قال خبراء في حديث للمشارق إن عملية إرسال عدد غير محدد من قاذفات بي-1 بي الاستراتيجية مؤخرا إلى قاعدة الأمير سلطان الجوية في السعودية، يمكن أن تعتبر تأكيدا على الالتزام الأميركي بحماية المنطقة.
وأضافوا أنها ترسل أيضا رسالة واضحة إلى الجهات العدائية في المنطقة، ولا سيما الحرس الثوري الإيراني وأذرعه الإقليمية، مفادها أن عليها التفكير جيدا قبل تنفيذ أي أعمال استفزازية.
ويأتي وصول قاذفات بي-1 بي الاستراتيجية في أواخر شهر تشرين الأول/أكتوبر، في إطار حملة أميركية في منطقة الخليج أطلقت عقب هجمات تعرضت لها منشأتين للنفط السعودي في أيلول/سبتمبر الماضي.
ومن خلال تعزيز وجودها العسكري الرادع في الخليج، تؤكد الولايات المتحدة التزامها بالحفاظ على الأمن الإقليمي وضمان التزاماتها تجاه حلفائها عبر تعزيز القدرات الدفاعية العسكرية المشتركة.
وقال الخبير العسكري السعودي منصور الشهري في حديث للمشارق، إن إرسال قاذفات بي-1 بي إلى قاعدة الأمير سلطان الجوية في السعودية يشكل "تأكيدا أميركيا شديد اللهجة تجاه أي اعتداء قد تتعرض له المنطقة".
وأوضح أن هذه القاذفات طويلة المدى "تعتبر فريدة من نوعها بسبب قدراتها الدفاعية الرادعة"، لافتا إلى أنها مزودة بأحدث التكنلوجيا و"تملك قدرات غير موجودة في غيرها من الطائرات أو القاذفات".
وذكر الشهري أن "القاذفة هذه تمتلك مميزات عديدة أهمها قلة عدد طاقمها الذي يصل إلى 4 أشخاص فقط، كما تمتلك القدرة على التحضر والإقلاع في ثوان قليلة".
وتابع أن قاذفات بي-1 بي الاستراتيجية يمكن أن تقطع مسافات طويلة للوصول إلى الأهداف، كما لها القدرة على إطلاق صواريخ طويلة المدى.
وقال إنه يمكن اعتبار هذه القاذفات "قلاعا متحركة جوا".
وأضاف أن وصولها لا يمكن أن يعتبر استفزازيا، بل على العكس فإنه يعكس إصرار دول الخليج والولايات المتحدة على ضمان "استقرار المنطقة وردع أي محاولة لتخريب السلم الموجود".
وشدد على أن "هذه التعزيزات تعتبر دفاعية وقائية وليست هجومية".
رسالة شديدة اللهجة لإيران
ومن جهته، قال المحلل الاستراتيجي المصري يحيى محمد علي للمشارق، إن "وصول القاذفات الاستراتيجية إلى السعودية يعتبر رسالة شديدة اللهجة موجهة إلى إيران، ومفادها التحذير من أي هجوم منظم قد تتعرض له منطقة الخليج".
وأضاف أن "هذه القاذفات تمتلك القدرات الكبيرة على المناورة والتحرك على علو منخفض"، هذا بالإضافة إلى "امتلاكها قدرات قتالية متمثلة بمنظومة الصواريخ التي من الممكن إطلاقها منها".
وبدوره، قال الضابط المتقاعد في الجيش الإماراتي عبدالله العامري للمشارق، إن الولايات المتحدة قادرة من خلال منظومة تعتمدها القيادة الاستراتيجية الأميركية على التواصل مع كل القطعات المنتشرة في المنطقة، بما في ذلك قاذفات بي-1 بي الاستراتيجية.
ولفت إلى أن هذه الطائرات تملك أيضا "القدرة على التنسيق بشكل تام مع القاذفات الأخرى والطائرات الحربية الحديثة المنتشرة في منطقة الخليج".
وأضاف أن جيوش دول الخليج قد شاركت في تمارين ومناورات تدريبية مكثفة مع القوات الأميركية من أجل تعزيز جهوزيتها والتنسيق بين المنظومات الدفاعية البرية والجوية والبحرية.
وقال العامري إن "جميع المنظومات تعمل في حالة الطوارئ بشكل انسيابي لردع أي هجوم أو خطر"، مشيرا إلى أن القاذفات التي وصلت مؤخرا هي جزء من هذه الجهود العامة.
وذكر قاذفة بي-1 بي تستطيع "تأمين الأجواء في منطقة الخليج بشكل كامل من خلال قدراتها الفريدة التي لا توجد في قاذفات مماثلة"، مع التأكيد أن دورها الأساسي يتمثل في "الردع والحماية".