قال خبراء عسكريون وباحثون في الشأن الإيراني في حديث للمشارق إن تراجعا واضحا حصل في أداء الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس التابع له.
وأضافوا أنه تم كشف وإحباط عدة عمليات نفذها الحرس الثوري لتهريب السلاح خلال الأشهر الماضية، وقد نفذت مناورات عسكرية مؤخرا للحرس الثوري في إيران ومياهها الإقليمية بطريقة رديئة.
وأوضحوا أن سبب ذلك يعود جزئيا إلى العقوبات الأميركية المفروضة على إيران والتي ساهمت في تراجع واضح على صعيد التسليح والشؤون اللوجستية.
وتابعوا أن أحد الأسباب يتمثل أيضا في موجة الاستياء الشعبية المتزايدة تجاه النظام الإيراني والحرس الإيراني نتيجة سياسات النظام.
ومع تعرض البلد لمزيد من الضغوط الداخلية والخارجية، عمد الحرس الثوري إلى مكافأة الضباط الأولياء له عوضا عمن هم الأكثر كفاءة.
وفي هذا السياق، قال عضو مركز بحوث الشرق الأوسط رعد الهاشم للمشارق، إن "المتتبع لأنشطة وفعاليات الحرس الثوري يجدها تنحى منحى تراجعيا من ناحية الأداء والتنفيذ".
وأضاف أن ذلك يعكس عدم قدرتها على مواكبة التطور التكنولوجي.
وتابع أنه يبدو أن "تأثيرات العقوبات الأميركية ألقت بظلالها على بنية النظام ككل وطبيعة هيكلية الحرس بالأخص".
وذكر أن "حالة التقشف والخنق المادي جعل [النظام والحرس الثوري] يتقيدان في كثير من واجهات عملهما ويقلّص من فرص تحقيق أي تقدم بملفاتهما الفاعلة".
وتابع أن التقارير الأخيرة "تكشف إخفاقات وخيبات في مستوى التمارين التعبوية أو العمليات التي يضطلع بها الحرس الثوري تنم عن ضعف وتراجع ملحوظ يحسب على المؤسسة العسكرية الإيرانية ككل".
وقال إنه في هذه الأثناء، غرق الحرس الثوري بشكوك داخلية وشبهات فساد "تضعف من سعيه في تقديم أداء يواكب التحديات التي يتعرض لها".
أداء متواضع
وبالمقابل، قال الخبير في الشأن الإيراني يوسف عزيزي للمشارق "من الواضح وجود تراجع أو لنقل ضعف عام في الحرس الثوري، والفضل بذلك يعود لعدة عوامل".
وأوضح أن من هذه العوامل "العقوبات الأميركية التي جعلته غير قادر على مواكبة التطور الحالي الموجود عند دول المنطقة الأخرى".
ولفت إلى أن الدول الأخرى اتخذت موقفا دفاعيا من تدخلات واعتداءات الحرس الثوري، قائلا إن أطماع الحرس الثوري نفسه فاقت إلى حد كبير قدراته الحالية.
يُذكر أن الحرس الثوري أجرى حلال العام الماضي عدة مناورات تدريبية وصفها خبراء عسكريون بأنها متواضعة من حيث الأداء.
وقال عزيزي إن إحدى المناورات أجريت في نهاية آب/أغسطس بمحافظة أذربيجان الغربية، بينما شهدت مناورة سابقة مشاركة قوات الحرس الثوري في مياه الخليج وجزيرة قشم.
وذكر عزيزي أن "المتتبع لهما يجد فيهما التواضع"، مشيرا إلى أن القطع العسكرية لهذه القوة باتت "قديمة" وأصبحت عناصرها "غير مواكبة للتطورات العسكرية".
الولاء أبدى من الكفاءة
وبدوره، أكد الناشط السياسي الإيراني المعارض محمد الكعبي أن الحرس الثوري بات يقوم بترقية كبار الضباط بحسب ولائهم وليس وفق قدراتهم وكفاءاتهم.
وأضاف أنه في ظل مواجهة النظام الإيراني مزيدا من السخط في صفوف الشعب الإيراني نظرا لارتفاع معدل الفقر والبطالة والإنفاق المفرط على الحروب الخارجية، زاد تركيزه على الولاء في صفوف الحرس الثوري.
ولفت إلى أن ذلك ينطبق تحديدا بالنسبة لفيلق القدس التابع للحرس الثوري.
وتابع أن الشعب الإيراني لا يعتبر الحرس الثوري على أنه جهاز أمني "بقدر ما هو سلاح مسلط عليهم ويكتم على الحريات ويستنزف أموال الشعب في حروب لا علاقة له بها".
وشرح أن النظام الإيراني يشعر بذلك، وبالتالي بات يحرص على مكافأة من هم أولياء له عبر تعيينهم في مناصب أساسية في الحرس الثوري وفيلق القدس، وفي آلية التجنيد السنوية.