أكد مسؤولون أن برنامج إعادة تأهيل الأطفال المجندين على أيدي ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران (أنصار الله) والدورات التي ينظمها لمساعدة أهاليهم على التأقلم مع عملية إعادة الدمج، يواصل تحقيق النجاحات.
تنفذ مؤسسة وثاق للتوجه المدني البرنامج المكون من مراحل عدة، بتمويل من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
ويستهدف البرنامج ألفي طفل مجند وأطفالا تأثروا بالحرب اليمنية، إضافة إلى أهاليهم وأفراد عائلاتهم.
بدأ البرنامج عمله في محافظات مأرب وعمران وتعز والجوف، وما لبث أن توسع ليشمل ذمار وإب وحجة وصنعاء والحديدة.
وانطلقت المرحلة الثانية من برنامج إعادة التأهيل يوم الخميس، 26 تموز/يوليو، وتستهدف 80 طفلا من محافظة مأرب.
وقبل تدشين المرحلة الجديدة، أقام مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في 22 تموز/يوليو، حفلا لتخريج 27 طفلا مجندا بعد إعادة تأهيلهم.
وأوضح مدير البرنامج في مؤسسة وثاق، عبد الرحمن القباطي، أن الأطفال المجندين "يخضعون لعمليات تأهيل نفسية واجتماعية وثقافية، إضافة الى تلقيهم حصصا تعليمية مع ممارسة الأنشطة الرياضية المختلفة".
ولفت إلى أن "عملية إعادة التأهيل لم تقتصر فقط على الأطفال المجندين بل شملت أهاليهم، وذلك عبر تزويدهم بمهارات التعامل النفسي مع الأطفال الذين تم تأهيلهم لمساعدتهم على الانخراط مجددا في حياة طبيعية".
وكشف أن 27 شخصا من أولياء الأمور شاركوا في دورة تمكين اختتمت في 14 تموز/يوليو.
وأضاف القباطي أن "أولياء الأمور تلقوا محاضرات حول مخاطر تجنيد الأطفال والمسؤولية القانونية والأخلاقية، إضافة الى أساليب دعمهم نفسيا ودمجهم في المجتمع وحمايتهم من العودة مرة أخرى إلى جبهات القتال".
عودة إلى الطفولة
من جانبه، قال المسؤول الإعلامي في البرنامج عمار زعبل، إن "هدف البرنامج هو تأهيل الطفل المجند نفسيا واجتماعيا، من أجل أن يعود إلى حياة طبيعية تكون فيها المدرسة المكان المناسب لممارسة هواياته واهتماماته الطفولية".
وذكر للمشارق أن "برنامج إعادة التأهيل يتضمن دروسا تعليمية وممارسة الرياضة بشتى أنواعها لمساعدة الطفل المجند على التفريغ النفسي والتخلص من الشحنات السلبية التي اكتسبها أثناء فترة تجنيده، إضافة إلى نشاطات أخرى لا تقل أهمية كالرسم والفن والمسرح".
وأشار إلى أن تنوع الأنشطة يهدف إلى تأمين "عودة الطفل إلى أحضان الطفولة وإلى حياته الحقيقية، إذ أن حياته ليست في مواقع القتال بل في المدرسة والملعب والمنتزه".
وتحدث عن "أنشطة أخرى خارجية كالذهاب إلى المتنزهات وتنظيم رحلات ترفيهية كزيارة الأماكن السياحية، وهي أنشطة مهمة للطفل بعد أن كان محروما منها".
وأردف: "يكون الأطفال في حالة اندهاش عند زيارتهم للأماكن السياحية ويدخلون عالما آخر".
مرحلة ما بعد عملية التأهيل
وأكد زعبل أن "مهمتنا لا تنتهي بعد مرحلة إعادة التأهيل"، متحدثاً بالتفصيل عن المرحلة التي تليها.
وقال: "نستمر في متابعة الأطفال بواسطة منسقي البرنامج، ونؤمن انتسابهم إلى المدارس [ونساعدهم] على إزالة كل العقبات التي يمكن أن تعترضهم خارج البرنامج".
وأشار إلى أن مرحلة المتابعة تستمر من ثلاثة إلى ستة أشهر، وتشمل رفع تقارير شهرية حول أوضاعهم.
وأوضح زعبل أن التقارير تظهر مدى تقبل الطفل المجند لوضعه الجديد أم إذا ما كان تعرض لانتكاسة بعد عملية تأهيله.
من جهته، طالب الناشط الحقوقي عبد الرحمن برمان القيمين على مشروع إعادة تأهيل الأطفال المجندين "بتوثيق الانتهاكات التي تعرض لها الأطفال في خلال فترة تجنيدهم".
وأضاف للمشارق، أن "الانتهاكات بحق الطفل المجند لم توثق، إذ لم تسمح ميليشيات الحوثي للمنظمات [الحقوقية] أو الناشطين بممارسة أعمالهم في هذا المجال في مناطق سيطرتها".