أكد مراقبون يمنيون للمشارق أن الحوثيين (أنصار الله) المدعومين من إيران يقومون باعتقال مشايخ القبائل في إطار حملة للسيطرة على مواردهم.
وقد نفذ ما يسمى بجهاز الأمن الوقائي التابع للحوثيين، في كانون الأول/ديسمبر وكانون الثاني/يناير حملة اعتقالات واسعة طالت العشرات من المشايخ القبليين في محافظات أمانة العاصمة وصنعاء وعمران.
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" في 4 كانون الثاني/يناير أن من بين قائمة المعتقلين الشيخ عاطف وهو من مشايخ قبيلة بني سريح في عمران، إلى جانب 8 مشايخ آخرين ينتمون إلى قبائل أخرى في المحافظات الـ 3.
وجاءت الاعتقالات بعد اتهامات وجهها الحوثيون لبعض شيوخ القبائل ومنهم من كانوا يدعمون الجماعة سابقا، بالتقصير في حشد المقاتلين وتزويد جبهاتها القتالية بالمال والغذاء.
وفي هذا السياق، قال عبد السلام محمد مدير مركز أبعاد للأبحاث والدراسات في حديث للمشارق، إن جماعة الحوثي انقلبت أولا على حليفها السياسي والعسكري الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.
وتابع أنهم الآن يتجهون لاستهداف زعماء ومشايخ القبائل، مع أن أغلب وجهاء القبائل الذين كانوا موالون لصالح والمؤتمر الشعبي العام التابع له دعموا الحوثيين دعما كبيرا.
وذكر "يبدو أن الاعتقالات هي آلية أخيرة لتطويع وإجبار القبيلة بعد آليات اخرى استخدمها الحوثيون لترويض المجتمع القبلي".
وتابع أن الحوثيين قاموا بتطويع الموارد البشرية والمالية للقبائل اليمنية لخدمة الأجندة الإيرانية، وقد أنهكتها إلى حد كبير.
وأضاف أنه مع انكشاف دعم الحوثيين للأجندة الإيرانية أكثر فأكثر وتلقيهم الأوامر من الحرس الثوري الإيراني، بدأت التحالفات العسكرية والاجتماعية معهم تتلاشى.
الحوثيون يعملون لصالح إيران
وقال الباحث نبيل البكيري للمشارق إن الحوثيين يعملون بالتنسيق مع الحرس الثوري لتنفيذ أجندة النظام الإيراني وتقويض أمن واستقرار اليمني والمنطقة.
وأضاف أن "هدف جماعة الحوثي أيضا هو العبث بكل موارد اليمن وخصوصا البشرية لخدمة مشروع إيران وتعزيز سيطرة قيادات الجماعة على كل المشهد في اليمن".
وأشار إلى أنه بعد السيطرة على مؤسسات الدولة ومواردها، يحاول الحوثيون السيطرة على موارد القبائل، قائلا إن القبائل هي مصدر المقاتلين الأساسي بالنسبة للميليشيا.
ولفت البكيري إلى أن الخلافات بين أجنحة الميليشيا لعبت دورا في استهداف بعض مشايخ القبائل مؤخرا.
وتابع أن الهدف كان إضعاف قيادات الجماعة التي تدعم مشايخ قبليين محددين، وبالتالي تهميش زعماء الحوثيين المتحدرين من محافظات غير صعدة التي تعد معقل الميليشيا.
وذكر أن "دور [زعماء القبائل المستهدفين] انتهى بعد تحقيق السيطرة الكاملة على الدولة ومواردها".
ضغط ممارس على مشايخ القبائل
وبدوره، قال المحلل السياسي فيصل أحمد للمشارق إن جماعة الحوثي تدرك أهمية القبيلة والدور الذي تلعبه مواردها البشرية والمالية في دعم الميليشيا على جبهات القتال.
وأضاف "من اول يوم للانقلاب الحوثي هاجمت جماعة الحوثي المشايخ وأبناءهم" من أجل السيطرة على قبائلهم، قائلا إنها "نجحت في ذلك".
وأشار إلى أنه بعد مقتل صالح، أصبحت القبائل أكثر ضعفا.
وبدأت الجماعة بالضغط على مشايخ القبائل، طالبة منهم القتال تحت مظلة الحوثيين أو إرسال أبنائهم للانضمام إلى صفوف الميليشيا.
وقال أحمد "وغالبا لا يعود مقاتلو القبائل إلا جثثا هامدة، مما يتيح الفرصة لقيادات قبلية تابعة للجماعة أو موالية لها بالسيطرة على القبيلة".
وأشار أحمد إلى أنه في بعض الحالات، انقلب الحوثيون على زعماء قبليين نافذين، مع أنهم كانوا قد دعموا بشدة انقلاب الميليشيا، وذلك عبر دفعهم إلى التصويت وانتخاب زعيم قبلي جديد.
وهذا ما حصل مع شيخ قبيلة سنحان علي مقصع في مطلع كانون الثاني/يناير.
وقال أحمد إن الجماعة قامت بانقلاب أبيض على مقصع، وقد استبدل "بشيخ آخر موال للجماعة وينتمي لنفس القبيلة".
وأكد أحمد أن جماعة الحوثي تعرف بافتعال مواجهات بين القيادات الحوثية للتخلص من عدد منها لصالح قيادات أخرى من صعدة.
وتابع أن "هذه كانت الحال بحادثة مقتل عبد القادر سفيان نائب محافظ اب، بينما الجناة يمارسون أعمالهم في مواقعهم القيادية" بالميليشيا.
واختتم أحمد حديثه قائلا إنه بهذه الطريقة، "توغلت جماعة الحوثي في القبائل وأحكمت السيطرة عليها" كما تقوم بتسخيرها لخدمة أجندتها الداعمة بدورها لأجندة النظام الإيراني.