قطر نفسها عملية إجلاء لنحو 130 شخصا من أفغانستان، منهم أعضاء في فريق روبوت للفتيات وصحافيون فروا من البلد الذي تسيطر عليها طالبان للنجاة بحياتهم، بحسب ما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.
وهبط الصحفيون، ومنهم موظفون في صحيفة نيويورك تايمز، في المكسيك يوم 25 آب/أغسطس مع أقاربهم عبر الدوحة على متن طائرة عسكرية قطرية.
وقدمت الخطوط الجوية القطرية أيضا عشر طائرات لنقل الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من الدوحة إلى بلاد أخرى.
وأفادت قناة الجزيرة أنه فيما تكدس الأشخاص الذين تم إجلاؤهم في قاعدة العديد الجوية في انتظار نقلهم إلى أماكن أخرى، وفيما ازداد الاكتظاظ في المكان، بنت قطر مستشفى ميدانيا طارئا وملاجئ إضافية وغرف اغتسال قابلة للحمل لاستيعاب تدفق الأشخاص.
ووفق الجزيرة، قدم الجيش القطري 50 ألف وجبة للأشخاص الذين تم إجلاؤهم، فيما هرعت المنظمات الخيرية المحلية أيضا إلى تقديم المساعدة.
ووفرت قطر كذلك فحوصات ولقاحات كوفيد-19 للأشخاص الذين تم إجلاؤهم، بحسب ما أفادت وكالة رويترز يوم 26 آب/أغسطس.
وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستين أثناء اجتماع مع القادة القطريين في 7 أيلول/سبتمبر، إن "دعم قطر في عملية ملجأ الحلفاء كان لا غنى عنه لتأمين النقل الآمن للمواطنين والعسكريين الأميركيين والشركاء والأفغان المعرضين لخطر خاص".
وأضاف "أنا فخور للغاية بالجيش الأميركي وبشركائنا لأنهم أكملوا أضخم عملية جسر جوي في التاريخ، قاموا خلالها بإجلاء أكثر من 124 ألف شخص إلى بر الأمان. لكن ما كنا نستطيع أن نحقق ذلك دون الدعم القطري".
وتابع "في واقع الأمر، نحن موجودون هنا اليوم لأن عملنا معا كشركاء وأصدقاء مستمر، ليس فقط في إطار عملية ملجأ الحلفاء، ولكن أيضا في إطار الكثير من الأولويات المشتركة".
ولفت إلى أن "الولايات المتحدة ممتنة لاستمرار قطر في استضافة القوات الأميركية للتأكد من أن قواتنا في جهوزية تامة لدعم مجموعة من المهام الحساسة في المنطقة".