في ظل انعدام مواصلات منتظمة وغير مكلفة، استعاض العديد من اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري بالدراجات الهوائية كوسيلة للتنقل في أرجائه المترامية الأطراف.
وقال اللاجئون للمشارق، إن استخدام الدراجات الهوائية هو الحل الأمثل للتحرك ونقل أطفالهم للمدارس أو المراكز الصحية، وكذلك لقضاء حاجاتهم ونقل البضائع من وإلى الأسواق.
ويمتد مخيم الزعتري على مساحة 5.2 كيلومتر مربع من الأرض الصحراوية المحاذية للحدود مع سوريا ويقطن فيه نحو 80 ألف لاجئ.
وبحسب عبدالله الدرعاوي، وهو لاجئ سوري يسكن المخيم مع زوجته وأطفاله الأربعة، يوجد سيارات أجرة في المخيم ولكنها غير متوفرة دائما وتعريفاتها مرتفعة.
وأضاف في حديثه للمشارق أنه اضطر أحيانا عدة إلى حمل زوجته وأطفاله ونقلهم سيرا على الأقدام إلى المستشفى، مشيرا أن وسائل النقل غير متوفرة ليلا في المخيم.
وتابع الدرعاوي الذي يعمل كعامل نظافة في أحد وكالات الغوث الدولية، أن "تعرفة استخدام سيارة أجرة في المخيم تصل لنحو دينارين (2.80 دولار) على الأقل، وهذا مبلغ كبير لاسيما وأن الأغلبية العظمى من اللاجئين يعتمدون على المساعدات وحتى الذين يعملون يتقاضون أجرا منخفضا".
وبالنسبة للعديد من اللاجئين يعتبر اقتناء دراجة هوائية أمرا صعبا إذ تتراوح أسعارها بين 80 و150 دينار أردني (113 إلى 211 دولار).
وقال الدرعاوي إنه يتقاضى نحو 150 دينارا شهريا (113 دولارا) وتمكن من شراء دراجة هوائية بسعر 100 دينار (141 دولارا) بعد بضعة أشهر من الإدخار.
أما محمود زعبي، وهو لاجئ آخر في المخيم وله خمسة أطفال، فقال إنه اشترى دراجته بـ 120 دينار (169 دولارا) بعد أن أدخر طيلة خمسة أشهر.
وأضاف أنها "تساعدني على نقل أولادي إلى المدرسة وأخذهم إلى المستشفى والمراكز الصحية".
وأوضح زعبي للمشارق، أنه يستخدم الدراجة لنقل المياه من الخزانات الرئيسة للمنزل المتنقل الذي يعيش فيه، كما يستخدمها أحيانا أخرى لنقل المياه للآخرين أو لمساعدتهم في التنقل مقابل أجر بسيط.
وأكد أن التنقل في المخيم صعب جدا وبخاصة للمسنين، إذ أن الوصول إلى بعض الأماكن في المخيم سيرا على الأقدام يتطلب ساعة ونصف أو أكثر وغالباما تسجل الحرارة ارتفاعا كبيرا.
من جانبه، تحدث سامر يحيى للمشارق، وهو عامل في إحدى ورشات تصليح الدراجات الهوائية في المخيم، وقال إن الطلب على الدراجات مرتفع جدا لدى اللاجئين من كافة الأعمار.
وأضاف أن العديد من محلات وورشات تصليح الدراجات انتشرت في المخيم، مشيرا إلى أن بعض المحلات تقوم بتأجير الدراجات.
وتابع: "قبل أربع سنوات، كان عدد الدراجات قليلا جدا وكان عملنا غير مربح، ولكن الآن أصبحت الدراجات الهوائية منتشرة بشكل كبير والعمل مزدهر".
وختم قائلا: "الناس بحاجة للتنقل براحة وهذه أرخص وسيلة متوفرة في المخيم. الحياة هنا صعبة جدا والدراجات تساعد في حل المشاكل".