قال سياسيون يمنيون إن نشر التحالف العربي مراقبين لرصد الالتزام بوقف إطلاق النار الذي أعلن عنه مؤخرا في محافظة أبين بين الحكومة والقوات الانفصالية، يعتبر خطوة مهمة في استقرار الوضع.
وأضافوا أنه يظهر أيضا جدية التحالف العربي في تنفيذ اتفاق تقاسم السلطة الذي وقع بالرياض في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي.
وكان التحالف العربي قد أعلن يوم الأربعاء، 24 حزيران/يونيو، أنه بدأ نشر مراقبين لضمان وقف إطلاق النار الشامل في أبين والإشراف على الفصل بين القوات تنفيذا لبنود اتفاق الرياض.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن القوات السعودية وصلت في اليوم نفسه إلى شقراء والشيخ سالم في محافظة أبين الجنوبية التي كانت مسرحا لاشتباكات بين القوات اليمنية وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي اندلعت يوم الثلاثاء واستمرت حتى الليل.
وتأتي هذه الخطوة بعد أن عمدت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي إلى السيطرة على جزيرة سقطرى يوم السبت، وإثر تصاعد المواجهات العسكرية بين الطرفين في أبين.
وأعلن التحالف العربي يوم الاثنين استجابة كل من الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي بشكل إيجابي لطلب وقف إطلاق النار الشامل.
وبحسب وزير الإعلام اليمني، معمر الأرياني، توجه وفد من النواب اليمنيين إلى الرياض يوم الأربعاء لمناقشة الأوضاع الراهنة.
وكشف أن الوفد ضم رئيس مجلس النواب ونوابه ومستشاري رئيس الجمهورية ورؤوساء الكتل البرلمانية وقيادات الأحزاب السياسية.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد تحدث يوم الثلاثاء عن الحاجة إلى فرض المزيد من الضغوطات على أطراف الصراع كافة بهدف التوصل إلى حل إيجابي للأزمة اليمنية.
وجاءت دعوته قبيل عقد اجتماع لمجلس الأمن يعرض فيه المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، مارتن غريفيث، موجزا حول اليمن.
’جهود صادقة لوقف الاشتباكات‘
وفي حديثه للمشارق، قال المحلل السياسي فيصل أحمد إن "نشر مراقبين لرصد وقف إطلاق النار والفصل بين القوات يعتبر خطوة مهمة في تنفيذ اتفاق الرياض".
"ويؤكد أيضا صدق قيادة التحالف العربي بقيادة السعودية في وقف الاشتباكات العسكرية التي أضعفت الحكومة الشرعية في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران (أنصار الله)"، على حد قوله.
وأضاف أنه "على الرغم من ترحيب الحكومة والمجلس الانتقالي بمقترحات السعودية لتنفيذ اتفاق الرياض، حصلت تطورات على الأرض في بعض المحافظات الجنوبية".
وتابع أن "التوترات تصاعدت بين الجانبين، لكن نشر المراقبين سيساعد في تحديد الطرف الذي يعرقل جهود تنفيذ اتفاق الرياض".
وأضاف أن "هناك قيادات في الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي تعمل على إفشال الجهود الرامية لتوحيد الصفوف ووقف المعارك الجانبية التي لا تخدم سوى أجندة الحوثي".
من جهته، قال مستشار رئيس الوزراء اليمني علي الصراري للمشارق، إن السعودية تلعب دورا "أمينا وصادقا" لوقف نزيف الدم وإحلال السلام.
ودعا القادة العسكريين على الأرض إلى العمل بجدية لدعم اتفاق وقف إطلاق النار وتحقيق السلام.
وفي إشارة إلى المقترحات السعودية الأخيرة بخصوص تنفيذ اتفاق الرياض، لفت إلى "أنها أعطت دفعا لعملية تنفيذه، وستساعد على إعادة بناء الثقة بين الطرفين ونزع فتيل الصراع".
وشدد على أن عوامل نجاح تنفيذ الاتفاق هي في تجنب الأطراف المختلفة نشر الكراهية وإيقاف الدعوة للعنف، والانسجام مع جهود السعودية التي تدفع باتجاه الحوار لتحقيق السلام".