قال خبراء عراقيون لديارنا إن أي انتقام عسكري من قبل النظام الإيراني عقب مقتل قائد إيراني بارز في ضربة أميركية بطائرة مسيرة سيؤدي إلى تصعيد خطير في التوترات بين البلدين من شأنه أن يكلف إيران كثيرًا.
وأضافوا أن النظام ليس لديه أية خيارات غير الامتناع عن الانتقام وإنهاء الدعم الذي يقدمه لأذرعه في المنطقة والتفاوض مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي.
وفي يوم الأحد، صرح حسين دهقان المستشار العسكري للمرشد الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي لوكالة سي إن إن أن الرد على الضربة الأميركية التي أسفرت عن مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني سيكون عسكريًا.
وأضاف في تصريحه للوكالة أن "الرد سيكون عسكريًا بالتأكيد ضد مواقع عسكرية".
وكان خامنئي نفسه قد توعد "بانتقام شديد" بعد الهجوم الأميركي يوم الجمعة.
في المقابل، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إنه من المحتمل أن تحاول إيران مهاجمة القوات الأميركية.
وذكر في حديث لوكالة فوكس نيوز في تعليقات نشرت يوم الأحد "نعتقد أنه يوجد احتمال فعلي في أن ترتكب إيران خطأ وتقرر استهداف قواتنا العسكرية في العراق أو الجنود في شمال شرق سوريا. لكن هذا سيكون خطأ كبيرًا إذا أقدمت إيران عليه".
يذكر أن الولايات المتحدة لديها حوالي 60 ألف جندي في المنطقة، منهم حوالي 5200 في العراق. وكانت واشنطن قد أصدرت أوامر لآلاف الجنود بالتوجه إلى منطقة الشرق الأوسط يوم الجمعة عقب مقتل سليماني.
وأكد بومبيو "نحن نستعد لكافة أنواع الردود المخلتفة"، بما فيها هجمات سيبرانية.
من جانبه، حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم السبت من أن الولايات المتحدة ستستهدف 52 موقعًا في إيران وستضربها "بسرعة وقوة شديدتين" إذا هاجمت إيران أي أميركيين أو أصول أميركية.
وقال ترامب إن الولايات المتحدة قتلت سليماني لأنه كان يخطط لهجوم "وشيك" على أميركيين في بغداد، وإنه كان ينبغي أن يقتل "منذ سنوات عديدة مضت".
كما قال وزير الخارجية بومبيو يوم الجمعة إنه [سليماني] "كان يخطط بنشاط في المنطقة للقيام بعمل ما، أعني عملًا كبيرًا من شأنه أن يعرض حياة مئات، إن لم يكن آلاف، الأميركيين للخطر".
ووصف بومبيو مؤامرة سليماني قائلًا "نعرف أنها كانت وشيكة جدًا. وهذا تقييم قائم على أساس معلومات استخبارية، وهو ما دفع عملية اتخاذ القرار لدينا".
خطاب إيران يخفي الواقع
وكانت إيران قد تآمرت لشن هجمات ضد مواقع أميركية في العراق في نفس الوقت الذي حاولت فيه الترويج للمجتمع الدولي لخطة "إنقاذ المنطقة من حافة الخراب"، بحسب وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف.
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قد أعلن الخطة، التي تسمى "مبادرة هرمز للسلام" في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر أيلول/سبتمبر، داعيًا دول الخليج، بما فيها المملكة العربية السعودية، للانضمام لها.
وفي مقال نشر يوم 10 تشرين الأول/أكتوبر في صحيفة الرأي الكويتية اليومية، قال ظريف إن المبادرة توفر فرصة "للأمن الموسع" والتعاون بين إيران والمملكة العربية السعودية والعراق وعمان والإمارات العربية المتحدة والكويت وقطر والبحرين.
وأضاف ظريف أن التعاون يمكن أن يشمل مجالات مثل اتفاقية عدم اعتداء ومحاربة الإرهاب والأمن السيبراني والطاقة وحرية الملاحة.
وكتب ظريف في المقال أنه "من أجل إنقاذ المنطقة من حافة الخراب، نشعر بضرورة تحقيق خطاب جديد أكثر من أي وقت مضى".
من جانبه، قال عضو مجلس النواب السابق بالعراق مثال الآلوسي إنه على الرغم من دعوة إيران العلنية للسلام والاستقرار في المنطقة، فإنها قد أمدت الميليشيات العراقية ووكلائها الآخرين بالمنطقة بصواريخ بالستية قصيرة المدى وأسلحة خفيفة.
وأضاف في حديث لديارنا أن إيران خططت "للإيعاز لهؤلاء الوكلاء بشن الهجمات الصاروخية على القوات الأمريكية والدولية التي تعمل في العراق بطلب من الحكومة العراقية".
وتابع أنه على عناصر الميليشيات العراقيين المتحالفين مع النظام الإيراني من أجل مكاسب مالية "التيقن تمامًا أن ذلك النظام يذهب بهم للهاوية ويريد استخدام العراق كساحة حرب مفتوحة ومدمرة للعراقيين وحدهم".
العقوبات والاقتصاد السيئ يضعفان النظام
بدوره، قال الخبير الاستراتيجي علاء النشوع لديارنا إن الاقتصاد الإيراني متدهور جراء العقوبات وأن النظام يشعر بالضغط الناتج عن ذلك.
وأضاف أن الشعب الإيراني يدفع ثمنًا باهظًا في صورة معدلات بطالة مرتفعة وفقر متفش، وأنه نتيجة لذلك، فإن النظام نفسه مهدد من غضب الشارع الإيراني الناقم على سياساته التي تتسبب في معاناة يومية للإيرانيين.
وأوضح النشوع أن النظام ونتيجة خوفه من "السقوط الحتمي" لن يفكر بالدخول في حرب مباشرة مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، حيث أنه أضعف بكثير من اللجوء إلى هذا الخيار.
وتابع أن النظام الإيراني "يدرك جيدًا مدى التفوق العسكري الأمريكي"، وأن رد الولايات المتحدة على أي عدوان على خلفية مقتل سليماني "سيكون قاسيًا للغاية وقد يكلفه ثمنًا غاليًا".
ويرى النشوع أنه على إيران الانصياع لطلبات وقف التصعيد والجلوس على طاولة المفاوضات، فضلًا عن إظهار التزامها بحسن النية عن طريق "إيقاف دعمها للميليشيات وتدخلاتها المهددة لأمن جيرانها ولسلامة الملاحة في المياه الإقليمية".
القوات الأميركية تعزز أمن العراق
وقال الآلوسي إن "إيران دولة مارقة، وفي حال لجأت إلى التصعيد، فحتمًا لن تحارب سوى من خلال وكلائها الخارجيين"، حيث أن النظام لن يعرض القوات الإيرانية أو موارد بلاده للخطر في مثل هذه الحرب.
وتابع أن على المجتمع الدولي معاقبة النظام الإيراني على أي سلوك عدواني يتخذه سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.
وذكر "ومثلما استطاعت الولايات المتحدة قتل سليماني وافشال مخططاته الإرهابية في العراق، سنكون سعداء بأي إجراء تتخذه الإدارة الأمريكية مع دول العالم للحد من هيمنة النظام الإيراني ونفوذه".
وشدد الآلوسي على أن القوات الأمريكية موجودة في العراق لتعزيز قدرات قوات الأمن العراقية في مكافحة الإرهاب.
وأكد أن الشراكة بين العراق والولايات المتحدة تأتي في إطار اتفاق ينظم هذه العلاقة ووجود القوات الأمريكية.
واختتم قائلًا إن "القوات الأميركية مرحب بها لأن العراقيين بحاجة لدعمها في مجابهة الإرهاب والمحافظة على سيادة واستقلال بلادهم من أية تدخلات خارجية".
وكأن الآلوسي تناسى بأن سبب دمار العراق هو الاشتياح الامريكي لهم وهو يعتبر الآن بأن الامريكي حمامة السلام
الرد1 تعليق