أعلن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري استقالته عبر شاشة محطة سعودية يوم السبت، 4 تشرين الثاني/نوفمبر، بعد عام واحد على تسوية سياسية أوصلت ميشال عون إلى سدّة الرئاسة والحريري إلى رئاسة الحكومة.
وقدّم الحريري استقالته بشكلٍ مفاجىء في كلمة وجهها إلى اللبنانيين عبر محطة العربية، وحمّل فيها بشدة على حزب الله، وكشف عن محاولةٍ لاغتياله.
وبحسب المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية اللبنانية، "ينتظر عون عودة الرئيس الحريري إلى بيروت للاطلاع منه على ملابسات استقالته".
ولم يتّضح متى سيغادر الحريري السعودية إلى لبنان، علماً أنه التقى الملك سلمان يوم الاثنين وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
في هذه الأثناء، أرجأ عون زيارة له كانت مقرّرة إلى الكويت.
واتصل بالأطراف المشاركة في الحكومة للتشاور معهم، مشدّداً على ضرورة الحفاظ على الاستقرار والهدوء والتمسّك بالوحدة الوطنية.
واجتمع أيضاً مع كبار مسؤولي الأمن القومي، بينهم قائد الجيش العماد جوزيف عون ووزير الدفاع يعقوب صراف ووزير العدل سليم جريصاتى.
خطاب متلفز
وفي كلمته التي وجهها إلى اللبنانيين، وصف الحريري اللحظات الراهنة بـ "اللحظات الحاسمة من تاريخ بلادنا والأمة العربية"، بسبب التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية اللبنانية.
واتهم حزب الله المدعوم من إيران بزرع الفتن والتطاول على سلطة الدولة، "وإنشاء دولة داخل الدولة، حتى أصبحت له الكلمة العليا والقول الفصل في شؤون لبنان واللبنانيين".
واتهم أيضاً إيران "بزرع الفتن والدمار والخراب في كل مكان تحلّ فيه، ويشهد على ذلك تدخلاتها في الشؤون الداخلية للبلدان العربية في لبنان وسوريا والعراق والبحرين واليمن".
وأضاف الحريري: "وضع ذلك لبنان ومعه أنتم أيها الشعب اللبناني العظيم في عين العاصفة، وجعلكم محل الإدانات الدولية والعقوبات الاقتصادية بسبب إيران وذراعها حزب الله".
وتابع: "أنا على يقين أن إرادة اللبنانيين أقوى، وعزيمتهم أصلب، وسيكونون قادرين برجالهم ونسائهم على التغلب على الوصاية عليهم من الداخل أو الخارج".
الخلفيات السياسية
وتعليقاً على استقالة الحريري، لفت عضو كتلة المستقبل معين المرعبي إلى أن "الحريري تحمّل من خلال التسوية السياسية ما لا يمكن لأحد ان يتحمّله"
وأضاف للمشارق: "ومع ذلك، لم يلاق حزب الله الحريري إلى منتصف الطريق بل واصل أمينه العام [حسن نصر الله] التهجّم على السعودية وعلى دول الخليج، متباهياً بقتاله في سوريا واليمن والعراق ومحاولة جرّ لبنان إلى المحور الإيراني".
وأكّد "أننا كنا نحاول الحفاظ على استقرار البلد، لكن حزب الله بات يشكل عبئاً على لبنان من خلال العقوبات الدولية وعبئاً على علاقة لبنان بالدول العربية".
وأشار إلى أنه "لا يمكن الاستمرار بقبول خطف استقلال لبنان وسيادته وجرّه الى [التحالف مع إيران]".
وكشف المرعبي أن "الحريري فكّر بالاستقالة عندما قال الرئيس الإيراني حسن روحاني عن عدم اتخاذ أي قرار في لبنان دون موافقة إيران وعدم صدور أي ردّ من حلفاء إيران في الداخل".
وأكّد "أنه فكّر بالاستقالة أيضاً عندما التقى وزيرا الخارجية اللبناني جبران باسيل والسوري وليد المعلّم"، على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر الماضي، ما أثار آنذاك انتقاداً عارماً من المسؤولين اللبنانيين الذين اعتبروا أن هذا الاجتماع يقوّض الوحدة الوطنية.
السعودية وإيران
وتزامنت استقالة الحريري أيضاً مع عدم رضى سعودي على التطورات في لبنان.
وكان وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان قد دعا مراراً اللبنانيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي "إلى حسم أمرهم والاختيار بين أن يكونوا مع الحزب الإرهابي أو ضده"، في إشارة إلى حزب الله.
واستغرب "صمت الحكومة عن ممارسات الحزب".
من ناحية أخرى، جاءت الاستقالة بعد زيارة مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي إلى لبنان.
وخلال هذه الزيارة، خطف ولايتي الانجاز الذي حققه الجيش اللبناني في الجرود الحدودية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، إذ قال" إن هذا الانتصار هو انتصار لنا"، مشيراً إلى إيران وحلفائها.
لبنان سيبقى على قيد الحياة
وأعرب رئيس التيار الوطني الحرّ ووزير الخارجية جبران باسيل عن "حزنه لاستقالة الحريري في وقت كان فيه آداء الحكومة في ذروته".
وأضاف "أن وحدة لبنان أكثر أهمية من أي شيء آخر، وسيتغلب لبنان على هذه الازمة كما حدث مع الأزمات الأخرى".
أما رئيس كتلة اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط فقال: "مهما كانت الصعوبات فإن التضحية من أجل الحدّ الأدنى من الوفاق والحوار يجب أن تكون الأساس من أجل لبنان، أما حياة المرء فمرهونة بالأقدار".
وهذه هي المرة الثانية التي تستقيل فيها حكومة الحريري، إذ سبق وسقطت حكومة الوحدة الوطنية في 11 كانون الثاني/يناير 2011 عندما استقال منها وزراء حزب الله وحلفاؤه.
اللبنانيون اوعى من ان تنطلي عليهم هذه الاكاذيب والسيناريوات المعدة في المطابخ السوداء،كل هذا الاهتمام الدولي بهذا البلد الصغيرالذي بالكاد يرى على خريطة العالم دليل على قوته وعظمة شعبه وقدرة مقاومته الشريفة والصادقة على تعطيل المشاريع والتسويات .محورنا انتصر في سوريا والعراق ولبنان لذلك لم يبق امام السعودية وحلفاؤها المهزومون الا المواجهة اقلها لحد الان بالسياسة عبر اجبار رئيس وزراءلبنان على الاستقالة ببيان واضح من صياغته انه ليس لبنانيا انما سبهانيا بأمتياز،فعلى من تضحكون ؟ فقط عبارة واحدة وردت في البيان وكانت صادقة ربما هي زلة لسان وهي وصفكم في البيان للشعب اللبناني بأنه شعب عظيم . وهو بلا شك كذلك . فالايام بيننا وسترون كم اننا شعب عظيم لاننا نرفض العبودية لغير الله تعالى ولا تخيفنا التهديدات والتهويلات فقد اعتدنا على مثلها ممن هم اقوى منكم، فنصرنا الله تعالى عليهم.تذكروا قوله تعالى : ان الملوك اذا دخلوا قرية جعلوا اعزة اهلها اذلة .)هذا ما تعانون منه انتم اليوم ولكنكم لا تستطيعون ان تعبروا عن ذلك لانكم ارتضيتم ان تكونوا احرارا امام الله تعالى وعبيدا امام ملوككم . والسلام
الرد2 تعليق
معني ان تكون الدولة حرة ذات سيادة هوان يكون قرارها نابعا منها ولا يمليه عليها احد اما اذا كان الامرغير ذلك فيكون المصير مثل مايحدث في لبنان فهي في مهب الريح تتنازعها قوي مختلفة السعودية من ناحية وحزب الله من ناحية اخري وماخفي كان اعظم
الرد2 تعليق