أنهت القوات اليمنية يوم الاثنين 6 تشرين الثاني/نوفمبر، أزمة رهائن بمقتل 29 من أفراد الشرطة و6 مدنيين وذلك بعد يوم من الهجوم الذي تبناه تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وبدأه بتفجيرات انتحارية، وفق ما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.
وقد بدأ الهجوم يوم الأحد حين فجر انتحاريان نفسيهما عند مدخل مقر البحث الجنائي وهو المقر الأمني الرئيسي بالمدينة.
حيث اقتحم المهاجمون إدارة البحث الجنائي في منطقة خورمكسر بعدن، وهي العاصمة المؤقتة للحكومة اليمنية، وأشعلوا فيها النيران واحتجزوا رهائن بعد إعدام شرطتين اثنتين.
وقد حاولت قوات الأمن في الليل ثلاث مرات استعادة الوحدة، لكن في كل مرة كان انتحاري يُفَجّر نفسه ويمنعهم من الدخول، بحسب ما ذكره مسؤول أمني.
ووقع تفجير انتحاري رابع صباح الاثنين قبل أن تتمكن قوات الأمن أخيرا من إنهاء الأزمة في المدينة الساحلية الجنوبية.
وقال المسؤول إن 29 من القوات الامنية قُتلوا في الهجوم وأزمة الرهائن.
ومن بين الضحايا ستة ضباط شرطة تم العثور على جثثهم مدفونة تحت أنقاض المبنى، إلى جانب ستة مدنيين، منهم طفلان.
وقالت وزارة الداخلية في بيان إن "قوات الأمن نجحت في دخول المبنى وتطهيره من عناصر الشر والإرهاب".
وأضاف المسؤول أنه تم أيضا العثور على جثث ثلاثة من المهاجمين وهي مثخنة بالرصاص.
هذا وقد تبنى تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) المسؤولية عن الهجوم في بيان صدر على الإنترنت يوم الأحد.
بينما قالت إدارة أمن عدن في بيان إن العناصر الإرهابية أعدمت عددا من الموظفين واحتجزت عددا آخر بينهم عاملات تنظيف وكذا سجناء واتخذوهم دروعا بشرية.
وقال البيان إن ذلك أجبر قوات الأمن على تغيير خطة الهجوم وتطويق الموقع.
وأضاف أن "الإرهابيين استغلوا الموقف وشرعوا بتنفيذ عمليات قنص سقط على إثرها عدد من أفراد الأمن مستخدمين المحتجزين كرهائن ودروع بشرية".
وأشارت إدارة الأمن إلى أن خبراء المتفجرات تمكنوا من تفكيك سيارة مفخخة ثانية أمام بوابة المقر الأمني.
إدانات واسعة
وقد قوبل هذا الهجوم بإدانة واسعة من المسؤولين والمواطنين على حد سواء.
حيث دان رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر الهجوم بقوة وعبر عن تعازيه لأسر الضحايا.
وقال عبر اتصال هاتفي مع القائم بأعمال محافظ عدن أحمد سالمين إن الحكومة ماضية في جهودها لاستئصال الإرهاب وتجفيف منابعه.
وشدد على ضرورة رفع الحس الأمني ومطاردة الخلايا الإرهابية التي تحاول العبث بأمن المواطن واستقراره.
كما دان وزير حقوق الانسان محمد عسكر بأشد العبارات "الهجوم الانتحاري الجبان" في خور مكسر، بحسب وسائل إعلام محلية.
حيث قال عسكر "أدين وأستنكر بأشد العبارات الهجوم الانتحاري الجبان الذي استهدف مبنى وحدة البحث الجنائي وراح ضحيته العشرات بين قتيل وجريح من أبطالنا في أمن عدن".
بدوره، قال المهندس غسان الزامكي وكيل محافظة عدن للمشاريع في حديث للمشارق "نحن ندين هذا الهجوم البشع الذي نفذته عناصر إرهابية بهدف إقلاق الأمن والسكينة في محافظة عدن".
وقال "لكن الإرهاب لن يستطيع أن يوقف عملية التنمية في عدن ولن يستطيع أن يُخْضِع أبناء عدن".
وأضاف أنه بيقظة الأمن والأهالي، ستتخلص عدن من العصابات الإرهابية.
من جانبه، قال ناصر الفعدني الأمين العام للمجلس المحلي السابق لمديرية خور مكسر، إن العناصر الإرهابية هاجمت عدن بهدف زعزعة السكينة.
وأضاف في حديث للمشارق أنه "يدين بقوة هذا الهجوم وكل الأفعال الاجرامية الإرهابية لأنها لا تخلف إلا الخراب والدمار".
كما قال الشيخ جبري إبراهيم نائب وزارة الأوقاف والإرشاد إن "الإسلام دين بناء وسلام وتعايش لا دين تدمير وقتل".
وأضاف في حديث للمشارق أن "الإسلام يُحرم قتل النفس، فكيف بقتل العشرات واستخدامهم كرهائن في عملية إرهابية دون هدف؟"
من جانبها، وصفت علياء محمد، وهي موظفة في القطاع الخاص في الثلاثينات من العمر، مدينة عدن ليلة الحادثة بأنها "مدينة حزينة ومظلمة".
وقالت في حديث للمشارق إن "عدن تعيش ليلة حزينة جدًا ومظلمة نتيجة عدد الضحايا لهذا الهجوم الإرهابي وانتشار الرعب والخوف في كل أرجاء المدينة".
وأضافت "أصبحنا في حالة ذعر عند سماعنا صوتا أو ضجيجل وكأن شيئا يحدث".