اتهمت منظمة حقوقية السلطات الإيرانية يوم الأربعاء، 2 أيلول/سبتمبر، بعدم اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19) في السجون المكتظة، بما في ذلك السجون التي يحتجز فيها الأجانب مثل الأسترالية كايلي مور جيلبرت.
حيث قال مركز عبد الرحمن بورومند لحقوق الإنسان في إيران الذي يقع مقره في واشنطن في تقرير إن عمليات تعقيم منشآت السجون غير موجودة، وأن منتجات النظافة الشخصية الأساسية، بما في ذلك الصابون، ليست متاحة بسهولة.
كما حذرت المنظمة أن السجناء الذين أطلق سراحهم في بداية الجائحة للحد من الاتصال القريب يتم الآن إرجاعهم لقضاء فترات عقوبتهم.
إلا أن إيران أصرت على أن إجراءاتها للحد من انتشار فيروس كورونا وسط السجناء كانت نموذجية على الرغم من أنها واحدة من أكثر البلدان تضررًا في المنطقة.
لكن التقرير، الذي استند إلى مقابلات مع السجناء الذين أطلق سراحهم ومصادر داخل إيران، قال إن التوجيهات الأصلية قد تم التخلي عنها بصورة كبيرة.
وأضافت المنظمة الحقوقية، التي سميت باسم محام إيراني قتل في باريس في بداية تسعينيات القرن العشرين، أنه "منذ نيسان/أبريل، تدهورت النظافة الشخصية في السجون الإيرانية بصورة كبيرة بدلًا من أن تتحسن".
وتابعت أن "عمليات التطهير التي يقوم بها مسؤولو السجون قد توقفت في عدة سجون طالها التحقيق، وأن السبب على ما يبدو هو عدم وجود ميزانية".
وأكدت أن إجراءات الحجر الصحي "عديمة الجدوى" نظرًا لأن الوافدين الجدد والسجناء الموجودين يختلطون في مرافق الاغتسال والرياضة والنقل المشتركة.
وفي حين أن إيران أطلقت سراح عشرات الآلاف من السجناء للحد من الاكتظاظ في بداية الجائحة، فإن "هذا الجهد الأولي ... يبدو أنه قد تم التخلي عنه في نهاية الربيع حين تم استدعاء السجناء من أذون الخروج المؤقتة".
هذا ولا يزال أكثر من 60 ألف محتجز في فترة أذون خروج مؤقتة في بداية شهر آب/أغسطس، وفقًا للناطق باسم القضاء الإيراني.
’عواقب مأسوية‘
من جانبها، قالت رويا بورومند، المديرة التنفيذية والمشاركة في تأسيس مركز عبد الرحمن بورومند، لوكالة الصحافة الفرنسية إنه من المستحيل تحديد مدى انتشار كوفيد-19 في السجون الإيرانية، لكن المعلومات التي تم الحصول عليها مثيرة للقلق.
وأضافت "إذا لم تكن هناك مشكلة، لماذا إذا لا نعرف (الأرقام)؟ نشك أن الأمر سيئ للغاية".
وتابعت أنه حتى في ذروة الجائحة، لم تظهر إيران أية رحمة في التعامل مع المحتجزين، سواء كانوا سجناء سياسيين أو متعاطيي مخدرات أو أعضاء من الطائفة البهائية المحظورة.
وأكدت "إنهم مستمرون في اعتقال الناس. إن استمرار عمليات الاعتقال هو المشكلة".
وبحسب التقرير، ففي سجن زنجان بشمال إيران، الذي تحتجز فيه الناشطة الحقوقية نرجس محمدي، وهي زميلة سابقة لشيرين عبادي الحائزة على جائزة نوبل للسلام، أدى عدم عزل سجينة مصابة إلى تعريض جناح النساء بأكمله للإصابة بفيروس كورونا.
وتعتقد محمدي، التي تعاني من مشاكل صحية قائمة بالفعل، أنها أصيبت بالفيروس بعد وصول دفعة جديدة من السجينات، واشتكت لسلطات السجن.
وتابع التقرير أن الأحوال في سجن قرشك للنساء، حيث تم نقر مور جلبرت في وقت سابق من هذا العام لقضاء عقوبة مدتها عشر سنوات بتهمة التجسس، وهي اتهامات تنفيها، هي أيضًا مزرية، حيث "يوجد نظام تصريف يطفح في باحات العنابر".
ومنذ بدء الجائحة، قام مسؤولو سجن قرشك بتوزيع المطهرات على السجينات مرة واحدة، ولم يقوموا بتوزيع المزيد من منتجات التنظيف أو النظافة الشخصية.
لكن الكمامات التي تصنع بداخل السجن في ظل ظروف غير صحية يتم توزيعها بالمجان. وبحلول منتصف تموز/يوليو، كان يتم احتجاز 30 سجينة في غرفة في جناح السجينات المريضات اللاتي كن في حالة حرجة.
وذكر التقرير أنه في سجن إيفين بطهران، كانت نتيجة فحص 12 من 17 سجينا تم فحصهم في العنبر رقم 8، الذي يضم السجناء السياسيين، إيجابية في الإصابة بفيروس كورونا في آب/أغسطس.
كما وصف مصدر مطلع على أحوال سجن تبريز في شمال غرب إيران حالة النظافة بأنها "كارثية"، فيما كانت أجنحة الحجر الصحي في سجن وكيل آباد في مدينة مشهد ممتلئة.
وقال التقرير إنه "إذا ترك كوفيد-19 بدون سيطرة، فإن سيستمر في إصابة المزيد من السجناء والعاملين، ما سيؤدي إلى عواقب مأساوية".