إرهاب

غياب الحاضنة القبلية والاجتماعية يحبط داعش في اليمن

نبيل عبد الله التميمي من عدن

صورة تعود إلى 13 آذار/مارس في ميناء عدن تُظهر يمنيين وهم يتفحصون حطام سيارة عقب تفجير انتحاري تبناه تنظيم داعش واستهدف القوات اليمنية التي دربتها الإمارات. [صالح العبيدي/وكالة الصحافة الفرنسية]

صورة تعود إلى 13 آذار/مارس في ميناء عدن تُظهر يمنيين وهم يتفحصون حطام سيارة عقب تفجير انتحاري تبناه تنظيم داعش واستهدف القوات اليمنية التي دربتها الإمارات. [صالح العبيدي/وكالة الصحافة الفرنسية]

قال خبراء للمشارق إن المجتمع اليمني لم يحتضن الفرع المحلي لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، ما أجبر التنظيم على التحول إلى العمل السري وجعله يواجه مصاعب في استقطاب مقاتلين ومناصرين.

وأضافوا أن تنظيم داعش ليس له حاضنة قبلية بسببعمليات الذبح والقتل التي نفذها خلال السنوات الماضية،وأن ذلك هو أحد الأسباب الرئيسية لضعف فرع التنظيم في اليمن.

وقال جلال الربيعي، قائد قوات الحزام الأمني بمحافظة لحج، إن قوات الأمن في محافظة لحج ألقت القبض يوم 6 تشرين الثاني/نوفمبر على قيادي بتنظيم داعش دون مقاومة من أسرته أو أهالي المنطقة.

وأضاف أن عملية القبض نفذت بعد عملية رصد ومتابعة استخباراتية عقب تلقي معلومات تفيد بعودة أحد القيادات الإرهابية المطلوبة إلى المنطقة.

وتابع أن قوات الأمن تحظى بتعاون كبير من المواطنين في جهودها لتعقب عناصر تنظيم داعش.

وأوضح أن تلك المساعدة تأتي من الأهالي الذين يبلغون عن الاختفاء المفاجئ لأبنائهم الذين تقع عليهم شكوك بانضمامهم للتنظيمات الإرهابية.

غياب الحاضنة الاجتماعية والقبلية

بدوره، قال المحلل السياسي عدنان الحميري في حديث للمشارق إن عملية القبض الأخيرة تؤكد غياب الحاضنة الاجتماعية والقبلية للتنظيم في اليمن،ومن ثم فقد أجبر على التحول إلى العمل السري.

وأكد أن "اليمن ليس بيئة حاضنة لتنظيم داعش".

وأضاف أن "الأعمال والتفجيرات البشعة التي قام بها في صنعاء وفي اليمن والمنطقة بشكل عام من ذبح وقتل للأبرياء خلقت صورة سيئة للتنظيم".

وتابع أن تنظيم داعش "يرفع راية الإسلام وهو منه براء"، مؤكدًا أن القبائل اليمنية لا يمكن أن تكون حاضنة "لتنظيم مشروعه الذبح".

وأوضح الحميري قائلًا "ستكون هناك مواجهة قوية من قبل تنظيم القاعدة لمشروع تنظيم داعش حيث أن معظم قيادات القاعدة من أبناء القبائل كما هو في البيضاء ورادع ومعظم مناطق اليمن".

وذكر أن "داعش حاليا تعمل في معسكر تدريب في يكلا بمنطقة قيفة [في محافظة البيضا] وفي حالة حرب مع القاعدة والحكومة الشرعية".

وكانت مواجهات شرسة قد اندلعت في منطقة قيفة في منتصف تموز/يوليو بين تنظيم داعش وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب قتل فيها 13 من عناصر القاعدة وأسر فيها 12 آخرون على يد تنظيم داعش.

وردًا على ذلك، هاجم تنظيم القاعدة أحد مواقع تنظيم داعش في البلدة، ما أسفر عن مقتل أكثر من 25 من عناصر داعش والاستيلاء على أسلحة وعربات عسكرية.

كما دعا تنظيم القاعدة في بيان لمواصلة القتال ضد داعش.

وقال خبراء للمشارق إن الحرب الدائرة بين القاعدة وداعش هي نتاج طبيعي للأفكار التي يتبناها التنظيمان المتطرفان.

وكان الحميري قد قال في تصريح سابق للمشارق إن كل جانب يسعى لفرض سيطرته على كامل المنطقة التي يتواجد بها والتخلص من "أي منافس قد يريد نصيبًا من السلطة".

داعش غير قادرة على استقطاب الشباب

وأشار الحميري إلى أن تنظيم داعش كان يستقطب أعدادًا صغيرة من الشباب بإغرائهم بالمال، وذلك باستغلال المصاعب الاقتصادية التي يواجهها الكثير منهم والتي فاقمتها ظروف الحرب الجارية.

وأضاف "أعتقد أنه لن يتمكن من استقطاب إلا عدد صغير جدا منهم. لكن استمرار الحرب ستُمكنه من تجنيد الفقراء الذين ليس لديهم أية وسيلة لكسب الرزق".

أما الباحث محمد عزان المتخصص في الجماعات المتطرفة، فقد قال إن تنظيم داعش "قد فقد بريقه وقدرته على استقطاب الشباب، خصوصا بعد الانقسامات التي شهدها في بلاد الشام والعراق والمغرب العربي، إضافة إلى الضربات الموجعة التي تلقاها".

وأضاف "ومن الطبيعي أن يعود التنظيم إلى حالة الكمون حتى يتمكن من تجديد نفسه بدماء جديدة والمزيد من المجندين ذوي العقول المنغلقة والنفسيات الموتورة والمعقدة".

من جانبه، قال الكاتب الصحافي منير طلال للمشارق إن "أفكار داعش المتطرفة وغير العقلانية لا يمكنها أن ترى النور إلا بفرضها عن طريق القوة المستبدة".

وأضاف طلال أن تحول داعش للعمل السري مرحلة طبيعية في التنظيمات المتطرفة، ولا سيما وهو في حالة حرب مع العديد من الأطراف السياسية والمذهبية والدينية.

هل أعجبك هذا المقال؟

1 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500

انا عايز اروح داعش

الرد