من المقرر وصول أربع سفن حربية أميركية إلى الخليج العربي في الأيام القليلة المقبلة لمواصلة جهود الأسطول الخامس الأميركي والجهود الدولية لتأمين حرية الملاحة في مياه الخليج.
حيث ستتولى السفن "يو إس إس نورماندي" و"يو إس إس فورست شيرمان" و"يو إس إس لاسن" و"يو إس إس فاراغوت" تأمين المنطقة بدلًا من المجموعة الهجومية التي تقودها حاملة الطائرات الأميركية يو إس إس لينكولن.
ويأتي وصول المجموعة الجديدة وسط تصعيد خطير في التوترات الإقليمية، وأبرزهاالهجوم الذي استهدف اثنتين من المنشآت النفطية السعودية يوم 14 أيلول/سبتمبر.
وقال المحلل السياسي السعودي محمد آل زلفة للمشارق إن "حشد الولايات المتحدة لقواتها بمختلف مراكزها، ولا سيما المراكز البحرية، جاء نتيجة لتصعيد التحرشات الإيرانية في المنطقة".
وأضاف أن الولايات المتحدة "تعتبر أن من مسؤولياتها تجاه حلفائها مواجهة مهددات الأمن بالمنطقة وإرسال المزيد من السفن الحربية لدعم المنظومة الأمنية البحرية في مياه الخليج".
وذكر آل زلفة أن النظام الإيراني يبدو عازما على جر المنطقة إلى حرب من منطلق "الغريق لا يخشى البلل"، مشيرًا إلى مسعاه الأخير لتخريب أمن دول الجوار وأنشطتها التجارية.
وبين أن الهجوم على المنشآت البترولية السعودية، الذي ألقيت اللائمة فيه على نحو واسع على إيران، مع أن أذرعها الحوثيين (أنصار الله) تبنوا المسؤولية عنه، "كان أشبه بإعلان حرب على المنطقة والعالم ككل".
وأوضح أن ذلك لأن الاقتصاد العالمي يعتمد بصورة كبيرة على مصادر الطاقة في المنطقة.
وقال "لا نعرف إلى أي مدى ستتطور الأحداث"، مضيفا لكن الأمر الواضح هو أنه يوجد تنديد واسع بممارسات إيران.
وأكد أن العالم يدرك الآن أن "طهران تهدد الاقتصاد الإقليمي والعالمي بتهديداتها الصارخة للممرات البحرية".
تأمين الملاحة في الخليج
هذا ومن المقرر أن تنضم المجموعة القتالية السطحية، التي تتكون من ثلاث سفن صواريخ موجهة بقيادة الطراد نورماندي، إلى الأسطول الخامس الأميركي الذي يقع مقره في البحرين في الايام القليلة المقبلة.
ومن جانبه، قال المحلل السياسي البحريني عبدالله الجنيد في حديث للمشارق إن هذه المجموعة تعتبر قوة داعمة لإطلاق الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لحفظ أمان الملاحة البحرية وتأمين الممرات التجارية في الخليج العربي وخليج عُمان.
وستكون كل من السعودية ودولة الإمارات والبحرين جزءا من هذه الجهود، التي قال عنها وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو إنه يأمل أن تضم في نهاية المطاف أكثر من 20 بلدًا.
وأوضح جنيد أن المجموعة الجديدة ستوفر قدرات إضافية من حيث الدفاع بالصواريخ البالستية والدفاع الجوي ومحاربة الغواصات والقرصنة، وسيكون بوسعها التعامل مع أي خرق للعقوبات المفروضة على إيران في أعالي البحار.
وبين أن المجموعة تمتلك بطاريات الصواريخ المضادة للسفن طراز هاربون التي تستطيع التعامل "مع أي هدف سطحي بحري على مديات بعيدة، وكذلك صاروخ توما هوك كروز"، مشيرا إلى أن نشر المجموعة بمنطقة الخليج يعبر "عن موقف واضح وصريح من الولايات المتحدة".
تكثيف العمليات التدريبية المشتركة
بدوره، قال المحلل السياسي البحريني سعد راشد إن "التهديدات الإيرانية في عمق بحر الخليج العربي تتطلب تكاتف الجهود الدولية في تأمين الملاحة البحرية، ولا سيما التهديدات المتعلقة بمضيق هرمز".
وأشار إلى أن تعزيز التواجد الأميركي في الخليج العربي يمكن أن يعطي رسالة إلى النظام الإيراني بأن "هناك قوى دفاعية ضد المخططات التي تهدد مسار الطاقة في العالم".
وأكد أن الهجوم على منشآت أرامكو في منطقتي بقيق وخريص يوم 14 أيلول/سبتمبر يمثل "اعتداء متعمدا على أهم مصدر للطاقة".
وأوضح أن ذلك تسبب في ارتفاع أسعار النفط، "وبالتالي أصبح العالم مهددًا بأزمات اقتصادية في المستقبل" إذا لم يتم ردع ممارسات النظام الإيراني.
وتابع أن السفن الحربية الأميركية التي ستنضم للأسطول المتواجد في الخليج العربي ستعزز القدرات الدفاعية في المنطقة في مواجهة إيران.
واختتم راشد حديثه بالقول إن "الخطوة القادمة تتطلب تكثيف العمليات التدريبية المشتركة بين القوات العسكرية لدول الخليج العربي لضمان أعلى مستوى من الجاهزية بهدف صد العبث الإيراني في المنطقة".