رجح محللون وباحثون أن مقتل زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وعملية استبداله المفاجئة بشخص غير معروف جدا، سيضعفان فرع التنظيم في اليمن إلى حد أكبر.
وقد فجّر البغدادي نفسه في نفق تحت الأرض مع ولديه اللذين بدا أن عمرهما لم يتجاوز الـ 12 سنة في 27 تشرين الأول/أكتوبر، وذلك خلال مداهمة نفذتها القوات الأميركية الخاصة في محافظة إدلب السورية.
وفي هذا الإطار، قال عبد السلام محمد مدير مركز أبعاد للدراسات والبحوث الاستراتيجية في حديث للمشارق إن "داعش في اليمن كانت تعيش مرحلة ضعف كبيرة، خصوصا بعد دخولها مواجهات مع تنظيم القاعدة".
وأضاف أنه من الواضح اليوم أن مقتل البغدادي سيسرّع تفكك التنظيم.
معارك شرسة مع القاعدة
وتابع محمد أن فرع داعش في اليمن له عدة ملامح خاصة به.
وأوضح أنه تأسس على يد قيادات من الطبقة الوسطى كانت تابعة سابقا للقاعدة، لافتا إلى أن العديد من هذه القيادات التحقت في وقت لاحق بتنظيم القاعدة وحاربت داعش.
يُذكر أن معارك شرسة دارت بين التنظيمين المتطرفين المتخاصمين، لا سيما في ناحية قيفة في البيضاء، حيث بسطت القاعدة سيطرتها.
وأثارت عملية الإعدام الوحشية لـ 4 شبان يمنيين في المنطقة نفسها، موجة غضب عارمة وقضت على أي دعم شعبي كان تنظيم داعش يحصل عليه سابقا.
وقال محمد إنه بالإضافة إلى تعرضها للطغيان والهجوم من قبل القاعدة التي لها قاعدة دعم أكبر في شبه جزيرة العرب، "أغلق مقتل زعيم داعش فرص حصول [فرع اليمن] على الدعم والتمويل".
وأشار إلى أنه من المتوقع أن يساهم الشك المرتبط بالقيادة الجديدة ونقص التمويل في إضعاف داعش بصورة أكبر، علما أن التنظيم لم يتمكن يوما من إنشاء مكانة ثابتة وناجحة له في اليمن، وبالتالي لم يتمكن من التوسع فيها.
ولفت إلى أن ذلك يمكن أن يكون سببه "عملية الاستنزاف التي لحقت بداعش مع بداية تأسيسها في اليمن قبل أي إنجاز على الأرض، بعد دخولها في مواجهات مع القاعدة".
وتوقع قائلا "انهارت داعش في المنطقة، وهذا سيكون مصيرها في اليمن".
عوامل تضعف داعش بشكل أكبر
من جانبه، قال الباحث في شؤون الجماعات المسلحة نبيل البكيري إن مقتل البغدادي والفوضى والاقتتال الذي ستتسبب به بلا شك تسمية خلف له "سيحبط القيادات التي تسعى لتفعيل دور التنظيم خصوصا في اليمن".
وأضاف أن العديد من الجماعات المتطرفة ستنهار بمجرد مقتل زعيمها المؤسس الذي يختزل كل قوة وخطط التنظيم، "بالرغم من تظاهر هذه الجماعات بوجود هيئة تنظيمية".
وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي فيصل أحمد للمشارق إنه في غالبية الجماعات المتطرفة، "يكون الولاء للزعيم المؤسس وبعد مقتله تبدأ الصراعات الداخلية بين قياداته والانشقاقات في صفوفه".
وأكد "هذا سيكون مصير فرع داعش في اليمن".
وذكر أن "إعلان تعيين خليفة للبغدادي لن يؤدي إلا إلى مزيد من الانشقاقات وبناء تحالفات في صفوف قيادات الصف الأول في فروع التنظيم، وخصوصا في اليمن".
ولفت إلى أن فرع داعش في اليمن "هو في صراع مع القاعدة ولا يملك حاضنة مجتمعية".
وتابع أن العملية العسكرية التي رمت إلى القضاء على البغدادي "تعزز مصداقية الحرب ضد الإرهاب".
وأضاف أحمد أن هذا يشكل ضربة كبيرة لمعنويات قيادات وعناصر التنظيم، "خصوصا بعد سلسلة الهزائم التي مني بها في العراق وسوريا" وانشقاق العديد من العناصر عن التنظيم.