بدأت العلاقات بين أهالي عرسال واللاجئين السوريين تعود إلى طبيعتها منذ أن طُرد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) من المناطق الحدودية بين لبنان وسوريا، حسبما قال مسؤولون محليون للمشارق.
وأوضحوا أن وجود التنظيم أدى إلى تقويض الأمن وزعزعة الثقة بين الأهالي واللاجئين ما أجّج التوتر بينهم، مشيرين إلى أن مغادرة مقاتلي داعش للبنان في 27 آب/أغسطس حسّنت العلاقة بين الطرفين.
وفي حديث للمشارق، أكدّ رجل الأعمال حكم الفليطي، 25 عاماً وهو من عرسال، أن علاقته مع اللاجئ السوري صالح محمد، 23 عاماً، تعكس عودة العلاقات الطيبة بين اللاجئين والمجتمع المضيف.
وقال الفليطي "عشنا سنوات من الخوف، وكنّا نتحاشى الحديث مع الشباب اللاجئين خوفاً من أن يكونوا إرهابيين".
وأضاف أنه اليوم "اختفت المظاهر المسلّحة" والدراجات التي كانت تستخدم لزرع الرعب في البلدة.
وأشار إلى أن "عاد كل شيء إلى طبيعته. ومن بقي هم مدنيون نعيش معهم بسلام، ونأمل أن يدوم ذلك".
من جهته، قال محمد للمشارق "كنت في السابق أخاف التواجد في ساحات البلدة كي لا يظنّ أحد أنني إرهابي، وكان العديد من الأهالي يتحاشون التعاطي معي. أما اليوم، فأصبح لي أصدقاء في عرسال وهم يساعدونني لإيجاد عمل".
تحسن الأجواء
وفي السياق نفسه، اعتبر مدير مدرسة بناة المستقبل في مخيم المعلمين للاجئين بعرسال، اللاجئ السوري خالد رعد، أن "وضع اللاجئين أصبح أفضل بعد رحيل داعش وجبهة النصرة عن البلدة".
وأوضح للمشارق أن خلو عرسال ومخيماتها من المسلحين "جعل الوضع أكثر أماناً لنا كسوريين ولأبناء بلدة".
وكشف أن عدد اللاجئين الذين بقوا في عرسال يقدّر اليوم بـ 60 ألف وهم موزعون على 110 مخيماً، علماً أن عدداً قليلاً منهم يقيم في مساكن مستأجرة.
وأكّد أن المخيمات أصبحت اليوم "مضبوطة، إذ عمد مدير كل مخيم إلى وضع لوائح بأسماء اللاجئين ولم يعد هناك من أسماء وهمية أو مستعارة".
وأضاف "تحرّرنا من وجود داعش وجبهة النصرة بيننا ومن بقي من اللاجئين يريد العيش بسلام"، ذاكراً أن اللاجئين الذين بقوا "يريدون العيش في ظلّ احترام الجيش والمؤسسات الرسمية والقوانين اللبنانية".
وبحسب رعد، رُفعت طلبات إلى مديرية الأمن العام اللبناني لتسوية أوضاع الشباب السوريين لتصبح إقامتهم شرعية ونظامية، مما يسمح لهم بالعمل خارج البلدة.
وشدّد على أن من بقي في عرسال هم مدنيون يتطلعون لتلقي المساعدة من المنظمات الدولية التي حالت الجماعات المسلّحة دون وصولها إلى عرسال.
استقبال اللاجئين كضيوف
من جهتها، قالت نائب رئيس بلدية عرسال، ريما كرنبي، لديارنا إن اللاجئين السوريين الذين بقوا في البلدة هم "مدنيون احتضناهم سابقاً وما نزال".
وأضافت للمشارق أنه "بعد معركة فجر الجرود، أبشرت عرسال برؤية الإرهابيين يغادرون على دفعات".
وأكدت أن القلق والمخاوف الأمنية بدأت تتلاشى بمجرد مغادرتهم واستعادة الأهالي بلدتهم.
ووصفت كرنبي العلاقة الراهنة بين أهالي البلدة واللاجئين بأنها "طبيعية جداً"، مشيرة إلى أن "الطرفين تنفسا الصعداء" حين خرج المتطرّفون من المنطقة.
وأردفت أنه بعد دخول الجيش إلى عرسال وتسيير دورياته فيها، "ستباشر البلدية بإجراء تعداد للاجئين الذين بقوا فيها للتأكد من عددهم".
وأوضحت أن الهدف من ذلك هو إعادة تنظيم وجودهم في البلدة ومحيطها، مع إمكانية إيجاد أماكن خاصة لإقامتهم فيها إلى حين عودتهم إلى سوريا.
وختمت كرنبي مشيرة إلى أن اللاجئين "ما يزالون موزعين على 110 مخيماً، ومن غادروا منهم كانوا من أتباع داعش وجبهة النصرة".
كلام سليم خلصنا من الارهاب كلو.ونتمنى نضل اخوة ومتخابين ونلاقي شغل وبس
الرد1 تعليق