تنشط منظمات عراقية وبدعم من مبادرة تعافي التابعة للوكالة الأميركية للتنمية الدولية في ترسيخ ركائز السلام داخل المجتمعات التي مزقها الإرهاب.
وقال ناشطون للمشارق إن المبادرة قد دعمت عدة مشاريع تهدف لتعضيد الشراكات وإعادة الاندماج بين السكان المحليين.
وأوضحوا أن الأنشطة الرياضية تأتي في مقدمة تلك المشروعات، حيث رعت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية مؤخرا عددا من الدورات الكروية، وهي الرياضة الأكثر شعبية بالعراق.
وقال مصعب سالم ذنون، وهو مسؤول أكاديمية الموصل ستي لمواهب كرة القدم، إن مبادرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية "تعافي" ساندت دورة كروية أطلقتها الأكاديمية خلال شهر رمضان.
وشارك 16 فريقا في الدورة التي أقيمت في الموصل في الفترة من 7 إلى 21 نيسان/أبريل، وهي أول دورة تقام في المدينة منذ طرد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في عام 2017.
وتنافس لاعبو كرة قدم مسلمون ومسيحيون وشبك وأيزيديون في الفرق المختلفة تحت شعار "الرياضة تجمعنا".
وأوضح ذنون أن اللاعبين ينحدرون من جميع مناطق نينوى.
وأضاف "كانت رسالة البطولة تدعو للتعايش والمحبة بين سكان نينوى، وقد تجسد ذلك بوضوح من خلال ما أظهره اللاعبون من تقارب وود مع نهاية كل مباراة".
وتابع "لقد نشأت بينهم صداقات قوية وتبادلوا أرقام الهواتف للتواصل مع بعضهم البعض وتنظيم مباريات خارج منافسات البطولة".
وأكد "كانت هناك حالة ارتياح وانسجام حتى بين جماهير تلك الفرق"، مشيرا إلى أنه يأمل أن تستمر الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في دعم هكذا بطولات في المستقبل، وأيضا بطولات أكبر، تقام في ملاعب مفتوحة.
الحفاظ على تراث العراق
وتحتضن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية أيضا مبادرات الشبان العراقيين للحفاظ على تراث مدنهم وهويتها التاريخية وتوطيد النسيج المجتمعي في المناطق المحررة.
ومن بين هذه المبادرات مشروع "تراث الموصل" الذي تأسس قبل عامين من قبل مجموعة من الشبان المعنيين بالإرث الحضاري للموصل.
وقال مؤسس المشروع أيوب ذنون للمشارق، إن مبادرة تعافي ساندت أفكارهم ومشروعاتهم للاهتمام بحفظ وتوثيق التراث الموصلي.
وأضاف أن آخر تلك المشروعات تأثيث قاعة البهو الملكي بمتحف الموصل الحضاري.
وفي إطار مشروع آخر، قام 50 متطوعا بتنظيف قلعة "باشطابيا" التاريخية بالموصل وتحويلها إلى مرفق سياحي.
وأشار ذنون إلى قيامهم وبالتعاون مع دائرة الآثار والتراث بتنظيم ندوات ومؤتمرات وجولات سياحية لطلاب المدارس والجامعات وأيضا صنّاع المحتوى على شبكات الانترنت.
والهدف هو التعريف بالمواقع الأثرية والامتداد الحضاري لمحافظة نينوى والعراق ككل.
ونوّه إلى أنهم يركزون في أنشطتهم على ترسيخ التنوع الإثني والديني باعتباره جزءا لا يتجزأ من الهوية التاريخية للعراقيين، وإظهار أن محاولات الإرهابيين نشر الكراهية والانقسامات بين السكان ذهبت أدراج الرياح.
الدعم الإغاثي والإنساني
وكان للوكالة الأميركية للتنمية الدولية اهتمام كبير بالمؤسسات التطوعية التي تعنى بخدمة المجتمعات المتضررة من الحرب على الإرهاب، بما في ذلك مؤسسة "تطوع معنا" للإغاثة.
وقال المدير التنفيذي لتلك المؤسسة، نظام الدين جاسم، إن مؤسسته التي تأسست عام 2016 وسجلت بشكل رسمي قبل أربع سنوات تضم نحو عشرة آلاف متطوع ينشطون في 13 محافظة عراقية.
وأوضح جاسم أن مبادرة تعافي ساعدت المؤسسة في تنفيذ برامج وحملات عديدة، أحدثها حملة "خلي مسواكك عراقي" (أي اشتر المنتجات العراقية).
وتضمنت الحملة، التي تهدف لدعم وتسويق المنتج الوطني، برامج توعية وتوزيع 50 ألف كيس للتسوق عليها شعار الحملة.
وأشار إلى أن أنشطة مؤسسته الأخرى تضمنت حملة "شتاء دافئ" التي جرى خلالها توزيع أغطية ووسائل تدفئة على نحو ألفي عائلة مهجرة في مخيمات النزوح بالأنبار.
وتلقى نحو ستة آلاف نازح في إقليم كردستان وأطراف نينوى مستلزمات إغاثية وحصصا غذائية مقدمة من متبرعين ومتطوعين.
وفي شهر رمضان، تم إطلاق الموسم الثالث من حملة "خير أهلنا" التي تتضمن توزيع سلال غذاء وتوفير فرص عمل للعوائل الفقيرة لتمكينها اقتصاديا.
وذكر جاسم أن المبادرة تأتي إلى جانب ترميم وبناء منازل لنساء أرامل وأيتام في مدينتي الصقلاوية وأبي غريب.
وأكد على جهود مؤسسته في إعادة الحياة للمدن المحررة ومساعدة سكانها على الاندماج والتأقلم في مناطقهم الأصلية.
وتضمنت الجهود رفع أنقاض وتأهيل 77 منزلا في نينوى وتجهيز 15 مدرسة بالأثاث المدرسي والقرطاسية.
ونظمت المؤسسة عدة ورش عمل للتوعية، منها حول أهمية التعلم وترشيد استهلاك الماء.