لدى القوات لمسلحة الأردنية والأميركية تاريخ طويل من الشراكة، وذلك استنادا إلى أهداف استراتيجية مشتركة وعلاقة عمل وثيقة، كما أن الجانبين مستمران في العمل معًا لإيجاد سبل جديدة للتعاون.
وقد ظهرت هذه الشراكة في وقت سابق من شهر أيلول/سبتمبر أثناء مناورة عسكرية شهدت قيام الجنود من فرقة سبارتن بنشر مركز قيادة متحرك إلى الأردن من الكويت.
وانطوى ذلك على نقل وتركيب المعدات وإنشاء الاتصالات ونقل قدرات التحكم والقيادة من الكويت إلى الأردن، وذلك بحسب الجيش الأميركي.
وقد وفرت العملية للجنود الأميركيين من فرقة سبارتن فرصة لإعطاء نظرائهم الأردنيين نظرة عامة على مركز القيادة المتحرك، مع التركيز على التعاون المستقبلي في هذا المجال.
وبحسب وزارة الخارجية الأميركية، فإن الولايات المتحدة هي أكبر مقدم فردي للمساعدات الثنائية للأردن، حيث أنها قدمت للمملكة في عام 2019 تمويلًا للمساعدات الخارجية بقيمة 425 مليون دولار أميركي.
وقالت الوزارة إن برنامج المساعدات العسكرية يهدف لتلبية "احتياجات الأردن الدفاعية المشروعة، بما في ذلك حفظ الحدود والاستقرار الإقليمي من خلال توفير العتاد والتدريب".
وأضافت أنه "في ضوء الاضطرابات الإقليمية المتواصلة، وأيضا الاضطرابات العالمية الناجمة عن جائحة كوفيد-19، ساعدت الولايات المتحدة الأردن في الحفاظ على استقراره وازدهاره من خلال المساعدات الاقتصادية والعسكرية ومن خلال التعاون السياسي الوثيق".
شراكة طويلة الأمد
وقال المستشار العسكري والاستراتيجي العميد هشام خريسات للمشارق إن الأردن عضو رئيسي في التحالف الدولي لهزيمة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وأضاف أن القوات الأردنية تعمل منذ فترة طويلة بالاشتراك مع القوات الأميركية، وأن القوات الأميركية تنضم بصورة منتظمة لنظيرتها الأردنية للتدريب في مركز الملك عبدالله الثاني لتدريب العمليات الخاصة في عمّان.
وكانت الولايات المتحدة قد صنفت الأردن كحليف رئيسي من خارج الناتو عام 1996، ما جعل المملكة مؤهلة لتلقي فائض من المعدات الدفاعية والتدريب الأمريكي، من بين إمدادات أخرى.
وذكر خريسات أن المعدات التي تزودها الولايات المتحدة أو تمولها تتضمن مقاتلات F-16 ومروحيات بلاك هوك لاستخدامها في العمليات الخاصة وعمليات الإخلاء والإنقاذ.
وتابع أن الولايات المتحدة ساعدت أيضا في تمويل مركز تدريب العمليات الخاصة، الذي أًصبح اليوم قبلة عالمية لبرامج التدريب على العمليات الخاصة.
وأشار إلى أنه من خلال مناورات التدريب المختلفة، تسعى الولايات المتحدة لضمان أن تكون "جاهزية القوات المسلحة الأردنية هي نفس مستوى جاهزية حلف الناتو"، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تساعد أيضًا في تطوير قدرات سلاح الجو الأردني.
وأكد خريسات أن توفير المعدات وعمليات التدريب من قبل القوات الأميركية قد ساعد في ضمان أن تكون القوات المسلحة الأردنية قادرة على "الانتشار بنجاح خارج الحدود والقتال كقوات متكاملة خلف خطوط العدو".
تعزيز العلاقة الاستراتيجية
ومن جهته، قال الخبير الأمني عمر الرداد للمشارق إن التعاون بين الجيش الأميركي والقوات المسلحة الأردنية يشمل العديد من صنوف القوات المسلحة الأردنية.
وأضاف أن الأردن يدرك أهمية تمتين العلاقة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة في ظل تحولات عميقة في الإقليم واستمرار خطر الإرهاب وجهود تقويض هذه العلاقة.
وذكر أن الولايات المتحدة قد ساعدت في إنشاء مراكز تدريب على مكافحة الإرهاب والقيام بمناورات مشتركة مع القوات الأردنية، بما فيها مناورة الأسد المتأهب السنوية ومناورة الرمح الحاسم التي أجريت في تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وأشار الرداد إلى أن القوات المسلحة الأردنية أنشأت في الأسابيع الأخيرة مستشفى ميدانيًا في بيروت عقب التفجير المدمر الذي وقع يوم 4 آب/أغسطس في الميناء.
ويوم 6 آب/أغسطس، نقلت طائرتان عسكريتان أردنيتان معدات إلى بيروت لإنشاء المستشفى الميداني لعلاج المصابين في الانفجار، وذلك تحت إشراف الخدمات الطبية الملكية التابعة للقوات المسلحة الأردنية.
وأوضح أن المستشفى الميداني، الذي يعمل به كادر طبي يتألف من 160 طبيبا ومساعدا وممرضا، يضم غرفتي عمليات ومختبر أشعة ووحدة رعاية مركزة و48 سريرا و10 أسرة للعناية المركزة.
ووفق الرداد، فإن "المستشفيات الميدانية التي تنفذها القوات المسلحة تعكس حرفية وجاهزية واستجابة عالية كانت نتيجة تدريبات وخبرات تشكلت في إطار التعاون مع الحلفاء وفي مقدمتهم الولايات المتحدة".