تزايدت الانتقادات لمليشيا الحوثيين (أنصار الله) بسبب تجنيدهم للأطفال لرفد جبهات القتال.
وقد أدت الانتقادات للحوثيين لتجنيد الأطفال محليا ودوليا إلى اصدار زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي خطاباً إلى أتباعه في 15 تشرين الثاني/نوفمبر يأمرهم فيه بعدم تصوير جنوده من الأطفال، حسب ما نشرت جريدة الشرق الأوسط.
وتعليقاً على هذا الخطاب، قال وزير حقوق الإنسان اليمني محمد عسكر، إن الوزارة ستستند إلى الخطاب، في الملفات التي تقدمها إلى المنظمات الدولية حول انتهاكات الميليشيات الحوثية في استغلال الحوثيين للأطفال في الأعمال العسكرية.
وأضاف عسكر أن "الميليشيات يعتقدون أن منع نشر الصور سيساهم في تخفيف الانتقادات ضدهم".
وقال عسكر إن وزارة حقوق الانسان رصدت وتابعت نحو أربعة آلاف حالة لأطفال جرى تجنيدهم، ضمن عينة لعدد الأطفال المقاتلين في صفوف الميليشيات.
وبناء على تعدد الجبهات وما فيها من الأطفال، تقدر الوزارة إجمالي عدد الأطفال المقاتلين لصالح الحوثيين بنحو 20 ألف طفل، وفق ما ذكر.
وكانت الحكومة اليمنية قد أعلنت في شهر حزيران/يونيو أنها ستنشئ مركزا تأهيليا في العاصمة المؤقتة عدن، لرعاية الأطفال المقاتلين الذين تم أسرهم في صفوف مسلحي جماعة الحوثي.
وأوضح عسكر في حديث للاعلام أن "الحكومة تضع آخر التصورات لإنشاء المركز التأهيلي في عدن، بعد تزايد تجنيد الحوثيين للأطفال مؤخراً".
حيث تجاوز عدد هؤلاء الأطفال 10 آلاف طفل مجند في صنعاء وحدها، وفق ما أضاف.
بينما أعلن التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في حزيران/يونيو إن أكثر من 400 طفل من الذين جندتهم جماعة الحوثي في صفوفها، قتلوا خلال الحرب الدائرة منذ عام 2015.
وجاء هذا الإعلان خلال ندوة نظمها التحالف في مجلس حقوق الإنسان بجنيف.
وأوضح مسؤول وحدة الرصد والتوثيق في التحالف الحقوقي رياض الدبعي، خلال الندوة، أن "عدد الأطفال المجندين الذين قتلوا أثناء مشاركتهم في المعارك بلغ 424 طفلاً، وأصيب 16 آخرين بإعاقات دائمة".
ودعا الدبعي الحوثيين إلى "تسريح كافة المجندين لديهم من الأطفال، وإغلاق مراكز التدريب ومراكز الاستقطاب، وتحمل المسؤولية وجبر الضرر عن الضحايا".
أساليب تجنيد مختلفة
وفي هذا الإطار، قال عبد الرحمن برمان وهو محامٍ وناشط في انتهاكات حقوق الانسان للمشارق إن "الحوثيين سعوا لتدمير التعليم وإغلاق المدارس حتى تكون الفرصة متاحة بشكل أكبر في تجنيد الأطفال".
وكان وزير الشباب في حكومة للحوثيين، حسن زيد، قد دعا في 20 تشرين الأول/أكتوبر إلى وقف الدراسة لعام واحد ورفد الجبهات بالمعلمين والطلبة.
وقال برمان: "هناك رفض بشدة في أوساط المجتمع اليمني لعملية التجنيد الأطفال"، مشيراً إلى أن الحوثيين يستهدفون الأطفال لاستقطابهم بدون معرفة أولياء أمرهم.
وتابع برمان: "وقد رأينا أطفال مجندين دون سن العاشرة بينما القانون الدولي يجرم تجنيد الأطفال دون الـ 18".
وأشار برمان إلى أن الحوثيين يستغلون قلة وعي الأطفال للمخاطر المرتبطة بتجنيدهم ويخضعونهم لغسل دماغ ودورات تدريبية حول عقيدتهم.
ولفت إلى أن الحوثيين لجأوا إلى الاغراءات المالية لاقناع بعض الأهالي بإلحاق أطفالهم في صفوف الميليشيا.
ويقولون للأهالي إن "تجنيدهم [الأطفال] سيكون من اجل حراسة المنشآت المدنية او في النقاط العسكرية وفي نهاية المطاف يجدون انفسهم في الجبهات وفي مواجهة الموت".
كما تحدث برمان عن استخدام الحوثيين بعض أنواع الحبوب المخدرة التي تجعل من الأطفال "لا يخشون الموت وشجعان".
وأضاف برمان "الأسرى من الأطفال [المقاتلين] والذين ظل بعضهم يردد ما كان يتعلمه من الحوثيين من شعارات حتى 18 ساعة من اعتقاله".
"ولكن بعد زوال المادة المخدرة، يعود[الطفل] إلى رشده ويبدي ندمه"، وفق ما شرح.
اسلوب العصابات
من جانبه، قال ياسين التميمي الباحث السياسي في حديث للمشارق إن "الحوثيين يسلكون طريق العصابات والتنظيمات الإرهابية التي تعتمد على [تجنيد] الأطفال واليافعين".
وتعمل على إعادة تشكيل وعيهم وحملهم على الانخراط في أعمال القتل والإرهاب، وفق ما اشار.
وأضاف التميمي "فالميلشيا وهي تواجه انكسارات ميدانية، وتتكبد خسائر فادحة في المواجهات العسكرية. لذا بات الشباب الناضجون ينظرون إلى الانخراط في صفوفها على أنه مخاطرة كبيرة واستثمار خاسر على كافة المستويات".
ونتيجة لذلك، تركز الميليشيا على جهود تجنيد الأطفال وتستخدم الضغط والترغيب في إجبار القبائل على السماح لأطفالهم بالانضمام لصفوفها.
رشاد الشرعبي محلل وكاتب ساسي قال للمشارق "إن الحوثيين يجدون سهولة في جذب الأطفال وتجنيدهم وخدعاهم والزج بهم في جبهات القتال التي لا يستطيعون مغادرتها او الهروب منها".
حيث إن الحوثيين يمنعون تسرب هؤلاء الاطفال من جبهات القتال ويهددونهم بالقتل فيما ويتم ملاحقة البعض منهم إلى قراهم ومنازلهم.
وأضاف الشرعبي بالقول "اعرف أطفالاً من تعز تم اغراؤهم وخدعهم ونقلهم إلى مركز تدريبي في محافظة ذمار وخضعوا لعمليات غسل دماغ".
وأوضح أنه تمت مصادرة أجهزة التلفون الخاصة بهم ومنعوا من التواصل مع أسرهم أو اي معاريف لديهم.
وأشار الشرعبي إلى أن هناك المئات من الاطفال تم اسرهم من قبل القوات الحكومية، وهناك مئات الجثث التي تم العثور عليها وتعود لأطفال كانوا يقاتلون في صفوف المليشيا.
هذا بالإضافة إلى إشراك الأطفال المقاتلين في العروض العسكرية ونشرهم على نقاط التفتيش.
وختم قائلا إن "الحوثيين وصل بهم الحال إلى استخدامهم كأدوات استطلاع واكتشاف الألغام في العديد من الجبهات".