سياسة

الانفصاليون اليمنيون يسيطرون على سقطرى

وكالة الصحافة الفرنسية

صورة لجزيرة سقطرى اليمنية التي تتمتع بأهمية عالمية بالنظر إلى ما تحتويه من تنوع بيولوجي في شمال غربي المحيط الهندي، التقطت في 27 آذار/مارس، 2008. [خالد فزاع/وكالة الصحافة الفرنسية]

صورة لجزيرة سقطرى اليمنية التي تتمتع بأهمية عالمية بالنظر إلى ما تحتويه من تنوع بيولوجي في شمال غربي المحيط الهندي، التقطت في 27 آذار/مارس، 2008. [خالد فزاع/وكالة الصحافة الفرنسية]

سيطر الانفصاليون اليمنون يوم السبت، 20 حزيران/يونيو، على جزيرة سقطرى الاستراتيجية، مقوضين أكثر قوة الحكومة التي تقاتل لإلحاق الهزيمة بالحوثيين (أنصار الله) المدعومين من إيران والمتحصنين في شمال البلاد.

وتأتي هذه الخطوة بعد أن أكد وزير خارجية اليمن محمد الحضرمي يوم الخميس الماضي، ضرورة تنفيذ اتفاق تقاسم السلطة الذي وقع في الرياض بين الحكومة اليمنية والانفصاليين.

والجزيرة التي يطلق عليها أحيانا اسم "غلاباغوس المحيط الهندي"، تقع قبالة القرن الأفريقي على بعد 350 كيلومترا من اليمن وبالقرب من طرق نقل مهمة، ويعيش فيها نباتات وحيوانات فريدة من نوعها.

وتمكنت الجزيرة إلى حد كبير من تجنب العنف الذي اجتاح بر اليمن بسبب ما يشهده منذ أكثر من خمس سنوات من قتال بين الحكومة اليمنية والتحالف العربي من جهة، والحوثيين من جهة أخرى.

لكنها تحولت في السنوات الأخيرة إلى موضع خلاف بين أطراف الصف الواحد الذي يقاتل الحوثيين، والذي يضم الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية والانفصاليين المدعومين من الإمارات التي تعتبر عضوا رئيسا في التحالف العربي.

ويعمق سقوط سقطرى نهاية الأسبوع الماضي الشرخ بين الانفصاليين الممثلين بالمجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية، بعد فشل تطبيق اتفاق تقاسم السلطة في المناطق الخارجة عن سيطرة الحوثيين.

وكان المجلس الانتقالي الجنوبي قد أعلن الحكم الذاتي في جنوبي اليمن يوم 26 نيسان/أبريل الماضي، وقال إنه بدأ فعليا تطبيقه في الجزيرة.

وذكرت مصادر عسكرية أن مقاتلي المجلس الانتقالي الجنوبي، سيطروا يوم السبت على الجزيرة بعد عملية أطلقوها في اليوم السابق، وانحصرت مواجهتهم مع القوات الموالية للحكومة على اشتباكات محدودة.

وكشفت أن مقاتلي المجلس الانتقالي الجنوبي دخلوا العاصمة حديبو وأقاموا نقاط تفتيش فيها.

وقال الانفصاليون المعادون للجماعات الإسلامية، إن القوات الموالية للحكومة والمتمركزة في الجزيرة كانت تدعم إلى حد كبير حزب الإصلاح الإسلامي المتحالف مع الحكومة المعترف بها دوليا.

ومع سياسة عدم التسامح مع الجماعات الإسلامية التي تنتهجها الإمارات، عمدت عام 2018 إلى إنزال قوات لها في سقطرى ما أثار غضب الحكومة التي اعتبرت هذه الخطوة غير مبررة بسبب عدم وجود الحوثيين على الجزيرة.

وأبرزت هذه الخطوة طموحات الإمارات بتعزيز وجودها في اليمن وأفريقيا، لكن الغضب الذي أثارته تلاشى بعد نشر السعودية قواتها في الجزيرة وانسحاب القوات الإماراتية منها.

’انقلاب كامل‘

وتشتهر سقطرى بنباتاتها الفريدة والرائعة، بينها شجرة دم التنين مع شكل المظلة الذي يميزها وعصارتها الحمراء.

وتعتبر النباتات التي تنمو فيها نادرة إذ لا يوجد مثيلها في أي مكان آخر على الأرض، ما يجعلها موقع ذات أهمية عالمية لما تحتويه من تنوع بيولوجي.

واتهم متحدث باسم الحكومة اليمنية المجلس الانتقالي الجنوبي بشن "انقلاب كامل" في الجزيرة، مؤكدا أن مقاتليه استهدفوا مؤسسات الدولة وداهموا المخيمات العسكرية والمقرات الحكومية.

وحثت التعليقات في وسائل الإعلام المحلية التحالف العربي على وقف "عبث وفوضى وهجمات" المجلس الانتقالي الجنوبي، وإجباره على تنفيذ اتفاق تقاسم السلطة الذي وقع في الرياض في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.

وأكد محافظ سقطرى، رمزي محروس، أن قوات المجلس الانتقالي الجنوبي أسقطت مؤسسات الدولة "واجتاحت" بعد ذلك مدينة حديبو.

وقال في بيان إن الحكومة والشعب قد "خذلوا" وصعقوا من "صمت الذين نتوقع منهم مد يد المساعدة إلينا لتحقيق النصر، والوقوف إلى جانبنا".

ولم يعلق التحالف العربي حتى اليوم على هذه التطورات.

ويعتبر الانفصاليون والحكومة اليمنية عمليا حلفاء في الحرب الدائرة ضد الحوثيين، إلا أن التطور الأخير يهدد بإعادة إشعال "حرب ضمن الحرب" في اليمن.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500