أمن

وحدات من البحرية الأميركية تشارك في تدريب متقدم في مياه الخليج

سلطان البارعي من الرياض

المروحية البرمائية أم إتش-60 سي هوك التابعة للبحرية الأميركية والمخصصة للسفينة الهجومية البرمائية يو أس أس باتان، تحلق فوق جزيرة كاران في السعودية يوم 27 أيار/مايو خلال تدريب الاستدامة الروتيني. [سلاح مشاة البحرية الأميركية]

المروحية البرمائية أم إتش-60 سي هوك التابعة للبحرية الأميركية والمخصصة للسفينة الهجومية البرمائية يو أس أس باتان، تحلق فوق جزيرة كاران في السعودية يوم 27 أيار/مايو خلال تدريب الاستدامة الروتيني. [سلاح مشاة البحرية الأميركية]

قال خبراء عسكريون للمشارق إن التدريبات والمناورات الدورية التي تقوم بها القوات الأميركية والسعودية في مياه الخليج، عززت قدراتهم لمواجهة أي تهديد قد تتعرض له المنطقة.

وفي آخر مثل هذه التدريبات العسكرية، أجرت البحرية الأميركية والقوات السعودية بين 24 و30 أيار/مايو تدريبا روتينيا مشتركا في الجزيرتين السعوديتين كاران وكورين ومحيطهما.

وجاءت المرحلة الثانية من التدريب بعد انتهاء المرحلة الأولى منه بنجاح في 22 نيسان/أبريل، ووفرت لمجموعة باتان البرمائية الجاهزة والوحدة الاستكشافية البحرية 26 الأميركية فرصة لمواصلة التدريب والتخطيط مع القوات السعودية.

وقال قائد السرب البرمائي 8، النقيب لانس ليشر، إن "هذه الجزر في الخليج العربي توفر لفريق سلاح البحرية الأميركي بيئة مثالية للاستعداد لمجموعة واسعة من العمليات، مع التمرين على تحقيق الاندماج السلس مع شركائنا المؤهلين تأهيلا عاليا".

جندي من قوة الغارات البحرية في الوحدة الاستكشافية البحرية السادسة والعشرون في مشاة البحرية، يستعد لإطلاق المسيرة آر كيو-20 بوما من على متن زورق قتالي مطاطي في 24 أيار/مايو كجزء من تدريب الاستدامة الروتيني في منطقة عمليات الأسطول الخامس الأميركي. [سلاح مشاة البحرية الأميركية]

جندي من قوة الغارات البحرية في الوحدة الاستكشافية البحرية السادسة والعشرون في مشاة البحرية، يستعد لإطلاق المسيرة آر كيو-20 بوما من على متن زورق قتالي مطاطي في 24 أيار/مايو كجزء من تدريب الاستدامة الروتيني في منطقة عمليات الأسطول الخامس الأميركي. [سلاح مشاة البحرية الأميركية]

جندي من قوة الغارات البحرية في الوحدة الاستكشافية البحرية 26 في مشاة البحرية، ينفذ عملية إنزال من المروحية البرمائية أم إتش-60 سي هوك في 25 أيار/مايو. [سلاح مشاة البحرية الأميركية]

جندي من قوة الغارات البحرية في الوحدة الاستكشافية البحرية 26 في مشاة البحرية، ينفذ عملية إنزال من المروحية البرمائية أم إتش-60 سي هوك في 25 أيار/مايو. [سلاح مشاة البحرية الأميركية]

وأضاف أن "التدريب مجددا في جزيرتي كاران وكورين يسمح لنا بالتمرن على أداء مهمتنا بجهوزية كاملة كخيار أمتنا الأول للاستجابة للأزمة، إذ نعمل أيضا إلى جانب شركائنا السعوديين من أجل أمن المنطقة واستقرارها".

من جهته، قال الخبير العسكري طلعت موسى، إن "منطقة الخليج العربي تعتبر من أشد المناطق سخونة في العالم بسبب التهديدات الإيرانية المتكررة ومطامع الحرس الثوري الإيراني في المنطقة".

وأضاف للمشارق: "وبالتالي فإن تعزيز القدرات العسكرية لدول المنطقة يتصدر سلم أولويات هذه الدول كما الولايات المتحدة التي ترتبطها بهم علاقات شراكة استراتيجية".

تدريب متقدم

وتابع موسى أن التدريبات التي جرت في كاران وكورين "كانت تدريبات متقدمة" عززت التجربة القتالية للمشاركين فيها بما يمكنهم من التدخل بسرعة في ظل أصعب الظروف.

وأردف أن هذه التدريبات أتاحت أيضا للقوات السعودية التعرف على أحدث أساليب وتقنيات التدخل السريع وطرق التعامل مع الحالات الطارئة.

وأكد أن عوامل الوقت والسرعة في الأداء والتنسيق التام العالي المستوى يعتبرون "عناصر أساسية في نجاح أي عملية إنزال سريع تقوم بها هاتان الفرقتان".

وشملت التمارين عمليات غمر سطح السفن، مسح للشاطئ من تحت الماء، القيام بدوريات بحرية واختبار أمن خط هبوط المركبات البرمائية.

إلى هذا، أنشأت القوات البحرية الأميركية نقطة تسلح وتزويد بالوقود لتتمكن المقاتلات الجوية من التزود بالوقود في بيئة قاسية، ما يزيد من المسافة التي يمكن لها قطعها ويتيح لها إجراء عمليات متابعة.

وفي حديثه للمشارق، أكد العقيد المتقاعد في الجيش اللبناني، جميل أبو حمدان، أن الوحدة الاستكشافية البحرية 26 الأميركية ومجموعة باتان البرمائية الجاهزة التابعة للبحرية الأميركية، "تعتبران من أقوى الفرق السريعة التدخل خلال الأزمات الأمنية والعسكرية، وتتمتعان بقدرات عالية لمواجهة أي تهديد أمني في مناطق تواجدهما".

وأضاف أن "عناصرهما يتمتعون بمهارات عالية للتحرك جوا وبرا وبحرا، وهما مجهزتان بأحدث التكنولوجيا العسكرية الحديثة كأجهزة المراقبة الليلية التي تتيح لهما إصابة الأهداف بدقة".

التزام الولايات المتحدة بالأمن الإقليمي

من جهته، قال الخبير العسكري السعودي منصور الشهري للمشارق، إن التدريبات المتتالية التي تجري في منطقة الخليج وتحديدا تلك التي تجري بين القوات السعودية والقوات الأميركية، تعد أكبر "تأكيد على الالتزام الأميركي بأمن المنطقة".

وأردف أن قوات النخبة الأميركية "تستطيع التعامل مع بيئة الخليج الطبيعة وتضاريسها"، مضيفا أن معظم التدريبات التي تجري في المنطقة تهدف إلى تعريف عناصر القوات على البيئة التي سيواجهونها.

واعتبر الشهري أن ميزة سرعة التحرك والتعامل التي تتمتع بها هاتان الفرقتان تعزز من قدرتهما على "ردع أي اعتداء قد تقوم به الزوارق الإيرانية السريعة في المنطقة".

وأوضح أن الجزر المحاذية والمقابلة لسواحل دول الخليج يمكن أن تستهدف من قبل الزوارق السريعة الإيرانية التي تنقل مقاتلين أو أسلحة.

لذلك، فإن مهارات الفرقتين العالية والكثافة النارية والمراقبة الدقيقة والمستمرة على مدار الساعة للأهداف المحتملة، يشكلون رادعا قويا لأي تهديدات إيرانية أو غيرها في المنطقة، على حد قوله.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500