تربية

اللاجئون السوريون في لبنان يواجهون تحديات الإلتحاق بالتعليم

نهاد طوباليان من بيروت

أطفال سوريون بمخيم في منطقة البقاع يشاركون في أنشطة تعليمية تقدمها جمعية بيوند. [حقوق الصورة لجمعية بيوند]

أطفال سوريون بمخيم في منطقة البقاع يشاركون في أنشطة تعليمية تقدمها جمعية بيوند. [حقوق الصورة لجمعية بيوند]

يواجه أكثر من ثلث الأطفال اللاجئين السوريين في لبنان ممن هم في سن الدراسة صعوبة في الوصول إلى التعليم الرسمي، وذلك بسبب التكلفة وقدرة الاستيعاب المحدودة للمدارس الرسمية اللبنانية.

في هذا الإطار، أوضح المسؤول في اللجنة الحكومية لتنسيق شؤون اللاجئين في عرسال، خالد رعد، أن الأطفال السوريين "يواجهون صعوبة في الالتحاق بالتعليم النظامي الرسمي في لبنان، لأن المدارس الرسمية لا تستوعب أكثر من 250 ألف طالب".

وكشف للمشارق أن عدد أطفال اللاجئين السوريين في لبنان ممن هم في سن الدراسة يصل إلى نحو 400 ألف، "ما يعني أن لدينا ما يزيد عن الـ 150 ألف طالب خارج إطار التعليم النظامي".

وأشار إلى أن عرسال تضم وحدها 10 آلاف طالب سوري، يرتاد أقل من نصفهم المدارس الرسمية.

أطفال لاجئون سوريون يلعبون في مخيم بر إلياس في منطقة البقاع في لبنان. [نهاد طوباليان/المشارق]

أطفال لاجئون سوريون يلعبون في مخيم بر إلياس في منطقة البقاع في لبنان. [نهاد طوباليان/المشارق]

وأضاف أن هذا الأمر دفع بنا إلى افتتاح مدارس سورية، تطوع فيها عدد من المثقفين السوريين لتعليم الطلاب المنهج اللبناني كي لا يبقوا في الشوارع".

وتابع رعد: "ندرسهم مبادئ العلوم والرياضيات واللغات العربية والفرنسية والإنكليزية"، لافتا إلى أنهم يواجهون مشاكل في تأمين التمويل اللازم.

وذكر أن "المنظمات والجمعيات التي كانت تقدم لنا الدعم المادي توقفت عن دعمنا منذ خمسة أشهر دون أن تقدم أي تبرير".

عقبات أمام التحاق الطلاب بالمدارس

وفي حديثها للمشارق، أكدت منسقة جمعية بيوند، ماريا عاصي، أن العديد من أطفال اللاجئين السوريين ممن هم في سن الدراسة والذين لم يلتحقوا بالمدرسة يعملون في الزراعة والتسول وبيع الزهور ومجالات أخرى.

وقالت: "لا توجد أماكن كافية في المدارس الرسمية لاستيعابهم جميعا، لذا لا يتعدى عدد المسجلين بدوام بعد الظهر للتعليم النظامي أكثر من 300 ألف".

ووفقا لعاصي، فإن الطلاب السوريين الذين يعيشون في المخيمات يواجهون تحديات كثيرة منها تكلفة انتقالهم إلى المدرسة، والاختلاف بين المناهج اللبنانية والسورية خصوصا في ما يتعلق بتعلم اللغات الأجنبية.

وأردفت أن جمعية بيوند تقوم بأنشطة تهدف إلى دعم الأطفال بين عمر 4 سنوات حتى 14 عاما، وتوعيتهم حول حقوقهم التي تكفلها المواثيق الدولية والتي وقعت عليها الحكومة اللبنانية.

وتنفذ الجمعية أيضا أنشطة دعم نفسي واجتماعي إلى جانب أنشطة ترفيهية وتربوية ومحو أمية، تشمل تعليم اللغات الأجنبية.

الأمم المتحدة تدعم الطلاب من اللاجئين السوريين

إلى هذا، أوضحت مسؤولة في منظمة اليونيسف فضلت عدم الكشف عن اسمها للمشارق، أن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة "قدرت وجود 384.609 طفل لاجئ سوري في لبنان تتراوح أعمارهم بين 6 و14 عاما.

وأشارت إلى أن بين هؤلاء "هناك فقط 216.403 طالب يتابعون التعليم النظامي في لبنان"، فيما 42 في المائة من الطلاب السوريين في لبنان غير ملتحقين بالمدرسة.

ووفق تقرير لوزارة التربية والتعليم العالي، فإن عدد الطلاب السوريين الذين تسجلوا في المدارس الرسمية للعام الدراسي 2018- 2019، بلغ 172.520 طالبا، مقابل 43.883 طالب سوري التحقوا بالمدارس الخاصة.

ووفقا لليونيسف، "تعهدت الوزارة بضمان توفير التعليم لأكبر عدد ممكن من الأطفال اللاجئين المؤهلين للتعليم النظامي وغير النظامي".

وأظهر التقرير أن هناك 18.189 طالب بين عمر 10 و14 عاما لم يسبق لهم الالتحاق بالمدرسة، يتابعون حاليا صفوفا لمحو الأمية ولتعلم مبادئ الرياضيات الأولية، فيما 11.888 طالب ملتحقون ببرنامج التعليم السريع المكثف.

إلى هذا، يستفيد 6295 شاب سوري من برنامج محو الأمية وتعليم المبادئ الأولية للرياضيات والموجه إلى الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 سنة، ويهدف إلى دعمهم في مجال محو الأمية وتنمية المهارات الحياتية.

وتشمل البرامج الأخرى التي تنفذها اليونيسف برنامج التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاث وخمس سنوات لإعدادهم لدخول رياض الأطفال، يستفيد منه 30.716 طفلا.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500