نقل

بعد انتظار طويل خطة إعمار مطار الموصل تنطلق وسط آمال باستعادة بريق المدينة

خالد الطائي

رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي يضع حجر الأساس لمشروع تأهيل مطار الموصل يوم 10 آب/أغسطس. [المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء]

رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي يضع حجر الأساس لمشروع تأهيل مطار الموصل يوم 10 آب/أغسطس. [المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء]

يأمل أهالي الموصل، الذين حرموا من استخدام المطار منذ سبع سنوات، أن تؤدي عملية إعادة إعمار المطار الوحيد بالمدينة إلى خلق فرص عمل وتسهيل السفر إلى عاصمة محافظة نينوى ومنها.

ودشن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي يوم 10 آب/أغسطس الجاري مشروع إعادة الإعمار الذي طار انتظاره، والذي يتوقع أن يستغرق 24 شهرا.

وكان المطارقد تعرض لأضرار جسيمة على يد تنظيم 'الدولة الإسلامية' (داعش) في عام 2015، أي قبل عامين من قيام القوات العراقية وقوات التحالف بتحرير الموصل، وظل منذ ذلك الحين غير مستخدم وفي حالة خراب.

وقال الكاظمي إن مشروع إعادة إعمار المطار "استراتيجي ومهم إذ يوفر فرص عمل ويعمل على تسهيل النقل وتيسير حياة المواطنين"، مضيفا أنه وفى بوعدهلأهالي الموصل.

محافظ نينوى نجم الجبوري يوقع يوم 9 آب/أغسطس عقد تأهيل مطار الموصل مع ممثلي شركتين تركيتين. [صفحة حكومة محافظة نينوى على الفيسبوك]

محافظ نينوى نجم الجبوري يوقع يوم 9 آب/أغسطس عقد تأهيل مطار الموصل مع ممثلي شركتين تركيتين. [صفحة حكومة محافظة نينوى على الفيسبوك]

وفي إطار مشروع لإزالة الألغام ممول من وزارة الخارجية الأميركية واستغرق إنجازه 18 شهرا، أزال العمال الألغام الأرضية وكميات كبيرة من الحطام من المطار وسلموه إلى حكومة المحافظة في عام 2019.

هذا وتتواصل مشاريع إعادة الإعمار في الموصل بوتيرة سريعة بعد سنوات من التعثر والتأخير، وذلك استجابة لمطالب بإعطاء الأولوية لاستعادة بريق المدينة التاريخية وتلبية احتياجات أهاليها.

وكانت الحكومة العراقية قد شكلت لجنة مركزية في آذار/مارس 2021 للإشراف على تنفيذ خطة تأهيل ضخمة للخدمات العمومية.

أموال إعادة الإعمار

وفي كانون الثاني/يناير 2021، وقعت سلطة الطيران المدني العراقية وائتلاف شركات (ADP-I) الفرنسية مذكرة تفاهم لإعمار مطار الموصل قرض بقيمة 300 مليون يورو من فرنسا.

ولاحقا، أعلنت لجنة إعمار الموصل تأجيل المشروع وإعادة توجيه القرض إلى مشروع جديد.

وقالت اللجنة إنه بموجب عقد مع شركات فرنسية، فإن أموال القرض الفرنسي ستوجه نحو إنشاء مشروع مطار جديد بمنطقة السحاجي غربي الموصل سيسمى مطار نينوى الدولي، يقع على مساحة 36 كيلومترا مربعا.

وتم في المقابل تخصيص 214 مليار دينار (146 مليون دولار) من أموال محافظة نينوى لصالح تنفيذ مشروع تأهيل مطار الموصل، بعد أن ألغت الخزانة العراقية إجراء تجميدها الذي اتخذته خلال سنوات الحرب على داعش.

ووقعت حكومة نينوى يوم 9 آب/أغسطس الجاري عقدا مع شركتين تركيتين، هما TAV للإنشاءات (وهي جزء من مجموعة (ADP وشركة 77 إنسات، لإنجاز أعمال التأهيل، حسبما ذكر محافظ نينوى نجم الجبوري.

وأكد أن الشركتين التركيتين "تمتلكان خبرة طويلة، وعملتا على إنشاء أكثر من 15 مطارا حول العالم".

بدوره، قال معاون محافظ نينوى رعد العباسي "نريد إكمال المطار في أقصر وقت ممكن (...) لأن محافظتنا بحاجة ماسة له ... بعد معاناة طويلة مع الإرهاب".

تحسينات في البنية التحتية للمطار

من جانبه، لفت رئيس لجنة إعمار الموصل عبد القادر الدخيل إلى أن المشروع سيخلق الكثير من الفرص لأهالي الموصل.

وقال إن المطار سيكون بمثابة "هوية المدينة"، مضيفا أن المشروع يتيح سهولة السفر لأغراض العلاج والسياحة للسكان، كما سيتيح حركة الاستثمار وريادة الأعمال ويخلق المزيد من الوظائف ويساعد في تنمية المدينة.

وأضاف أن المطار لن يعود إلى سابق عهده كمطار محلي، بل ستتم إضافة تحسينات عليه لتجهيزه للرحلات الدولية.

وأوضح مدير مطار الموصل حيدر محمد أنه سيتم توسعة مدرج المطار ليصل طوله إلى ثلاثة آلاف متر بهدف استيعاب طائرات أكبر، لا سيما تلك المخصصة للشحنات التجارية.

وأضاف "سيتم أيضا التوسع ببناء صالات أكثر لاستقبال وتوديع المسافرين ومرافق للشحن وإدخال أجهزة ومنظومات حديثة للاتصالات والملاحة والهبوط الآلي بمواصفات تطابق قوانين منظمة الطيران المدني الدولي".

وبيّن أن "الموصل تعد ثاني أكبر مدن العراق من حيث الكثافة السكانية ولا يمكن أن تكون حتى الآن بلا مطار".

وقال أحد سكان الموصل، مؤيد الحياني، إن الأهالي كانوا بانتظار البدء بتأهيل المطار بفارغ الصبر ويأملون أن يتم التسريع بخطط إعادة بناء المدينة.

وأكد "نحن سعداء بهذه الخطوة، لكن المهم الآن أن يمضي المشروع للأمام ولا يتعرقل لأي سبب".

وأردف "نأمل من الجميع ألا يبخلوا بأي مسعى لجعل هذا الحلم حقيقة".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500