لندن - اتهمت مجموعة الدول السبع يوم الأربعاء، 5 أيار/مايو، الصين بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان وقمع الشخصيات المؤيدة للديمقراطية، وعبرت في الوقت عينه عن مخاوفها إزاء الاعتداء الروسي على أوكرانيا.
والتقى وزراء خارجية بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا واليابان في لندن في ظل قيود صارمة بسبب فيروس كورونا، وذلك في أول اجتماع مباشر للمجموعة في أكثر من عامين.
وفي بيان ختامي واسع النطاق بعد 3 أيام من الاجتماعات، حثوا طهران على إطلاق سراح المواطنين الأجانب وحاملي الجنسية المزدوجة الذين قالوا إنهم محتجزون بصورة تعسفية في السجون الإيرانية.
وقال الزعماء في البيان "نلتزم بالعمل معا ومع البلاد الشريكة وفي إطار النظام متعدد الأطراف وذلك لتشكيل مستقبل أنظف وأكثر حرية وعدالة وأمنا لكوكبنا".
وأضافوا "نحن عازمون على الاستمرار في العمل في القضايا والنتائج الملموسة معا وبالشراكة مع كثيرين آخرين".
مخاوف مرتبطة بسنجان
وقد خصص وزراء خارجية دول مجموعة السبع أشد انتقاداتهم للنظام الصيني، وحثوه على الامتثال لالتزاماته بموجب القانون الدولي والوطني.
وأعربوا عن "قلقهم الشديد" حيال انتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان بحق أقلية الأويغور المسلمة في إقليم سنجان وفي التبت، وطالبوا بوقف استهداف المتظاهرين الحقوقيين في هونغ كونغ.
لكنهم أبقوا على الباب مفتوحا أمام التعاون المستقبلي مع بكين، مضيفين "نبحث عن فرص للعمل مع الصين في تعزيز السلام والأمن والازدهار الإقليمي والعالمي".
يذكر أن التوترات تتصاعد مع البلاد الغربية والانتقاد الدولي يتزايد بشأن الوضع في سنجان، حيث تقدر المنظمات الحقوقية أن مليون شخص على الأقل من أقلية الأويغور وغيرها من الأقليات ذات الأغلبية المسلمة قد تم احتجازهم في معسكرات.
ويقال إن السلطات في المنطقة قد قامت بتعقيم النساء قسرا وإنها فرضت السخرة.
ومنذ ذلك الحين، اتهمت الولايات المتحدة الصين بارتكاب الإبادة الجماعية، كما وافق أعضاء البرلمان البريطاني الشهر الماضي على طلب برلماني رمزي يعلن أن مسلمي الأويغور في الصين "يتعرضون لجرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية".
ولكن شجبت الصين الانتقادات الموجهة لها في ما يتعلق بسنجان.
ومنذ ذلك الحين، كثفت البلاد من حملاتها الدعائية، وأصدرت حتى فيلما موسيقيا صُور في سنجان وتعرض للسخرية الشديدة كما عقدت العشرات من الإفادات الصحافية حول الموضوع. كما أصدرت محطة سي.جي.تي.إن المملوكة للدولة فيلما وثائقيا يتكون من 4 أجزاء ويهدف لتبرير سياسات الحكومة في المنطقة.
سلوك روسيا ʼالمزعزع للاستقرارʻ
كما خص زعماء مجموعة السبع روسيا في ما وصفوه بأنه "سلوك غير مسؤول ومزعزع للاستقرار"، وذلك بحشد القوات على الحدود الأوكرانية و"الأنشطة السيبرانية الخبيثة" وحملات المعلومات المضللة والنشاط الاستخباري الخبيث.
وقال مسؤولو مجموعة السبع "نحن... سنستمر في تعزيز قدراتنا الجماعية وقدرات شركائنا للتعامل مع السلوك الروسي وردعه لأنه يهدد النظام الدولي القائم على أساس القواعد".
وأثناء زيارة لأوكرانيا يوم الخميس، دعا وزير الخارجية الأميركية أنطوني بلينكين روسيا للتوقف عن "أفعالها الطائشة والعدائية" ضد أوكرانيا، قائلا إن موسكو قد احتفظت "بقوات كبيرة" بالقرب من الحدود.
كما أعلن بلينكين على هامش الاجتماعات أن مجموعة السبع قد جددت دعمها للتوصل لحل سياسي للصراع السوري المستمر منذ عقد من الزمان، بحسب ما أوردت صحيفة الشرق الأوسط.
وكتب في تغريدة يوم الثلاثاء "لقد أعدت أنا ونظرائي في مجموعة السبع التأكيد على التزامنا بالتوصل لحل سياسي لإنهاء الصراع في سوريا ودعمنا لإعادة تفويض آلية الأمم المتحدة للمساعدة عبر الحدود. سنستمر في العمل من أجل التقدم بكافة جوانب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 وإنهاء معاناة السوريين".