أكد خبير بالشؤون الإيرانية للمشارق أن تعيين اللواء حسين سلامي قائدا للحرس الثوري الإيراني سيشكل تحديا خطيرا للإرادة الدولية.
وقال إن ترقية الضابط المخضرم الذي شارك في الحرب العراقية-الإيرانية لأعلى منصب بالحرس الثوري ينبئ بتصعيد أنشطة الحرس خارج إيران.
وكان علي خامنئي المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية قد أعلن الأحد، 21 أبريل/نيسان، عن تعيين سلامي خلفا للواء محمد علي جعفري الذي خدم كقائد للحرس منذ العام 2007.
هذا وسيتولى جعفري الآن رئاسة مركز بقية الله التابع للحرس الثوري.
الباحث في مركز الشرق للدراسات الإقليمية والاستراتيجية، فتحي السيد، قال لديارنا إن "تعيين قائد الحرس الثوري الإيراني الجديد يعتبر تحديًا كبيرًا للإرادة الدولية وتصعيدًا من الجانب الإيراني".
وأضاف السيد، المتخصص بالشأن الإيراني، أن هذا التحرك ينبئ بالمزيد من التصعيد في المناطق التي ينتشر فيها الحرس وأذرعته السياسية والعسكرية.
وأوضح أن الجنرال سلامي، 58 عاما، يعتبر من أكثر قادة الحرس الثوري تشددا ومن أهم رجال الحرس القديم، حيث شارك في الحرب الإيرانية العراقية.
وأشار إلى أنه يعتبر من مهندسي نشر فكر الحرس الثوري، حيث قام بتدريب أكثر من جيل من ضباط الحرس على الفكر المتطرف من خلال توليه إدارة أكاديمية "دافوس" العسكرية.
وتابع أن بعضا من قادة الحرس الأشد تطرفا تخرجوا من تلك الأكاديمية.
’إعلان تحدي‘
وأضاف السيد أن سلامي له سجل حافل بالتصريحات التي تدعو إلى المزيد من السيطرة للحرس الثوري في الخارج، وأنه قد تبنى مواقف متشددة حيال المجتمع الدولي المناهض للحرس الثوري.
وبعد تصنيف الولايات المتحدة للحرس الثوري كمنظمة إرهابية،كان من المتوقع أن يقوم الحرس بتغيير سلسلة القيادة بأشخاص أقل تطرفا، بحسب ما نوه.
لكن تعيين سلامي في هذا التوقيت يمثل تحديا وإعلانا للمواجهة، ليس فقط في إيران بل في مناطق انتشار نفوذ الحرس خصوصا في اليمن وسوريا والعراق، بحسب ما أضاف.
وأكد السيد أن القائد الجديد للحرس "على وفاق تام مع الجنرال قاسم سليماني قائد لواء القدس التابع للحرس".
وأوردت وكالة الصحافة الفرنسية أن التعديل الذي جرى في القيادة كان بسبب "ضرورة التغيير"، وفقًا لما صرح به خامنئي الذي قال إن جعفري نفسه طلب هذا التغيير.
هذا ويقدر المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية أن يبلغ قوام الحرس الثوري الإيراني، الذي تشكل بعد فترة وجيزة من قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، حوالي 125 ألفًا.
وتتبع هذه القوة لخامنئني مباشرة وتتباهى بوجود قوات برية وبحرية وجوية تابعة لها تعمل بالتوازي مع الجيش النظامي.