رحبت شخصيات سياسية وحقوقية بحرينية بالقرار الأخير لتصنيف رجل الدين البحريني المنفي والقيادي في تيار الوفاء مرتضى السندي على أنه "إرهابي عالمي".
وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد أعلنت قرارالتصنيف في 17 آذار/مارس.
وقالت الوزارة في بيان إن "إجراءات اليوم تأتي في أعقاب تصاعد هجمات المتشددين مؤخراً في البحرين، حيث وفرت لهم إيران الأسلحة والتمويل والتدريب".
وأضاف البيان أن "هذا القرار يمثل خطوة أخرى في جهودنا المتواصلة والرامية إلى التصويب بشدة على أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار والمتصلة بالإرهاب في المنطقة". وتابع: "سنستمر في الوقوف إلى جانب البحرين لمواجهة هذه التهديدات، في وقت نواصل فيه تشجيع الحكومة على التمييز بوضوح بين تصديها للميليشيات العنيفة واستجابتها للمعارضة السياسية السلمية".
وقال رجل الدين البحريني الشيخ عبد الله المقابي للمشارق، إن السندي تبنى العنف كمسار لعمل تيار الوفاء منذ نشأته.
وذكر أنه "بعد أحداث 2011، صرّح السندي علناً من مقره الدائم في مدينة قم الإيرانية، أنه سيقود التيار في مسار يهدف، بحسب قوله، إلى 'إسقاط النظام' و 'التحول إلى جمهورية'".
دعم إيراني مباشر
وأضاف المقابي أن تيار الوفاء مدعوم مالياً ولوجستياً بشكل مباشر من إيران وأنه اتخذ من مدينة قم الدينية مقرًا له، وهذا ما يفسر رفضه الشديد لأي حوار مع النظام البحريني.
وأشار إلى أن السندي يوفر الدعم المالي لأتباعه في البحرين من خلال تحويلات مالية تتم عن طريق شخصيات تقيم في دول خليجية.
وتابع أن "ممثلي التيار يسافرون من البحرين للقاء أولئك الأشخاص ويستلمون المبالغ منهم، ومن ثم يعودون لتمويل العمليات التخريبية الإرهابية في المملكة وتنفيذها".
ولفت إلى أن أنشطة تيار الوفاء الإرهابية تتضمن الدعم اللوجستي للعناصر داخل البحرين والتدريب السري الذي يتم في مركز ميداني بالعراق.
ونوه المقابي إلى أن إدراج مرتضى السندي على قائمة الإرهابيين العالميين يدل على وجود معلومات استخباراتية دقيقة ومثبتة حول ضلوعه في أعمال إرهابية ضد المملكة برعاية إيرانية.
وذكر أنه "لطالما جاهرت قيادات إيرانية علناً بدعمها كل أنشطة 'الثوريين' في البحرين".
بدوره، قال خبير الشؤون السياسية يوسف المشعل للمشارق، إن تصنيف السندي كإرهابي يجعل العالم بأسره يدرك النوايا الخبيثة التي يضمرها ضد البحرين.
وأضاف أن "السندي أنشئ قاعدة في إيران لبث سمومه ضد المملكة، ما يدل على استمرار إيران في تدخلاتها المشينة في شؤون البحرين الداخلية".
وتابع أن "السندي مثال حي على رجل الدين الذي استغل الدين لتحقيق مآرب سياسية ذات طابع إرهابي، ولجأ إلى إيران لتحويل طموحاته الإرهابية إلى واقع ملموس على أرض المملكة".
ولفت المشعل الى أن أنشطة السندي تحتم على الدولة مراقبة النشطاء الدينيين وخطباء المساجد ممن يرتبطون بتيارات أو جماعات سياسية.
طموحات إيران التوسعية
وذكر المشعل أن الدعم الإيراني المستمر لتيار الوفاء والسندي مرتبط ارتباطاً وثيقاً بطموحات طهران التوسعية في المنطقة.
من جانبه، قال سلمان ناصر رئيس مجموعة حقوقيون مستقلون البحرينية، إن تيار الوفاء يتحرك وفقاً لأجندة إيران بحكم ما تقدمه له من رعاية ودعم.
ولفت إلى أن القرار الأخير الذي صدر بحق السندي يثبت أنه ما يزال يرعى الأعمال الإرهابية ضد رجال الأمن البحرينيين ويعطل مصالح الدولة ويضلل الشباب للالتحاق بتياره تحت ذريعة ما يسمى "المقاومة" أو "الكفاح المسلح".
وأوضح أن "حجم التطرف الذي يستند إليه تيار الوفاء لاستهداف البحرين كبير ولا حدود له"، مسلطاً الضوء على "الدعم المستمر الذي يحصل عليه من إيران".
وأشار ناصر إلى أنه منذ هروب السندي إلى مدينة قم، قام بتأسيس خلية إرهابية في البحرين واعترف في أكثر من مناسبة بقيامه بإدارة الهجمات وتمويلها والتخطيط لها.
وأكد أن قرار السندي بالإقامة الدائمة في مدينة قم يدل على أن ايران هي الملاذ الآمن والبلد الحاضن لكل من يستهدف زعزعة أمن البحرين ودول الخليج واستقرارهم.
وتابع ناصر أن النظام الإيراني يتبنى كل هارب من العدالة البحرينية بمنحه كل الامتيازات الممكنة كالجنسية وجواز السفر.
وأردف أن ما يقوم به تيار الوفاء هو نشر الدمار الذي زرعت إيران بذوره للقيام بأعمال إرهابية لا حصر لها ضد البحرين.
وختم بالقول أن ذلك يتطلب فضح مخططات التيار وتقييد حريات الجناة إلى أن يتم القبض عليهم لتأخذ العدالة مجراها.