أعلنت منظمة العفو الدولية يوم الجمعة 31 تموز/يوليو أن الحكومة الإيرانية تتجاهل الطلبات المتكررة من كبار مسؤولي السجون للمساعدة في احتواء فيروس كورونا في سجون البلاد المكتظة.
ورغم تجاهلها لهذه الطلبات، وجدت الجمهورية الإسلامية أموالاً لإجراء تدريب عسكري واسع النطاق في مياه الخليجبالقرب من مضيق هرمز.
وقالت منظمة العفو الدولية إنها راجعت نسخا من أربع رسائل موجهة إلى وزارة الصحة وقعها مسؤولون في هيئة السجون الإيرانية "تدق ناقوس الخطر بشأن النقص الخطير في معدات الحماية والمنتجات المطهرة والأجهزة الطبية الأساسية".
وقالت المنظمة الحقوقية ومقرها لندن في بيان إن الوزارة "لم تستجب لهذه الطلبات ولا تزال السجون الإيرانية غير قادرة بشكل كبير على مواجهة حالات تفشي المرض".
وتعمل إيران جاهدة من أجل احتواء تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19) منذ إعلان أولى حالاتها في 19 شباط/فبراير. وقد أكدت السلطات وفاة أكثر من 16 ألف شخص في الجمهورية الإسلامية حتى الآن.
كما أكدت منظمة العفو الدولية أن رئيس مكتب الرعاية الصحية في هيئة السجون وجه في البداية رسالة إلى وزارة الصحة يطلب المساعدة وذلك بتاريخ 29 شباط/فبراير قبل أن تتوالى الرسائل التي وجهت في 25 آذار/مارس و12 أيار/مايو و14 حزيران/يونيو و5 تموز/يوليو.
وقالت منظمة العفو الدولية إن الرسالة التي وجهت إلى وزارة الصحة في شهر آذار/مارس طلبت توفير مطهرات ومعدات حماية تكفي لمدة ثلاثة أشهر، بما في ذلك مليون لتر من المطهرات السطحية و5.4 مليون قناع.
’عدم حماية السجناء‘
ديانا الطحاوي، وهي نائبة المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمنظمة العفو الدولية، قالت إن "هذه الرسائل الرسمية تقدم أدلة دامغة على فشل الحكومة المروع في حماية السجناء".
وقالت منظمة العفو إن الرسائل "تتناقض بشكل صارخ" مع التصريحات العلنية التي أدلى بها مستشار رئيس السلطة القضائية أصغر جهانجير الذي أشاد بمبادرات إيران "النموذجية" لحماية السجناء من الوباء.
وأشارت المنظمة الحقوقية إلى أنها "تلقت تقارير مزعجة عن إهمال سجناء تظهر عليهم أعراض كوفيد- 19 لأيام حتى عندما يعانون من مشاكل في القلب والرئة أو مرض السكري أو الربو".
وزعمت المنظمة الحقوقية أنه "عندما تسوء أوضاعهم، فإن العديد منهم يخضعون للحجر الصحي في قسم منفصل في السجن أو يوضعون في الحبس الانفرادي دون الحصول على رعاية صحية مناسبة".
فمنذ شهر آذار/مارس مُنح أكثر من 100,000 سجين في إيران الإفراج المؤقت أو تخفيذ في العقوبات السجنية من أجل الحد من الإصابات في السجون.
لكن مجموعة خبراء تابعة للأمم المتحدة قالت هذا الشهر إن السجناء المفرج عنهم أعيدوا الآن إلى السجن على الرغم من الموجة الثانية من الفيروس التي تضرب البلاد.
وقالت الطحاوي "ندعو السلطات الإيرانية مرة أخرى إلى معالجة مشكلة الاكتظاظ في السجون بشكل عاجل، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين الذين سجنوا بسبب ممارستهم السلمية لحقوقهم".