تقدم الامارات إضافة إلى الدعم العسكري الساعي لدعم الحكومة الشرعية في اليمن، دعما انسانيا لأهالي المناطق المحررة من الحوثيين (انصار الله).
وقال عبد الرقيب فتح وزير الادارة المحلية ورئيس اللجنة العليا للإغاثة إن المساعدات الاماراتية لها دور مهم في مساعدة اليمن والتخفيف من المعاناة الانسانية.
واضاف فتح في حديث لموقع المشارق "منذ الأيام الأولى لتحرير العاصمة المؤقتة عدن كان الدور الإغاثي البارز لفريق الهلال الأحمر الإماراتي".
حيث بدأ بعملية إغاثة متكاملة تميزت بالإغاثة العاجلة لكل مديريات عدن وفقا لبيانات إحصائية حددت الأسر الأكثر حاجة تم القيام بها عبر الفريق الميداني للهلال.
واشار فتح إلى أن "المرحلة الثانية من الدعم الاماراتي لليمن تمثلت في دعم اعادة تعافي الاقتصاد عبر دعم القطاعات الخدمية المختلفة مثل القطاع الصحي. وقطاع الكهرباء والمياه والتعليم".
وأضاف أن استهداف دعم القطاعات المختلفة كانت تنفذ بعد اللقاءات المباشرة مع مسؤولي تلك القطاعات مع الداعمين لمعرفة متطلباتها المختلفة.
واكد أن نشاط الهلال الأحمر لم ينحصر بعدن بل شمل بقية المحافظات الجنوبية بصورة منهجية وامتد إلى محافظتي مأرب والجوف شمالا.
ولفت إلى أن الدعم الاماراتي سيتوجه قريبا إلى محافظة الحديدة.
وقال فتح "هناك عملية إغاثة وإعادة اعمار متكاملة يتم تنفيذها في مديرية المخاء سوى من خلال الاغاثة العاجلة للسكان أو من خلال التنمية الاقتصادية".
وشرح بأن ذلك يشمل معالجة وضع محطة المخاء والمستشفى ومساعدة الأهالي في عملية إعادة الإعمار لمساكنهم، موضحا أن ذلك سيشكل نموذجا لما سيتم تنفيذه في محافظة الحديدة بعد عودتها للسلطة الشرعية.
مساعدات لـ 10 ملايين يمني
وكانت المساعدات الاماراتية استهدفت على فترة عامين نحو 10 مليون يمني منهم أربعة ملايين طفل خلال الفترة من نيسان/أبريل 2015 إلى آذار/مارس 2017 بقيمة بلغت نحو 7.3 مليارات درهم (2 مليار دولار).
ومن خلال هذا الدعم، فإن الامارات تؤكد الحرص على إرساء أسس ودعائم التنمية والأمن والاستقرار والسلام في اليمن، وفق ما ذكرته صحيفة البيان الاماراتية في 23 آذار/مارس.
وقالت الصحيفة إن فئات المساعدات الخارجية الإماراتية لليمن توزعت بين مساعدات تنموية وإنسانية وخيرية، حيث بلغت قيمة المساعدات الإنسانية العاجلة 1.97 مليار درهم (536 مليون دولار)، أي 26.9 في المائة من إجمالي مساعدات دولة الإمارات لليمن.
وطبقا للصحيفة، فقد شملت المساعدات الإنسانية توفير المعونات الغذائية، حيث تم إرسال أكثر من 172 ألف طن من المواد الغذائية - أي بمعدل 235.8 طناً من الغذاء يومياً، وإرسال أكثر من 111 طناً من الأدوية والمستلزمات الطبية وتوفير سيارات إسعاف وأجهزة طبية.
أما المساعدات التنموية التي تم تقديمها لليمن خلال هذه الفترة، فقد بلغت 5.3 مليارات درهم (1.45 مليار دولار)، وتوزعت على قطاعات عدة، حيث تم تخصيص 985.58 مليون درهم (268 مليون دولار) لدعم قطاع توليد الطاقة وإمدادها.
من جانب آخر، قال الباحث في الشؤون السياسية ياسين التميمي للمشارق إن المساعدات الاماراتية التنموية والإنسانية تأتي في سياق عملية أشمل تركز على مواجهة الإرهاب.
وأضاف أنه "على مدى العقود الماضية قدمت الإمارات مساعدات اقتصادية لليمن بمئات الملايين من الدولارات، إلى جانب المساعدات العينية التي كانت تقدم للحكومة بطريقة غير مباشرة، وذلك على هيئة شحنات قمح كبيرة".
وحول دور الهلال الاحمر الاماراتي قال إنه يقوم "بدور مهم في المحافظات المحررة، ويقوم بإيصال المساعدات الإغاثية والأدوية، كما يساهم في علاج العشرات من جرحى الحرب الجنوبيين، ويقوم بإعادة تأهيل المدارس والمرافق".
دعم للسلطة الشرعية
بدوره، قال رشاد الشرعبي الباحث في الشؤون السياسية للمشارق إن للامارات دورا كبيرا في دعم السلطة الشرعية في اليمن بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي.
وشدد على أن دعم الامارات لليمن ليس بجديد، "فسد مأرب كواحد من مفاخر اليمن اعيد بناؤه بتمويل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان".
وعن الدعم الحالي قال الشرعبي "حاليا تقدم الامارات قيادة وحكومة وشعبا الكثير من الدعم في سبيل استعادة الشرعية" التي تم الانقلاب عليها من قبل الحوثيين.
وأضاف: "تلعب الامارات دورا ايجابيا في بناء الجيش والأجهزة الامنية والعسكرية. المكلا شاهد على ذلك".
وأوضح أن دور الامارات في عملية اعادة الاعمار واضحة من خلال اعادة الاعمار وتأهيل للمدارس والمستشفيات والمراكز الصحية وغيرها من الخدمات في سقطرى وعدن و المخاء والمكلا وغيرها.