في بلدة الزعتري في الأردن، على مقربة من مخيم اللاجئين السوريين في البلدة، تجد صفا للطلاب بني من أكياس الرمل وقد فاز بجائزة عالمية للهندسة المعمارية لجهة الفكرة والتصميم المميزين.
وجرى بناء الصف، الذي تم تصميمه من قبل المنظمة غير الحكومية "للهندسة المعمارية الطارئة وحقوق الإنسان (EAHR)"، من اللاجئين ليكون للاجئين.
وأتى البناء ضمن مشروع أكبر يقضي "ببناء 100 مدرسة وملعب لكرة القدم"، ويهدف لدعم التعليم لجيل من اللاجئين السوريين الذين اضطروا نتيجة الحرب إلى الفرار من بلداتهم في سوريا.
وتظهر الاحصاءات أن نحو ثلثي الأطفال اللاجئين تسربوا من المدرسة لأسباب أبرزها النقص في المدارس في المناطق التي لجأوا إلهيا.
وكشف تقرير نشرته منظمة اليونسيف أن 38 بالمائة من الأطفال السوريين لا يتابعون الدراسة، وذلك نتيجة عوامل مختلفة منها المسافة والتكلفة والازدحام في الصفوف إضافة إلى التنمر.
وقال مدير منظمة "هندسة الطوارئ وحقوق الإنسان"، ميشال دي ماركو، إن مبادرة بناء الصف تعود أصلا إلى ورشة عمل "5x5" لطلاب الهندسة في المنظمة.
وتعلم المشاركون في الورشة عن خمس حالات انسانية في خمس ثقافات مختلفة، حيث إن المنهجية تتيح للطلاب نظرة عالمية لمشاكل حالية، بحسب ما شرح.
وفي هذه الحالة، انطلق الطلاب في محاولة لتحسين حضور التلامذة في مدرسة البلدة، التي تأوي أكبر مخيم للاجئين.
شكل هندسي مستوحى من تصميم تقليدي
وحين زارت المنظمة البلدة عام 2014، وجد العاملون فيها أن معظم المشاكل تتعلق بالتعليم خارج المخيم، لا داخله.
وأضاف دي ماركو "قررنا العمل في البلدة مع منظمة العمل من أجل التغيير"، وهي منظمة محلية تقدم المساعدة للاجئين السوريين والأردنيين ذوي الدخل المنخفض.
أما التصميم الهندسي فهو مستوحى من المسجد الكبير في جينيه بمالي، ويتميز بهندسة ترابية تقليدية ويشبه بنية خلية النحل الرائجة للمنازل في حلب وحمص بسوريا، بحسب ما قال.
ولفت إلى أن الكثير من اللاجئين أتوا من تلك المناطق في سوريا.
وأوضح أن شكل البناء حل مستدام لمباني المدارس نتيجة الخياارت المحدودة لمواد البناء المتوفرة في المنطقة التي تعرف ببيئتها القاسية حيث يحل موسم الصيف حار جدا بينما الشتاء برده قارس.
وتعرف تقنية البناء بـ سوبرأدوب، وهي طريقة بناء منازل طورتها ناسا وتعتمدها الأمم المتحدة بعد سنوات من البحوث والتطوير.
وهي على شكل أكياس رمال طورها المهندس ومؤسس كول أرث نادر خليلي. ولا تتطلب تدعيمات بأسس صلبة بل مبسطة جدا ويمكن لأي كان بناءها.
وأضاف دي ماركو أن ما يميز هذه التقنية هو أنه "يمكن تنفيذها بسرعة مع عمالة غير متمرسة. وتكون أفضل من الخيام، وكتل الإسمنت، والصفائح المعدنية المموجة من حيث العزل الحراري”.
ورأى أن "التصميم سيساعد في عزل الحرارة داخل الصف بين أربع وخمس درجات أعلى في الشتاء وأدنى بست إلى سبع درجات في الصيف، مقارنة مع المباني التقليدية".
إشراك المجتمع بالجهود
وكان بعض اللاجئين السوريين قد عملوا بهذه المواد في حمص، لذا لديهم خبرة في معالجتها، بحسب دي ماركو الذي أكد أنهم كانوا فقط بحاجة إلى بعض المساعدة المتخصصة بالنماذج وتقنية البناء.
وقالت ام سلطان وهي لاجئة تبلغ 98 عاما، "كنت أصنع الجص لمنزلنا كل عام باستخدام التربة والمياه أساسا، ثم أخلطها مع القش، لأنه يجعل هيكل المنزل أكثر مقاومة، وخصوصا عند نزول الأمطار".
واعتبر دي ماركو أن منظمة هندسة الطوارئ وحقوق الإنسان ومن خلال التدريب على البناء، ستتيح للاجئين بناء المزيد من الصفوف ومن دون الحاجة إلى إشراف، ليصير إلى استخدامها كمدارس محلية.
وأشار إلى ان أبناء المجتمع المحلي مشاركون في العملية بشكل كامل، من التصميم وحتى البناء، مضيفا أنه سيتم بناء المزيد من الصفوف هذا العام في الأزرق إرحابا، كما ثمة خطط ليشمل المشروع مناطق خارج الأردن.
وقال "نعمل على إيجاد التمويل لبناء صفوف أخرى وعلى التعاون مع منظمات غير حكومية محلية ودولية لتحقيق الهدف ببناء مئة صف".
أبو سلطان المتطوع في المشروع وأستاذ الرياضيات علم في سوريا طوال 25 عاما.
وأضاف أن "يسع الصف 25 طالب وطالبة، المعلمون هم متطوعون سوريون واردنيون، و يتم اتباع المنهاج الاردني في التعليم".
وتقوم منظمة العمل من أجل التغيير بتقديم الأقلام والدفاتر والمقاعد والكتب.
Nice
الرد2 تعليق
Great
الرد2 تعليق