أكد مسؤولون يمنيون ونشطاء في حقوق الانسان أن المليشيات الحوثية ترتكب جريمة حرب بحق أطفال اليمن من خلال تدمير المدارس وتجنيد الأطفال الذين يفوق عددهم 15 ألف دون الثامنة عشرة من العمر.
وقال نبيل عبد الحفيظ وكيل وزارة حقوق الانسان للمشارق إن المليشيات الحوثية تمارس عملا وصفه بـ "الدنيء" وهو تجنيد الأطفال في سن الثامنة والتاسعة.
وتشير الأرقام غير الرسمية إلى أكثر من 25 ألف طفل جندتهم المليشيات الحوثية من بداية الحرب لكن العدد المؤكد تجاوز 15 ألف مجند دون سن 18 واغلبيتهم ما بين سن 10-15.
وقال عبدالحفيظ إن الحوثيين "يستهدفون تجنيد الأطفال بين 10-15 لأنهم أكثر انقيادا وانصياعا لأوامرهم".
وأشار إلى أن الأطفال إذا عادوا إلى أهلهم سالمين، وهو أمر غير مرجح، سيعانون من مشاكل نفسية جراء القتال في المعارك.
ولفت عبد الحفيظ إلى أن "الأطفال المجندين في الجبهات يجبرون على استخدام المخدرات والحشيش الأمر الذي سيؤدي إلى خلق جيل مشوه نفسيا، وإن من ينجو منهم من الحرب يتحولون إلى حالات لتفخيخ المجتمع لان لديهم القابلية والاستمرارية في اعمال البطش والنهب والإرهاب".
منع التعليم لـ 4.5 مليون طفل يقاتل على الجبهة
واعتبر عبد الحفيظ إلى سلوك الحوثيين تجاه التعليم بأنه نوع من الاساءة للأطفال، حيث أدت أفعالهم إلى تسرب أكثر من أربعة مليون طفل عن المدارس فيما يقوم الحوثيون باستخدام المدارس ثكنات عسكرية او مخازن أسلحة.
وبحسب منظمة اليونيسف فإن أغلبية الأساتذة أجبروا على على العمل لأشهر من دون رواتب، أي أن نحو ٤,٥ مليون طفل لا يمكنهم إنهاء عامهم الدراسي.
وقد تسرب نحو نصف مليون طفل من المدرسة منذ عام 2015 حين اشتد النزاع في اليمن مما رفع مجموع عدد الأطفال المتسربين إلى 2 مليون طفل، وفق ما أفادت المنظمة.
إضافة إلى ذلك فإن الحوثيين يتعمدون تدمير المدارس ومؤسسات القطاع الصحي الذي انهار نتيجة حكمهم، بحسب ما قال عبد الحفيظ.
من جانبها، قالت ابتهاج الكمال وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل أن مليشيا الحوثي حرمت أكثر من 4.5 مليون طفل من التعليم، "منهم مليون و600 ألف طفل حرموا من الالتحاق بالمدارس خلال العامين الماضيين، بعد اقدامها على قصف وتدمير 2372 مدرسة جزئيا وكليا، واستخدام أكثر من 1500 سجون وثكنات عسكرية".
واشارت الكمال إلى أن "الأطفال حصدوا النصيب الأكبر من الماسي والمعاناة التي خلفتها الحرب"، مضيفة أن الاحصائيات التي قدمتها المنظمات الدولية تقول إن "أكثر من 1546 طفلا كانوا ضحية لهذه الحرب التي تقودها المليشيات الانقلابية بحق ابناء الشعب اليمني".
وأضافت أن أكثر من 2450 طفلا أصيبوا بتشوهات".
استغلال العائلات وخطف الأطفال
وتحدث الصحافي منير طلال للمشارق عن استغلال الحوثيين لحاجة وفقر الناس ومقايضتهم لتوزيع المساعدات الغذائية مقابل تسليم أحد اطفالهم للتجنيد الاجباري.
وأشار طلال إلى فقدان الحوثيين لكثير من المقاتلين نتيجة اشتداد المعارك التي أدت إلى مقتل الكثير منهم إضافة الى انحسار التأييد القبلي والمجتمعي لهم يجبرهم على اللجوء إلى وسائل غير قانونية مثل خطف الأطفال أو مقايضة توزيع المساعدات للفقراء الا بعد تجنيد أحد افراد هذه الاسر لدعم صفوفهم.
بدوره، قال موسى النمراني المتحدث باسم الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات للمشارق إن مليشيات الحوثي فرضوا التجنيد الإجباري لأنهم يواجهون "حربا تستهدف وجودها".
واعتبر أن مليشيا الحوثي عمدت إلى تجنيد الأطفال كونهم الاسهل انقيادا بعد عملية التعبئة الفكرية التي تفرض عليهم. وأضاف النمراني أن "الأطفال هم الوسيلة الاسهل لدى الحوثيين لتعويض النقص الذي يواجهونه في الجبهات".
السعوديون الذين هاجموا اليمن هم حفنة من الأوغاد؛ لكن الأشخاص أمثالكم الذين يخفون هذه الفظائع ويكذبون بشأنها، هم أسوأ بكثير.
الرد1 تعليق