أتلف الحوثيون في اليمن (أنصار الله) يوم الثلاثاء، 27 آب/أغسطس، أطنانا من المساعدات الغذائية لانتهاء صلاحيتها، في وقت تحدثت فيه الأنباء أنها بقيت محتجزة شهور عدة في بلد تعصف به الحرب ويقف على حافة المجاعة.
واضطر الحوثيون المدعومون من إيران والذين يسيطرون على صنعاء، إلى استخدام حفارات لفتح أكياس من الأرز والطحين تحمل شعار برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، وتفتيت محتوياتها التي غزتها الديدان.
وأوضح المسؤول الحوثي ماجد ساري، أن "هذه الكميات من المواد الغذائية تالفة وفيها حشرات صغيرة كثيرة (...) وحتى لا تصلح للحيوانات".
وقال مصدر في الأمم المتحدة إنه كان من المفترض توزيع المساعدات على العائلات في مدينة تعز في تشرين الثاني/نوفمبر، 2018
وأضاف المصدر لوكالة الصحافة الفرنسية "ولكن انتهى الأمر بهذا الطعام عالقا على حاجز لأشهر".
وقبل بدء الصراع عام 2015 كان اليمن يعتبر من أكثر الدول العربية فقرا، فجاء النزاع لتنتشر معه سوء التغذية في البلاد ويؤدي إلى ما وصفته الأمم المتحدة بأسوء أزمة إنسانية في العالم.
وأكد برنامج الغذاء العالمي أنه يؤمن شهريا الطعام لنحو 11 مليون شخص في اليمن، وأنه اضطر إلى وقف عمليات التوزيع في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون بدءا من حزيران/يونيو الماضي بعد اتهامه الميليشيا "بتحويل مسار الغذاء" المخصص للمدنيين اليمنيين.
وفي مطلع شهر آب/أغسطس، توصل إلى اتفاق لاستئناف عمليات التسليم بعد أن قدم الحوثيون ضمانات حول وصولها إلى المستهدفين، حسبما ذكرت وكالة الأمم المتحدة
حاجة ماسة إلى المساعدات
ووفقا لإحصاءات الأمم المتحدة، أدت الحرب إلى مقتل عشرات الآلاف.
ولفتت المنظمة الدولية إلى أن أكثر من ثلاثة ملايين شخص قد نزحوا، وأن ثلثي سكان البلاد بحاجة إلى المساعدة.
وقال متحدث باسم برنامج الغذاءالعالمي، إن الوكالة توزع في اليمن أكثر من 130 ألف طن متري من الأغذية شهريا، على الرغم من "التحديات التشغيلية" التي تواجه العمليات والمرتبطة بالصراع المعقد الدائر.
وأضاف أن "برنامج الغذاء العالمي يحتاج إلى الوصول إلى جميع مناطق البلاد دون أي عوائق، لنتمكن من تسليم المساعدات الغذائية لمن هم في أمس الحاجة إليها"
وكانت الأمم المتحدة قد أكدت في الأسبوع الماضي أنها "بحاجة ماسة" للحصول على أموال في اليمن بعد أن أجبرت على وقف برامج المساعدات بسبب عدم توفر المال، ما يهدد بتقليص عمليات تسليم الغذاء.
وقالت منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن ليز غراندي إن العديد من البرامج "أُجبرت على التوقف في الأسابيع الأخيرة ولم تتمكن العديد من المشاريع الكبيرة، المصممة لمساعدة الأسر الفقيرة والجائعة، من أن تبدأ أعمالها".