مجتمع

الهلال الأحمر الإماراتي يساعد في إحلال الاستقرار في اليمن

نبيل عبد الله التميمي من عدن

يمنيون يستلمون المساعدات الإنسانية التي وفرها الهلال الأحمر الإماراتي في مدينة مجيلس الساحلية جنوبي مدينة الحديدة في 6 حزيران/يونيو. [نبيل حسن/وكالة الصحافة الفرنسية]

يمنيون يستلمون المساعدات الإنسانية التي وفرها الهلال الأحمر الإماراتي في مدينة مجيلس الساحلية جنوبي مدينة الحديدة في 6 حزيران/يونيو. [نبيل حسن/وكالة الصحافة الفرنسية]

أكد مسؤولون يمينون للمشارق أن الهلال الأحمر الإماراتي شكّل مصدرا أساسيا لإحلال الاستقرار في المحافظات المحررة من الحوثيين (أنصار الله) المدعومين من إيران وتنظيم القاعدة، من خلال توفيره المساعدات الغذائية والإغاثية والتمويل.

وقالوا إن الهلال الأحمر دعم مجالات الصحة والتربية والبنى التحتية في هذه المحافظات، من خلال تقديم المساعدات بصورة مباشرة والعمل مع الهيئات المحلية.

وذكر فهمي باضاوي وكيل محافظة حضرموت لشؤون الشباب للمشارق أن "الهلال الأحمر الإماراتي يعد شريك التنمية الأول في حضرموت".

وأوضح أنه منذ طرد القاعدة من المحافظة في نيسان/أبريل 2016، لعب الهلال الأحمر دورا أساسيا في تأمين المساعدات الإنسانية والغذائية ودعم قطاعي الصحة والتربية وتحسين الخدمات.

وأضاف أن الهلال الأحمر موّل عملية حفر آبار المياه في المناطق الريفية وزوّد بعض المناطق بالمولدات الكهربائية، لافتا إلى أن هذا الدعم المهم أدى إلى "تحسين الظروف الحياتية".

كذلك، قام برعاية الزيجات الجماعية من أجل مساعدة الشباب ذوي الدخل المحدود والذين هم غير قادرين على تكبد تكاليفها.

وأكد باضاوي أن "دور التحالف العربي بقيادة السعودية كان فاعلا في جوانب تحرير [المناطق الخاضعة للحوثيين] كما هو فاعل في جوانب الإغاثة الإنسانية وتقديم المساعدات الإغاثية والغذائية، وخصوصا بعد إعصار لبانالذي ضرب المحافظة في تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

وكان الهلال الأحمر الإماراتي قد وزع أكثر من 25 ألف سلة غذائية ومواد أساسية على أهالي أحياء ومدن حضرموت المحررة خلال العام 2018، واستفاد منها أكثر من 175 ألف يمني، حسبما ذكرته وكالة أنباء الإمارات.

المساعدة في عودة النازحين

من جانبه، قال وليد القديمي وكيل محافظة الحديدة إن "تدخل دول التحالف العربي في اليمن ودعمها التنموي والإغاثي لاحقا أعاد الكثير من النازحين لمناطقهم في الساحل الغربي بعد تحريرها من ميليشيات الحوثي".

وأضاف القديمي في حديثه للمشارق أنه من خلال مبادرة "سقيا" الإماراتية التي تسعى إلى توفير مياه الشفة لخمسة ملايين شخص في البلدان التي تعاني من نقص في الموارد المائية، تمكن الهلال الأحمر من حفر 23 بئرا أرتوازيا في مناطق الساحل الغربي لليمن.

وأوضح أن الأبار توفر مياه الشرب للمناطق الممتدة من الخوخة إلى قرية المنظر، "وتعمل على تخفيف الأعباء والظروف الصعبة التي يعيشها أبناء هذه المناطق الساحلية".

وأكد أن "إسهامات الهلال الأحمر في قطاع التعليم في مناطق الساحل كان لها دور إيجابي في عودة كثير من الطلبة إلى فصولهم الدراسية".

ولفت إلى أن المنظمة أعادت فتح 15 مدرسة منذ بداية العام 2018 في مناطق الساحل الغربي بعد ترميمها وتزويدها بالأثاث والمستلزمات التعليمية.

ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية في 26 تشرين الثاني/نوفمبر أنه نتيجة لهذه الإجراءات، تمكن 12 ألف طالب كانوا قد توقفوا عن الدراسة لمدة 3 سنوات من العودة إلى المدرسة.

وأكد القديمي أن "جهود دول التحالف العربي ساهمت في عملية تحرير مناطق الساحل الغربي"، قائلا إن تواجدهم بعد ذلك من خلال وكالات الإغاثة والدعم التابعة لهم او المنظمات الدولية ساهم في "إعادة الاستقرار لهذه المناطق".

تمكين المرأة ودعم التربية

كذلك، قدم الهلال الأحمر الدعم لكلية التربية والنفط في محافظة شبوة، في إطار الدعم الموفر لقطاع التعليم العالي.

وقال محمد المطهري عميد كلية النفط إن "الهلال الأحمر الإماراتي قام ببناء قاعتين دراسيتين في [كلية النفط] وأنهى التشتت الذي كان يعانيه الطلبة عند ذهابهم إلى القاعات المستأجرة والتي كانت بعيدة عن الكلية".

وأشار المطهري ضمن حديثه للمشارق إلى أن الهلال الأحمر قدم أيضا أجهزة كمبيوتر محمولة، مضيفا أن كلية النفط رفعت لائحة جديدة باحتياجات مختبرات قسم النفط والجيولوجيا الهندسية.

وبدورها، قالت فاطمة فرج رئيس جمعية "تنمية المرأة" إن الهلال الأحمر يدعم تمكين المرأة في شبوة عبر "تقديم الدعم للجمعية في مجالات مختلفة".

وأوضحت للمشارق أن ذلك ساعد في دمج النساء في سوق العمل، من خلال تأمين التدريب اللازم لهن، مما يمكنهن من تأمين لقمة العيش لعائلاتهن.

وتابعت فرج أن "الهلال الأحمر قدم للجمعية معملا للكمبيوتر ومعملا للخياطة ومعملا لتصفيف الشعر ومشغلا للتدبير المنزلي".

وأكدت أن "الجمعية تقوم باستيعاب 20 متدربة في كل مجال شهريا، وبدأت بالدورة الأولى في المجالات الأربعة"، لافتة إلى أنها ستستمر بهذه الدورات في العام 2019.

وأشارت فرج إلى أن "هذه الدورات ستفتح الأبواب واسعة لتطوير قدرات المرأة وإكسابها مهارات جديدة تمكنها من اقتحام سوق العمل".

وأوضحت أن ذلك سيساعدها في كسب دخل مالي والتغلب على الظروف الاقتصادية التي يعشونها بسبب الحرب.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500