تُظهر الولايات المتحدة حرصها على أمن الخليج من خلال سلسلة من التدريبات العسكرية المنفذة بالاشتراك مع دول مجلس التعاون الخليجي.
وقال خبراء في حديث للمشارق إن هذه المساهمات تعكس الالتزام طويل الأمد في المنطقة بالتعاون من أجل مواجهة تهديدات الحرس الثوري الإيراني.
وأكدوا أن دول مجلس التعاون الخليجي موحدة في مهمتها الرامية إلى الحد من نفوذ الحرس الثوري الإيراني، في ظل تواصل الجهود المبذولة لحماية المنطقة من أي أخطار جوية من خلال التدريبات ونشر منظومات الصواريخ الدفاعية.
وذكروا أن الولايات المتحدة كررت عدم سعيها وراء حرب مع إيران، إلا أنها مستعدة من خلال أصولها البحرية والجوية في المنطقة، للدفاع عن حلفائها وعن حرية التجارة والملاحة العالمية في حال وقوع أي اعتداء إيراني.
وفي هذا السياق، قال الضابط السابق في إدارة مكافحة المخدرات في شرطة دبي العقيد راشد محمد المري إن "الولايات المتحدة الأميركية مصرة على تنفيذ شراكتها الاستراتيجية مع حلفائها في مجلس التعاون الخليجي من خلال تعزيز القدرات العسكرية".
وأضاف في حديث للمشارق أنها عملت مؤخرا على تعزيز القدرات الدفاعية لضمان الأمن الإقليمي من خلال تزويد حلفائها في مجلس التعاون الخليجي "بأحدث التقنيات والمعدات العسكرية".
وبين 15 و26 نيسان/أبريل، أكمل عناصر القيادة المركزية لقوات الجو الأميركية تدريب الدفاع الجوي الصاروخي (أمديكس).
وركزت التدريبات متعددة الأطراف والمشتركة بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي على العمليات البرية والجوية والبحرية في آن من أجل تعزيز الأمن الإقليمي والتصدي لأي جهات مؤثرة خبيثة ولقوات العدو.
وجاءت هذه التدريبات عقب مناورة عسكرية مشتركة بقيادة قطرية (HI-RAIN) نفذت في قاعدة العديد في قطر، وأثبتت فيها القوات الأميركية والقطرية النشر السريع لنظام راجمة صواريخ متعددة ومحمولة.
وفي مطلع نيسان/أبريل، أجرى جنود من الكتيبة الأولى في الجيش الأميركي وقوات الدفاع الجوي الـ 44، تمارين تجارب الأداء المهني وبناء مواقع تركيبية تعرف بـ "أم.أس كور" لنشر منظومة باتريوت في الكويت بمعسكر عريجان.
يُذكر أن صواريخ باتريوت هي منظومات صواريخ أرض جو، صممت لتدمير صواريخ العدو أو طائراته.
وشملت التدريبات التحولات وإنشاء موقع جديد، علما أن الجنود تمكنوا من متابعة مهمتهم الدفاعية من هذا الموقع.
تدريبات مشتركة بين سلاح الجو والبحر
ونفذت حاملة الطائرات الأميركية "أبراهام لنكولن" وقاذفات سلاح الجو الأميركي "بي 52 إتش ستراتوفورتريس" التابعة للسرب 20 للطائرات الاستطلاعية وهي جزء من قوة العمليات الهجومية، مناورات مشتركة في المنطقة في 1 حزيران/يونيو.
وشملت المناورات التدريبات الجوية والانتشار العسكري الجوي ومحاكاة شن الهجمات دفاعا عن أصول قومية.
وكانت الولايات المتحدة قد أرسلت حاملة الطائرات وقوة العمليات الهجومية استنادا إلى تقارير استخبارية أشارت إلى قيام إيران بتحميل صواريخ بالستية قصيرة المدى على متن قوارب مدنية في مياه الخليج.
وتستوعب قاذفات "بي 52 إتش" حتى 70 ألف رطل من الأسلحة، وتتميز بنطاق قتالي يتجاوز الـ 8800 ميل (14 ألف كيلومتر). وإن قدراتها المضادة للسفن والألغام تجعل منها عنصرا عالي الفعالية لدعم القوات البحرية في مراقبة المحيطات.
وفي مناورة أخرى بقيادة أميركية نفذت في مطلع حزيران/يونيو، أجرى سلاح الجو الأميركي تدريبات للقوات البرية في قاعدة العديد القطرية للتمرس في تحميل وتفريغ صواريخ المواجهة المشتركة أرض-جو.
وقال أحد كبار المخططين الاستراتيجيين في سلاح الجو الأميركي للمشارق، إن "هذه الأسلحة تشكل رادعا عالميا، ولديها القدرة على ضرب الأهداف من نطاق المواجهة، مما يجعلها مدهشة عندما يتم تسليمها بواسطة أحد الأصول التي يمكن أن تصل إلى أي مكان في العالم بيوم واحد".
وتابع أن "الولايات المتحدة جاهزة للتحرك مستخدمة مجموعة واسعة من الإمكانات بسرعة فائقة".
ويسمح المدى البعيد لصواريخ المواجهة المشتركة أرض-جو بإطلاقها من خارج منظومات الدفاع الجوي المعادية، كما أن هيكل الطائرة الخفي يصعّب إلى حد كبير إمكانية اكتشافها.
أما قاذفات القنابل، فتستطيع حمل أكثر من 16 صاروخا في كل طائرة، مما يؤمن قدرة قتالية استثنائية لكل طائرة على حدة. كذلك، تستطيع كل من طائرات "أف.15 إيه." و"أف.16" و"أف.18" إطلاق صواريخ المواجهة المشتركة أرض-جو.
منظومات محسنة للدفاع الجوي
وفي هذا الإطار، قال الخبير العسكري عبد الكريم أحمد إن التدريبات مثل تدريب الدفاع الجوي الصاروخي (أمديكس)، توفر "درعا جويا" يحمي كل دول الخليج "عند أي تدخل صاروخي بكل أنواعه".
وأشار في حديث للمشارق إلى أن هذه التدريبات تهدف إلى "تنسيق جهود إطلاق النار صاروخيا من الأرض أو البحر أو السماء لإصابة أي هدف معادي قد يحاول اختراق حدود الأجواء الإقليمية لدول مجلس التعاون الخليجي".
وأكد أن منظومة الدفاع الجوي في مجلس التعاون الخليجي تتطلب تنسيقا تاما بين كل جيوش المنطقة.
وأوضح أنه من أجل تحقيق التكامل، على القطعات الخاصة بإطلاق الصواريخ في دول مجلس التعاون الخليجي أن تكون مرتبطة بغرفة عمليات موحدة تنسق التدخل عند حصول أي طارئ.
وأكد أن نشر منظومة صواريخ باتريوت في الكويت والسعودية ومؤخرا في الإمارات، سيؤمن الحماية "ليس فقط لهذه الدول بل لباقي دول الخليج دون أدنى شك".
وقد وقعت الإمارات في شباط/فبراير على اتفاقية مع الولايات المتحدة لشراء صواريخ باتريوت بكلفة 1.6 مليار دولار.
وقال المري إن هذه الصواريخ تشكل "مظلة دفاعية للحماية من أي اعتداء محتمل، وذلك بعد تعاظم خطر الاعتداءات التي قد يقوم بها الحرس الثوري الإيراني أو الأذرع التابعة له، من خلال الطائرات المسيرة أو الصواريخ البالستية".
ولفت إلى أن "صواريخ باتريوت تمتاز بدقة إصابتها للأهداف، مما يشكل عاملا أساسيا للأمان"، مضيفا أن هذا الطراز هو من أنجح أنظمة الدفاع الجوي حول العالم.
وبدوره، قال الباحث في الشؤون الدولية محمود عبدالمنعم، "بات من الواضح أن الولايات المتحدة هي الوحيدة القادرة على توظيف علاقاتها واتفاقياتها وتحالفاتها لضمان استقرار منطقة [الخليج]".
وأشار في حديث للمشارق إلى أنه من الواضح أيضا أن كل دول الخليج وعلى الرغم من بعض الاختلافات السياسية، تتعاون مع الولايات المتحدة للحفاظ على استقرار المنطقة وحمايتها من تداعيات تدخل عسكري محتمل لإيران.
لأن عمر امريكا ما وحدت جهدها وعلاقاتها إلا مع أسرائيل أما الخليج للهيمنة الأمريكية على مناطق النفط والخليج أغنى بقعة فى الكون بالنفط ولو حاولت اى دولة خليجية عدم الإنصياع لأوامر امريكا دخلت فى القائمة السوداء وسلسلة من العقوبات والحظر وهلم جرة .. المتغطى بأمريكا عريان
الرد1 تعليق