بقيت قاعات الدراسة في غالبية المدارس في صنعاء وفي مناطق سيطرة الحوثيين في شمال اليمن، خالية من تلامذتها يوم الاحد، 15 تشرين الأول/اكتوبر، في اول أيام العام الدراسي الجديد، فيما يعاني الملايين جراء الحرب والجوع وانهيار الاقتصاد.
وقال راجات مادهوك المتحدث باسم منظمة الامم المتحدة للطفولة "يونيسف" لوكالة الصحافة الفرنسية إن "مستقبل 4.5 مليون تلميذ على المحك".
وقد أدى اضراب المعلمين نتيجة توقف روابتهم إلى توقف المؤسسات التربوية في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون (انصار الله) الذين تدعمهم إيران.
وتشير اليونسيف إلى أن 13.146 مدرسة أو 78 في المائة من مدارس اليمن توقفت نتيجة عدم تلقي الاساتذة لرواتبهم، حيث لم تتمكن الكثير من تلك المدارس من فتح أبوابها في اليوم الأول من العام الدراسي الجديد.
وأدى النزاع المستمر في اليمن إلى تدمير نحو 500 مدرسة أو تحويلها إلى ملاجئ أو مقرات للفصائل المسلحة المشاركة في الحرب التي أدت إلى مقتل الآلاف ودفعت بالبلاد إلى هاوية المجاعة.
وفي ظل هذه الأوضاع، اجبرت بعض المدارس في صنعاء ومناطق شمال اليمن إلى ارجاء استقبال التلامذة المقرر في ٣٠ أيلول/سبتمبر اسبوعين بعد أن فشل مقاتلو المعارضة في تسديد رواتب المعلمين.
أما في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، ففتحت المدارس أبوابها بموعدها في 1 تشرين الأول/أكتوبر.
’تجويع‘ المعلمين
بشار الزراجي، 13 عاماً، تلميذ في إحدى مدارس صنعاء اتجه يوم الأحد إلى المدرسة للتسجيل لكنه وجدها مغلقة.
وقال الزراجي، "سألت الحارس أين الجميع، فقال لي إن الأساتذة ما زالوا مضربين ويريدون رواتبهم".
وأضاف "نعيش في بلد لا يمكننا فيه لا التعلم أو العمل. ماذا يفترض بنا أن نفعل؟"
ولم يخلو المشاهد من تلامذة صغار ينهالون بكاء بانتظار الأساتذة إلا ليتغيب هؤلاء عن الحضور.
عدد قليل من المدارس فتح أبوابه للسماح للتلامذة بالتسجيل للعام الدراسي الجديد.
فيما عمد البعض الآخر إلى استبدال الأساتذة المضربين بآخرين موالين للحوثيين، وهو اجراء يرى خبراء في المجال أنه غير كاف في ضمان حق الأطفال في التعلم.
وأوضح مادهوك أن "المسألة لا تقتصر على ما اذا فتحت المدارس أبوابها بل على مستوى المعلمين".
وبحسب المنظمة فإن أغلب المعلمين في اليمن لم يتسلموا رواتهبم منذ 12 شهراً.
وأكد أن الأساتذة الذين عانوا خلال العام المنصرم باستلامهم رواتب قليلة أو من دون أن يحصلوا على أي راتب مستمرون في الاضراب حتى العام المقبل.
وقال عبد الحيكم وهو أحد الأساتذة في صنعاء، "نحن نموت من الجوع ويريدوننا أن نعلم؟"
وأضاف "الأفضل أن نترك التعليم ونبحث عن عمل يطعم أطفالنا".
هذا وتحول عدد من الأساتذة إلى العمل في وظائف اضافية أو البحث عن مهنة أخرى غير التعليم لجني رزقهم.
وقال الأستاذ محمد عبد الرب "خلال العامين الماضيين كنت أحصل على نصف الراتب المعتاد مرة كل شهرين".
مستقبل أطفال اليمن مهدد
وأشار مادهوك إلى أن الأزمة التي يعانيها قطاع التعليم تطرح خطراً كبيراً على الأطفال في اليمن حيث ارتفع خطر تجنيدهم في الميليشيات أو اضطرارهم للعمل أو الزواج.
وكان الحوثيون قد وعدوا الأساتاذة أن يعودوا إلى التعليم في العام الدراسي الجديد.
وكان الحوثيون المدعومون من إيران قد فرضوا سيطرتهم على صنعاء في 2014 بعد طرد القوات الموالية للحكومة إلى عدن، بلدة الرئيس عبد ربه منصور هادي.
وكانت حكومة هادي العام الماضي قد نقلت المصرف المركزي من صنعاء إلى عدن، وهي خطوة قالت الأمم المتحدة أنها حرمت نحو مليون موظف مدني، ومن بينهم الأساتذة، من رواتبهم ودفعت بعائلاتهم نحو المجاعة.
وفي خضم ذلك، قالت إحدى مدراء المدارس في صنعاء إنها قررت فتح أبواب المدرسة أمام الطلاب يوم الأحد بغض النظر عما إذا كان الأساتذة سيحضرون.
وأكدت "إذا أرادوا البقاء في المنزل فإن ذلك لن يمنعنا من استقبال التلامذة".
لكن بعض أهالي صنعاء القدامى قالوا إن الكيل طفح بهم نتيجة تداعي البنية التحتية للبلاد والشلل المستشري في قطاع التعليم.
وقال فهمي الشرابي، 35 عاماً، وهو من سكان العاصمة "منذ دخول الحوثيين إلى صنعاء سلبت منا رواتبنا والرعاية الصحية والكهرباء والمياه".
وأضاف "والآن أطفالنا يسلبون من حقهم بالتعلم".
ألاطفال يسلبون حقهم في التعلم".هذا امرجد خطير فالتعليم كالماء والهواء كما ذكر ذلك قديما عميد الادب العربي طه حسين
الرد3 تعليق
الله يستر
الرد3 تعليق
قال الاديب المصري وعميد الادب العربي الدكتور طه حسين ان التعليم كالماء والهواء وان اي حركة تدعي الشرعية يجب الاتقف امام التعليم وتعيق مسيرته وان محاربة تلك الحركة للتعليم يفقدها شرعيتها
الرد3 تعليق