التقى زعماء وصناع سياسات عالميون وإقليميون الشهر الماضي في العاصمة البحرينية المنامة لمناقشة الشراكات الأمنية والاستراتيجية المشتركة في وجهة التحديات الإقليمية.
وقدر ركز المشاركون في حوار المنامة لعام 2019 الذي نظمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية على إيران، مشددين على أهمية تقوية التحالفات الإقليمية لمواجهة التدخلات الإقليميةوالأجندات التوسعية.
وقد حضر مسؤولون من الإمارات والولايات المتحدة والسعودية وفرنسا دول أخرى هذا المؤتمر الذي افتتح في 22 تشرين الثاني/نوفمبر واستمر لثلاثة أيام.
وقال محللون سياسيون خليجيون للمشارق إن إيران تستمر في تشكيل أكبر تهديد لأمن المنطقة، ولا سيما أمن الممرات المائية الدولية وتدفق البترول.
وأضافوا أنه يجب على المجتمع الدولي أن يكثف جهوده لمواجهة تهديدات إيران وهجمات المتكررة على جيرانها الخليجيين، وذلك في ضوء الهجمات التي استهدفت المنشآت النفطية في المملكة العربية السعوديةوناقلات النفط في خليج هرمز.
حيث قال المحلل السياسي والصحافي الإماراتي ضرار بالهول الفلاسي إنه "مهما حاولت إيران جرجرتنا الى الصراع، فنحن مازلنا مصرين على عدم الانجرار خلف ممارسات طهران العدائية رغم تجاوزاتها المتكررة".
وأضاف في حديث للمشارق أن أي رد على ايران سيكون من خلال "خلق تحالف قادر على مواجهة أنشطتها غير القانونية وإسكاتها".
وتابع "نرى أن المجتمع الدولي قد بدأ يضغط بقوة على ايران، وهذا ما نطمح اليه ونتمناه أن يحدث منذ فترة طويلة".
نقاش يركز على الحلول
بدوره، قال نجيب فريجي مدير مكتب معهد السلام الدولي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إن المنتدى جمع نخبة مميزة من صناع القرار السياسي والعسكري لمناقشة الاستراتيجيات اللازمة لضمان أمن المنطقة.
وأضاف أن المشاركين في حوار المنامة طرحوا بقوة موضوع تهديدات ايران وعلى مستوى عالٍ.
وتابع بالقول "نحن مدعوون هنا لإشراك كل الأطراف في حوار"، داعيًا البلدان المشاركة لتبني نظرة استشرافية والعمل تجاه إقامة حوار.
وأضاف "نتمنى أن يفتح باب الحوار مع طهران ولكن ليس على حساب سيادات الدول والتدخل بشؤونها الداخلية".
من جانبه، قال المحلل السياسي البحريني عبدالله الجنيد للمشارق إن حوار المنامة أكد على الشراكات الاستراتيجية بين دول الخليج وحلفائها في العالم في سبيل مواجهة التهديدات الأمنية المتفاقمة بسبب إيران.
وأضاف أن استدامة التحالفات يجب أن تبنى على أساس المصالح المشتركة لجميع الأطراف بغية التمكن من إدارة الأزمات والأفعال العدائية لطهران، سواء البرية أو البحرية أو الجوية، بصورة فعالة.
تهديدات الأمن البحري
وذكر الجنيد أن "حوار المنامة خصص جزءا لافتا لأمن الملاحة البحرية"، مشيرا إلى دعوة وفود صومالية ويمنية لمناقشة المخاطر المحدقة بالممرات المائية الحيوية.
وأوضح أن تلك المخاطر تتضمن تهريب المخدرات والاتجار بالبشر وكذلك استهداف السفن التجارية.
وأكد أهمية "البناء على هذه الجلسات الحوارية المعمقة واستخلاص أفكار جديدة [منها] وتطوير أدواتنا الدبلوماسية وغير الدبلوماسية في التعاطي مع مختلف مصادر التهديد".
ولفت الجنيد إلى أن استمرار البحرين في استضافة أعمال حوار المنامة لـ 15 سنة متواصلة يؤكد حرصها على تعزيز أمن المنطقة.
يذكر أن البحرين تحتضن الأسطول الأميركي الخامس وقوة المهام المشتركة 152 (التي تتولى العمليات الأمنية البحرية في الخليج العربي)، كما تشارك في مناورات عسكرية برية وبحرية داخل المنطقة وخارجها.
ربنا معاكوا
الرد1 تعليق