قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، إن ملايين الأطفال في اليمن معرّضون لعدم الالتحاق في المدارس هذا العام بسبب استمرار أعمال العنف وانسداد الحلول أمام أزمة تأمين رواتب المعلمين.
وقال المدير الإقليمي لليونيسيف لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خيرت كابيليري، إن "أكثر من عامين ونصف من الصراع المستمر في اليمن قد وضع مرة أخرى تعليم 4.5 مليون طفل على المحك، ليضيف ذلك صعوبة أخرى على لائحة الصعوبات المريرة التي يعاني منها الأطفال".
وأضاف أن مليوني طفل يمني منقطعون عن الدراسة و1600 مدرسة قد دُمّرت بشكل جزئيّ أو كلّيّ، واستخدمت 170 مدرسة لأغراض عسكرية أو كمأوى للعائلات النازحة.
إلى هذا، لم يتلق أكثر من 166 ألف معلّم ومعلّمة رواتبهم منذ نحو عام كامل، أي ما يقارب 75 في المائة من إجمالي المعلّمين، مشيراً إلى أن العنف أدى إلى إغلاق واحدة من كلّ عشر مدارس في مختلف أنحاء البلاد.
ولفت كابيليري إلى أن العام الدراسي الذي يبدأ عادة في الأول من أيلول/سبتمبر تأجّل عدّة مرّات، إلى جانب نقص كبير في الكتب المدرسية واللوازم المدرسيّة الأخرى.
واضطرت المدارس في صنعاء وفي محافظات البلاد الشمالية الخاضعة لسيطرة الحوثيين (أنصار الله) إلى تأجيل بدء العام الدراسي مدّة أسبوعين، بعد أن عجز الحوثيون عن دفع رواتب المعلّمين.
أما في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في اليمن، فقد فتحت معظم المدارس هذا العام كما كان مقرراً في 1 تشرين الأول/أكتوبر.
المعلّمون عاجزون عن تحمل تكلفة المواصلات
وفي هذا الإطار، قال مدير نقابة المهن التعليمية والتربوية في أمانة العاصمة صنعاء، عائش أبو لحوم، إن النقابة علّقت الاضراب جزئياً حتى نهاية تشرين الأول/أكتوبر الجاري إفساحاً للمجال أمام السلطات في صنعاء لصرف الرواتب.
وأضاف للمشارق أنه في حال عدم صرف الرواتب، ستجدّد النقابة دعوتها للإضراب، ما يهدّد بإغلاق المدارس مرةً أخرى.
من جانبه، قال مدير مكتب التربية والتعليم بأمانة العاصمة، محمد الفضلي، إن العام الدراسي في صنعاء بدأ في 15 تشرين الأول/أكتوبر، لكنّ نسبة الانتظام خلال الأسبوع الأول لم تتجاوز 40 في المائة".
وأضاف للمشارق أن المعلّمين باتوا عاجزين عن تأمين قوت عائلاتهم أو تكلفة المواصلات للتوجه إلى أماكن عملهم.
وتابع: "لقد سئموا من الوعود، وقد يؤدي عدم دفع رواتبهم إلى إغلاق المدارس مجدداً".
أما عبد الله محمد، مساعد مدير إحدى المدارس الثانوية في صنعاء، فقال للمشارق إن المعلّمين يأتون إلى المدارس فقط لمتابعة أزمة رواتبهم.
وأكّد أن "الطلبة الذين يدخلون الفصول لا يتلقون أي دروس لأن المعلّمين يعمدون إلى مراجعة مناهج العام الماضي"، مشيراً إلى أنهم بانتظار تلقي رواتبهم للبدء بالتدريس.
وقالت اليونيسيف يوم الأربعاء، إن "أزمة الرواتب دفعت المعلّمين إلى اتخاذ تدابير قصوى من أجل البقاء على قيد الحياة".
ويعدّ المعلّم حسن غالب خير مثالٍ على ذلك بعد أن طُرد هو وأطفاله من منزله. يعمل غالب في مهنة التعليم منذ 20 عاماً وهو المعيل الوحيد لعائلته.
واضطر لبيع ما تبقى من أثاثه لإطعام أطفاله فقط ومعالجة شقيقته المريضة.
وتساءل: "كيف يمكنني الوصول إلى المدرسة إذا لم يتوفّر لي المال للمواصلات؟ كيف يمكنني أن أعلّم إذا كنت أنا نفسي أعاني من فائقة؟
وأضاف البيان أن "أكثر من 166 ألف معلّم من مختلف أنحاء اليمن، يطرحون يومياً السؤال نفسه".
يجب على الشباب الخريجين حان الوقت نبادر إلى المدارس
الرد1 تعليق