قال الناشط جميل العبد وأصله من دير الزور، إن الحرس الثوري الإيراني والميليشيات الموالية له تضيق على سكان المحافظة السورية، متسببين بموجة نزوح جديدة بين المدنيين.
وأضاف لديارنا أنه تم الاستيلاء على العديد من المنازل المهجورة عبر حيل مختلفة وتم تحويلها إلى مساكن للميليشيات، خاصة في بلدة البوكمال الحدودية الاستراتيجية.
وتابع العبد أن هذه الممارسات تأتي في إطار حملة ينفذها الحرس الثوري الإيراني والميليشيات التابعة له من أجل إفراغ دير الزور من سكانها بشكل ممنهج، وخصوصا بلدة البوكمال والريف المحيط بها والميادين.
وأشار إلى أن الوسائل المستخدمة لدفع الأهالي إلى مغادرة بلداتهم عديدة، ومنها منع الميليشيات الأهالي من رفع الأنقاض الناتجة عن الحرب وتعطيل أي محاولة لإيجاد فرص عمل أو إعادة الخدمات الأساسية.
وأكد أن هذا الأمر أدى إلى هجرة الآلاف من المدنيين إلى مناطق أخرى في دير الزور ودمشق والمناطق الخاضعة لقوات سوريا الديموقراطية.
وذكر العبد أن الميليشيات تتقاسم النفوذ والمناطق بعد خروج الأهالي منها، وتحول منازلهم إلى مقرات أمنية ومنازل لعناصرها، مؤكدا أنه تم الاستيلاء بالكامل على بلدة السويعية.
الاستحواذ على المنازل والممتلكات
وأضاف أنه رصدت بعض الحالات حيث تم شراء منازل وممتلكات لمدنيين من المنطقة لمصلحة الحرس الثوري الإيراني، بواسطة عناصر من الميليشات أو متعاونين معها.
وأوضح أن عمليات الشراء هذه تتم إما مباشرة مع النظام السوري، أو عبر وسطاء يعملون لحساب الحرس الثوري الإيراني.
بالنسبة إلى عمليات الشراء التي تتم مع النظام السوري، يعمد ضباط الحرس الثوري الإيراني عبر المؤسسات الحكومية السورية إلى الاستحواذ على معامل غادر أصحابها سوريا منذ سنوات.
وتابع أنه بعد ذلك، يتم تثبيت الأوراق الرسمية من خلال وزارة الصناعة.
تخدم محاولة إيران تعزيز نفوذها في شرق سوريا، مخططها الإقليمي الهادف إلى فتح ممر إلى لبنان والبحر المتوسط تستطيع من خلاله تهريب المقاتلين والسلاح وتوسيع العمليات التجارية.
الناشطون والمدنيون تحت الضغط
ولفت إلى أن ناشطين سوريين دقوا ناقوس الخطر حول انتشار الميليشيات التابعة للحرس الثوري في دير الزور، راصدين وجود عناصر إيرانية وأخرى من حزب الله اللبناني وحركة النجباء العراقية بالإضافة إلى ميليشيات فاطميون وزينبيون اللتين تضمان مقاتلين من أفغانستان وباكستان.
وتتواجد معظم هذه الميليشيات في البوكمال تحديدا الواقعة على الحدود مع العراق.
وتابع العبد أنه بعد قيام الناشطين بنشر معلومات حول هذا الموضوع، عمدت الميليشيات التابعة للحرس الثوري إلى إقفال العديد من المناطق ونقلت مخازن أسلحتها ومشطت المنطقة بحثا عمن نشروا هذه المعلومات.
كذلك، فرضت قيودا صارمة على الاتصالات والتصوير.
ومن الأساليب المستخدمة للتضييق على المدنيين، ذكر العبد منع عودة الحياة إلى طبيعتها بحيث تفرض شروط شبه تعجيزية على عملية إعادة إعمار المساجد في البوكمال ودير الزور.
وأوضح أن الميليشيات تطلب من الذين يرغبون بإعادة الإعمار الحصول على موافقات أمنية تصدر عنها قبل منحهم الإذن بالترميم، حتى ولو كان المتبرع من أهالي المنطقة.
وقال إن عددا من التجار منعوا من ترميم محلاتهم.
وتابع أن الميليشيات التابعة للحرس الثوري تفرض أيضا قيودا صارمة على عمل المساجد الموجودة في البوكمال والميادين وبعض مناطق دير الزور، لافتا إلى أن مكاتب مختصة باتت تشرف على خطب الجمعة.
وفي غضون ذلك، أكد أن المنطقة تشهد انتشارا كبيرا للحسينيات التي تعمل بكل حرية.