رأى خبراء أن الحرب الكلامية المستمرة بين تنظيمي القاعدة و"الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش)، دليل على عمق الهوة بين هذين التنظيمين اللذين يسعيان لإضعاف بعضهما بعنف أكبر.
وفي حين يواجه التنظيمان على حد سواء تحديات خارجية واقتتالا داخليا وصعوبات في التجنيد وبقاء العناصر، يعمد زعيما التنظيمين إلى استغلال أي فرصة للانقضاض على الآخر وتشويه صورته، بحسب ما أفاد الخبراء للمشارق.
وقالوا إن رسالة زعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري الأخيرة، الموجهة لتنظيم داعش وزعيمه، استمرار لهذا التراشق الكلامي.
وقد حاول الظواهري في الرسالة التي نشرت على الانترنت في 5 كانون الثاني/يناير استغلال الأوضاع الصعبة التي تمر بها داعش لاستقطاب المقاتلين من عناصرها للانضمام إلى صفوف القاعدة.
وتأتي هذه الخطوة بعد أن كثرت في الآونة الاخيرة اخبار عن انشقاقات وخلافات بين عناصر داعش خصوصا في سوريا.
واتهم الظواهري في رسالته، زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي بـ"الكذب" و"الافتراء" على القاعدة لتشويه صورتها، وندد بعناصر داعش الذين يدعمون تلك الأفعال.
واشتكى الظواهري من أن البغدادي زعم أن القاعدة ترفض الهجمات الطائفية ضد الشيعة وأنها مستعدة للتعاون مع الزعماء المسيحيين.
وقال الظواهري إن "الكذابين يصرون على كذبهم لدرجة أنهم زعموا أننا لا نكّفر الشيعة".
عداوة شرسة
اللواء المتقاعد في الجيش المصري وائل عبد المطلب، المتخصص بشؤون المنظمات الإرهابية، قال إن "رسالة زعيم تنظيم القاعدة الجديدة والتي خصصها للهجوم المباشر على تنظيم داعش وزعيمه ابو البكر البغدادي، تؤكد مرة جديدة على عمق الانقسام الحاصل بين التنظيمين وشراسة المعركة الدائرة بينهما".
وأضاف للمشارق أن الخلاف بين التنظيمين ظهر إلى العلن منذ ظهور تنظيم داعش تقريبا وخروجه عن سيطرة تنظيم القاعدة.
ولفت عبد المطلب إلى "أنه من الواضح أن الظواهري يستغل الضغوط التي يتعرض لها تنظيم داعش بعد الحرب الدولية الموجهة ضده في العراق وسوريا".
وأضاف أن الظواهري يحاول "سرقة" العناصر من تنظيم داعش، وبالتالي تبني "خلافة" البغدادي بعد أن كثرت في الآونة الاخيرة أخبار فرار عناصر داعش من مناطق سيطرة التنظيم أو اولئك الذين ينشقون ويلتحقون بتنظيمات جهادية أخرى.
ومن بين تلك التنظيمات فرع القاعدة، جبهة النصرة التي أصبحت معروفة باسم تنظيم جبهة فتح الشام.
وسعى الظواهري في رسالته إلى التشديد على "الثوابت التي سار عليها تنظيم القاعدة منذ نشأته إلى الآن، والمتمثلة بمحاربة الدول الغربية والانظمة العربية الرافضة للفكر المتطرف"، وفق ما ذكر عبد المطلب.
ولفت عبد المطلب إلى أن "مجمل كلامه يبدو وكأنه موجه لعناصر تنظيم داعش وباقي الفصائل الجهادية التي خرجت عن سيطرة القاعدة في الفترة الاخيرة والتي تنتشر بشكل خاص في سوريا".
تأجيج الصراع الطائفي
الباحث السياسي الدكتور عبد النبي بكار، وهو أستاذ في جامعة الأزهر كلية الشريعة والقانون، قال إن "كلام الظواهري الأخير من شأنه أن يعيد التوتر الطائفي بين السنة والشيعة إلى الواجهة مجددا وبشكل كبير خصوصا في سوريا والعراق".
وأضاف للمشارق أنه في الفترة الأخيرة ابتعد تنظيم القاعدة نوعا ما عن مهاجمة المدنيين ليس بسبب تراجعه عن استهداف المدنيين كما يزعم، بل بسبب الاجراءات الأمنية المشددة في العراق والمعارك الدائرة ضد داعش مما يصعب عليه تنفيذ هجمات ارهابية.
واضاف بكار أنه من الممكن استخلاص العديد من الرسائل غير مباشرة التي تم توجيهها برسالة ايمن الظواهري الاخيرة، خصوصا ما يتعلق بعلاقة تنظيم القاعدة بجبهة النصرة.
وذلك من خلال قوله إن مهاجمة اعضاء التحالف الدولي تبقى أولوية لكن مع "مراعاة ظروف كل ساحة جهادية بما يحقق مصالح الجهاد"، أي أنه يعطي ذريعة لجبهة النصرة بتغيير سياساتها.
ويتيح لجبهة النصرة أيضا تبريرات ضمنية، طبقا للظروف السياسية والعسكرية المحيطة به، حفاظا على التواجد ومناطق السيطرة، وفق بكار.
حمام من الدماء في الأفق
من ناحيته، حذر المحلل العسكري اللواء المتقاعد في الجيش المصري، عبد الكريم احمد، من أعمال عنف محتملة نتيجة رسالة الظواهري بين مناصرين القاعدة وداعش وتنظيمات أخرى تعتنق الفكر المتطرف.
وأشار للمشارق إلى أن هذه "الدعوة قد تدفع كلا التنظيمين ومناصريهما للقيام بعمليات ارهابية حول العالم، بمحاولة كل منهما اثبات الوجود اكثر من الآخر، وتبني الخلافة المزعومة".
وأضاف الأمر الذي قد يوقع "حماما من الدماء".
وقال إن المنافسة بين القاعدة وداعش ستكون "على رفع راية الجهاد"، وسيتقرر بعد تحديد أي تنظيم قتل العدد الأكبر من "الكفار" في سعيه لأرساء الخلافة.
وتابع "من الواضح أن تنظيم داعش سحب هذه الراية من القاعدة منذ ظهوره، وها هو تنظيم القاعدة يحاول مجددا رفع الراية مستغلا الاوضاع التي تمر بها داعش".
واشار احمد إلى أن الاساليب المتبعة في العمليات الارهابية لدى كلا التنظيمين حول العالم تتشابه، وبالتالي فإن هذه المنافسة "تحتاج إلى تكثيف الجهود الدولية لمكافحة الارهاب، وبشكل خاص العمل الاستخبراتي لافشال أي محاولة للقيام بأي عمل ارهابي".
داعش مجرد لعبة في المنطقة ولا يستطيع إلا أشخاص قليلون في العالم أن يفهموها. لكن هذه اللعبة بلغت مراحلها النهائية.
الرد9 تعليق
هذا مشوق جدًا.
الرد9 تعليق
كان رائعًا
الرد9 تعليق
يتفق كل المسلمين على أن تلك البلدان ستحقق السلام مع بعضها البعض إذا كان بوسعها أن تفعل ذلك. لكن توجد بعض الأيادي التي تختبئ خلف الستار والتي لا تسمح بحدوث ذلك. على أمل الظهور المُعَجّل لسيدنا، إمام الزمان، المهدي (الله يعجل بظهوره الكريم)
الرد9 تعليق
فظائع إرهابية يرتكبها بشر متوحشون يطيعون إبليس.
الرد9 تعليق
إنه ممتاز!
الرد9 تعليق
لا أريد أن تكون لي أية علاقة بالسياسة.
الرد9 تعليق
الحمدلله علی نعمة ولاية امیر المومنین علي بن ابی طالب علیهما السلام، اللهم العن داعش و امثاله وقتی من تولاهم
الرد9 تعليق
إن شاء الله سوريا ستنتصر.
الرد9 تعليق