حذر المدير العام الجديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء، 3 كانون الأول/ديسمبر، من ترهيب مفتشي الوكالة بعدما قامت إيران بسحب اعتماد مفتشة تابعة لها بسبب حادث في منشأة ذرية.
حيث قال المدير العام للوكالة رافايل غروسي "لا نريد أن نقوم بشيء غير متناسب، لكن هذا أمر خطير".
وأضاف "أقف خلف مفتشي الوكالة الذين يقومون بعمل هام جدًا، ولا ينبغي أن يتم ترهيبهم ... بأية طريقة كانت".
إيران تسحب الاعتماد
وكانت إيران قد أكدت الشهر الماضي أنها سحبت اعتماد إحدى مفتشات الوكالة في شهر تشرين الأول/أكتوبر بعدما زعمت أنها تسببت في إطلاق إنذار أمني، يستخدم في كشف المتفجرات، في بوابة الدخول إلى محطة نطنز لتخصيب اليورانيوم.
وقد تم منع المفتشة من مغادرة إيران مؤقتًا، وهو الأمر الذي وصفته الوكالة التي يقع مقرها في فيينا بأنه "غير مقبول".
وقالت الوكالة إنه "لا يوجد مؤشر يؤكد" الزعم بأنها كانت تحمل مادة متفجرة.
وقال غروسي إن الوكالة وإيران "لم يتوصلا إلى تفاهم مشترك" حول وقائع ما حدث في الحادث.
يذكر أن مفتشي الوكالة يراقبون تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه عام 2015 حول برنامج إيران النووي، الذي يعرف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA).
وأضاف غروسي، الذي بدأ عمله كمدير عام للوكالة يوم الثلاثاء، أنه "يجب ألا تتدخل الدول في عمل مفتشينا، وهذه هي الرسالة التي قمنا بإيصالها إلى زملائنا الإيرانيين".
وأوضح أنه من المهم أن يعرف المفتشون أنه من وجهة نظر الوكالة، فإنهم "سيحصلون دائمًا على الدعم ولن يُتركوا بمفردهم أبدًا، وإلا فإن الصرح الكامل للمفتشين الدوليين سينهار ويسقط".
وذكر غروسي أن برنامج إيران النووي هو أحد الأولويات التي سيتعامل معها "على الفور"، وأضاف أنه سيلتقي مسؤولين إيرانيين سيزورون فيينا في وقت لاحق من هذا الأسبوع لحضور اجتماع مع الأطراف المتبقية في اتفاق JCPOA.
جزيئات يورانيوم غير مفسرة
من جانبه، حذر رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني يوم الأحد أن طهران "ستضطر لإعادة التفكير جديًا في بعض التزاماتها" تجاه الوكالة إذا قامت الأطراف الأوروبية في اتفاق JCPOA بتفعيل آلية نزاع يمكن أن تؤدي إلى فرض عقوبات.
إلا أن غروسي قال إنه في حين أن الوكالة "أبدت اهتمامًا" بمثل هذه التصريحات، فإنها "لا تعني أنها تؤثر بطريقة مباشرة على عملنا"، وإنه لم يتم تلقي مثل هذا الأمر من إيران مباشرة.
وأضاف غروسي أن مثل هذه التعليقات تأتي "في إطار سجال سياسي بين إيران ودول أخرى، ولا شأن لنا به".
هذا، وكانت الوكالة تطلب من إيران طيلة أشهر أن تفسر وجود جزئيات يورانيوم في موقع غير معلن عنه، يعتقد أنه مكان ما في حي تورقوزآباد في طهران.
ونوه غروسي أن الوكالة لم تتلق بعد "تفسيرا مرضيا"، مضيفا أنه في حين أن الوكالة لم تحدد أية مواعيد نهائية، فإن "أي أحد يتعامل مع هذا الأمر على محمل الجدية لن يسمح له أبدًا أن يتواصل إلى ما لا نهاية".