أمن

ميناء ينبع السعودي على البحر الأحمر مركز استراتيجي

فريق عمل المشارق

رجل سعودي ينظر إلى حاملة الطائرات الفرنسية كلمنصو وهي تصل إلى ميناء ينبع في هذه الصورة التي يعود تاريخها إلى 24 أيلول/سبتمبر 1990. [باسكال غويو/وكالة الصحافة الفرنسية]

رجل سعودي ينظر إلى حاملة الطائرات الفرنسية كلمنصو وهي تصل إلى ميناء ينبع في هذه الصورة التي يعود تاريخها إلى 24 أيلول/سبتمبر 1990. [باسكال غويو/وكالة الصحافة الفرنسية]

يشهد ميناء ينبع التجاري والصناعي في السعودية نموا سريعا في العقود الأخيرة، ويعتبر اليوم أحد أسرع موانئ المملكة نموا نظرا لموقعه الاستراتيجي على ساحل البحر الأحمر إلى الشمال من ميناء جدة الأكبر.

ومع أن تاريخه يمتد لأكثر من ألفي عام، فقد ظل الميناء صغيرا طيلة قرون، علما أنه كان في الماضي محطة على خط تجارة التوابل القديم.

وقد بدأ تطوير الميناء بصورة جادة في سبعينيات القرن العشرين، لكن لم يتم إدراك إمكانياته الحقيقية كمركز استراتيجي إلا أثناء حرب الخليج.

وقالت السعودية إنه في حالة تسبب أي صراع في تعطيل عمليات الشحن في الخليج العربي، فقد يكون من الممكن نقل النفط عبر المملكة من خلال عدة خطوط أنابيب رئيسية وشحنه من الميناء المطل على البحر الأحمر، ما يزيد من أهمية تلك المحطة التي كانت غير نشطة في الماضي.

مصلون مسلمون يصلون لأداء صلاة الظهر في المسجد النبوي بالمدينة المنورة في السعودية بتاريخ 31 أيار/مايو 2020. [ماجد الشرفي/وكالة الصحافة الفرنسية]

مصلون مسلمون يصلون لأداء صلاة الظهر في المسجد النبوي بالمدينة المنورة في السعودية بتاريخ 31 أيار/مايو 2020. [ماجد الشرفي/وكالة الصحافة الفرنسية]

واعتبر الخبير العسكري السعودي منصور الشهري أن "ميناء ينبع أثبت أهميته خلال حرب الخليج في العام 1990".

وقال إنه بالإضافة إلى أنه يمثل طريق شحن بديلا، فإنه شكّل أيضا منفذا إضافيا للقوات العسكرية وسهّل تدفق الدعم اللوجستي إلى مناطق عدة في المملكة والدول الخليجية المجاورة.

وأوضح أن هذا يعني أنه يمكن استخدام موانئ مثل ينبع في تسهيل حركة نقل القوات البحرية والبرية من قواعد حول العالم إلى السعودية ودول أخرى.

مركز رئيسي على البحر الأحمر

ويخدم ينبع وهو مرفأ طبيعي وأحد أقدم الموانئ على البحر الأحمر، كمنفذ بحري للمدينة المنورة، والآن يستقبل أكثر من 2000 حاج سنويا عبر محطة الركاب التي تم تحديثها وتوسعتها.

كذلك، يعد الميناء وهو واحد من 9 موانئ تشرف عليها هيئة الموانئ السعودية، ثاني أكبر ميناء سعودي على ساحل البحر الأحمر بعد جدة، ويرتبط ببقية أنحاء المملكة عبر شبكة من الطرق الحديثة.

ويقع بين ميناء ضباء في الشمال وميناء الملك فهد الصناعي وميناء جدة الإسلامي في الجنوب، ويأتي على بعد 460 ميلا بحريا إلى الجنوب من قناة السويس، كما يعد أقرب ميناء سعودي أساسي للبحر المتوسط.

وفي السنوات الأخيرة، تحول بفعل عمليات تطوير مرافقه وأرصفته وخدماته إلى مركز رئيسي، ما عزز بدوره النمو الاقتصادي الشامل في المنطقة بأسرها.

فتبلغ الطاقة الإجمالية لأرصفته الـ 12 معدل 13.5 مليون طن سنويا، ويمكن أن يستوعب سفن الركاب والبضائع من مختلف الأنواع. كما أن به أسطول من قوارب القطر وزوارق الإرشاد وزوارق الإرساء والمعدات الحديثة لمعالجة البضائع.

ويتضمن ذلك معدات لتفريغ الحبوب السائبة ورافعات شوكية لمعالجة البضائع العامة والحاويات ومقطورات وجرارات ورافعات تلسكوبية. كما توجد فيه صومعتان لتخزين البضائع السائبة تبلغ طاقة كل منهما 20 ألف طن.

وتم تخصيص رصيفين لسفن الركاب ومحطة ركاب مع ما يرتبط بذلك من أدوات لتخليص الأمتعة وخدمات نقل، مما يسمح لاستيعاب حتى 1500 راكب. وتوجد أيضا صالة لفحص الحجاج.

وتربط شبكة من الطرق الحديثة الميناء بمناطق أخرى من المملكة، كما يوفر مطار ينبع المحدّث رحلات محلية ودولية.

منفذ تاريخي للمدينة المنورة

وفي هذا السياق، قال فيصل الخوالدي الأستاذ المحاضر بكلية الاقتصاد والإدارة في جامعة الملك عبد العزيز، إن ميناء ينبع له "أهمية تاريخية".

وأضاف أن السجلات التاريخية والاكتشافات الأثرية تدل على استعماله منذ العصر الإغريقي والعصر الإسلامي الذهبي، كونه المنفذ البحري الرئيسي إلى المدينة المنورة.

واليوم، لا يزال الميناء مركزا للحجاج وتصدير المنتجات الزراعية.

وذكر الخوالدي أن البضائع التي يتم تفريغها وتحميلها في ميناء ينبع تشمل "كافة أنواع البضائع والفحم البترولي وكافة أنواع الحبوب والسماد والأعلاف والإسمنت الأبيض والكيماويات ومركزات الزنك والزيت".

وأشار إلى أن الميناء له القدرة على استيعاب كميات كبيرة من الحبوب وتفريغ حبوب سائبة تصل إلى 600 طن في الساعة، مبينا أنه مزود بآلات التفريغ ومعدات كالأوناش والرافعات.

وأؤكد الخالدي أن هذا الميناء سيكون له أهمية كبيرة خلال السنوات المقبلة، إذ أنه قادر على تزويد المملكة ودول الخليج بالمواد الغذائية، ولا سيما الحبوب.

وأوضح أن موقع الميناء وقدراته التخزينية تجعله مركزا لاستيراد وإعادة تصدير الحبوب لكافة دول المنطقة.

وأشار إلى أن الطرق البحرية التي تمر عبر قناة السويس تربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط وباقي مناطق العالم.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500