سياسة

الضغط الأميركي الأقصى يكبح جماح برامج إيران النووية والصاروخية

أردشير كوردستاني

تم الكشف عن صاروخ "الحاج قاسم" الإيراني في احتفال في شهر أيلول/سبتمبر. [الصورة من خلال وكالة تسنيم نيوز]

تم الكشف عن صاروخ "الحاج قاسم" الإيراني في احتفال في شهر أيلول/سبتمبر. [الصورة من خلال وكالة تسنيم نيوز]

قال مراقبون للمشارق إن حملة "الضغط الأقصى" التي تنفذها الولايات المتحدة قد نجحت في منع إيران من إحراز تقدم كبير في برامجها لتطوير الأسلحة النووية والصاروخية التي يمكن أن تستخدمها لتهديد المنطقة.

ومع أن المسؤولين الإيرانيين يقولون إن الجمهورية الإسلامية لا تستخدم قدراتها الصاروخية إلا للأغراض الدفاعية، فإن خطابهم يكذب ذلك.

حيث قال الرئيس الإيراني حسن روحاني يوم 20 آب/أغسطس متحدثًا في الاحتفال الذي أقيم للكشف عن صاروخ "الحاج قاسم" الجديد الذي يبلغ مداه 1400 كم "سنستخدم قوتنا الصاروخية لمساعدة أصدقائنا".

يذكر أن الصاروخ "الحاج قاسم" يحمل اسم قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني الذي قتل في غارة أميركية يوم 3 كانون الثاني/يناير.

صاروخ "سجيل" الإيراني في عام 2017. [الصورة من خلال موقع Tabnak.ir]

صاروخ "سجيل" الإيراني في عام 2017. [الصورة من خلال موقع Tabnak.ir]

ويُنسب لصاحب الاسم الفضل على نطاق واسع في تنظيم الجماعات الشيعية المتشددة في جميع أنحاء المنطقة وتسليحها، بما في ذلك كتائب حزب الله في العراق التي استهدفت بشكل متكرر قوات التحالف الدولي في العراق والمنطقة الخضراء في بغداد.

برنامج إيران الصاروخي: ’تهديد طويل الأمد‘

هذا وقد تفاخر المسؤولون الإيرانيون مرارا بقدرة طهران على ضرب أي هدف في حدود 2000 كيلومتر من أراضيها. ورغم نفي طهران، فقد قال خبراء ووسائل إعلام غربية إن بعض صواريخ إيران، بما في ذلك صاروخ "سجيل"، يمكن أن تصل إلى حدود بعض الدول المتحالفة مع حلف الناتو في أوروبا.

حيث قال الباحث الإيراني المقيم في الولايات المتحدة أمير توماج للمشارق إن "البرنامج الصاروخي للجمهورية الإسلامية يمثل تهديدًا طويل الأمد لأوروبا فيما تقوم إيران بتطوير برنامجها الصاروخي البالستي العابر للقارات".

وأكد مراقبون إن حملة "الضغط الأقصى" التي تنفذها الولايات المتحدة ضد إيران قد أبطأت بصورة كبيرة من تقدم إيران نحو أن تصبح دولة "قادرة على إنتاج أسلحة نووية". وأضافوا أنه من شأن الحصول على الأسلحة النووية أن يعطي إيران الفرصة لمواصلة سياستها التوسعية وهيمنتها في المنطقة.

بدوره، قال المحلل الإيراني المقيم في الولايات المتحدة محسن حسيني إن "العقوبات الأميركية ربما لم توقف برامج إيران النووية والصاروخية بشكل كامل، لكنها أبطأت تلك البرامج بسبب تأثيرها المالي".

وأضاف حسيني في حديث للمشارق أنه "لا توجد دولة ستقدم أية خدمات مجانية لإيران . فالبلدان الأخرى [مثل روسيا أو الصين] لن تمنح إيران التكنولوجيا الصاروخية والنووية إلا إذا تمكنت من دفع ثمنها، وهي لا تستطيع أن تفعل ذلك"، مشددًا على نجاح العقوبات الأمريكية كجزء من حملة الضغط الأوسع.

هذا وتظهر البيانات التي تم نشرها أنه في أعقاب العقوبات الأميركية الأكثر صرامة، تقلص الناتج المحلي الإجمالي الإيراني بنسبة 13 بالمائة وانخفض إنفاقها العسكري بنسبة 2 بالمائة بين عامي 2018 و2020.

’إبادة جماعية في سوريا‘

ويبدو النظام الإيراني منفتحا بشأن مواصلة تسليح الجماعات الإرهابية في جميع أنحاء المنطقة. حيث قال المتحدث العسكري الإيراني أبو الفضل شكرجي في 22 سبتمبر/أيلول إن الجمهورية الإسلامية قد شاركت تكنولوجيا الصواريخ وخبرتها مع اليمنيين.

ويقوض هذا الكشف بالفعل تأكيد طهران طويل الأمد الذي مفاده أنها لا تقدم إلا "دعم استشاري" للحوثيين.

من جانبه، قال الصحافي شاهين محمدي المقيم في الولايات المتحدة إنه "لا توجد أفران تحتوي على مداخن"، وذلك في إشارة إلى معسكرات الموت النازية في حقبة الحرب العالمية الثانية، لكنه أضاف أن "هذا لا يعني أن ما تفعله إيران في المنطقة لا يمثل انتهاكًا لحقوق الإنسان".

وفي إشارة إلى تدخل إيران منذ سنوات عديدة في سوريا لدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد، قال محمدي في تصريح للمشارق إنه "لحماية الأسد، قام الحرس الثوري الإيراني بتدريب قواته [العسكرية] وحثها على مهاجمة المتظاهرين السلميين".

وأضاف أن الحرس الثوري "شارك أيضًا في عمليات القتل الجماعي [التي قام بها الجيش السوري]، بما في ذلك الهجمات الكيميائية واستخدام البراميل المتفجرة التي تستهدف المدنيين السوريين. إن ما فعله قادة الحرس الثوري في سوريا يرقى للإبادة الجماعية".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500