تحاول حملة أطلقها ناشطون سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي كشف الأذى الذي يتسبب به الحرس الثوري الإيراني والميليشيات التابعة له في محافظة دير الزور الشرقية.
وبحسب مراقبين محليين، فقد ترافقت الحملة مع تحركات شعبية دفعت الحرس الثوري وحلفاءه إلى تصعيد مضايقاتهم للمدنيين.
وتحدث الناشط عبود الحميد، وهو أحد القائمين على حساب ثوار البوكمال على تطبيق تيليغرام، عن الحملة في حديث للمشارق.
وقال إن الناشطين في دير الزور يرفضون تواجد الحرس الثوري والميليشيات التابعة له، وينفذون منذ فترة حملة إلكترونية واسعة النطاق ضد هذا التواجد.
وأوضح أن المبادرة تتمثل "بكشف حقيقة مخططات الحرس الثوري في المنطقة وكشف هويات العاملين معه في عدد من المدن والقرى".
وقال إن اللافت في هذه الحملة الجديدة أن منشورات مواقع التواصل الاجتماعي (وغالبيتها على تيليغرام) تشمل أسماء وصور المتعاونين مع الحرس الثوري.
#انقلع_برا
وذكر الحميد أن أبرز الهاشتاغات في الحملة هو هاشتاغ #انقلع_برا.
وأضاف أنه تزامنا مع الذكرى الثانية لمقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري قاسم سليماني، فقد "تم نشر العديد من الهاشتاغات عبر تويتر وفيسبوك".
وتابع أن من أبرزها هاشتاغ "قاسم_سليماني_مجرم" و"نحن_ضحايا_قاسم" وweremember#.
وأشار إلى أن "ناشطين من الداخل والخارج السوري يشاركون في التذكير بالجرائم التي يرتكبها الحرس الثوري الإيراني وميليشياته بحق منطقة دير الزور وأهلها".
وبدوره، أكد الناشط الإعلامي أيهم العلي، وهو من بلدة ألبوكمال، أن "العديد من الناشطين والأهالي في دير الزور يتحركون ضد وجود الحرس الثوري من خلال منصات التواصل الاجتماعي".
وقال إنهم يستخدمون أسماء وهمية خوفا من الملاحقات.
وأضاف أن آخرين يشاركون شخصيا، فيقومون بكتابة شعارات مناهضة للحرس الثوري والميليشيات المتحالفة معه على جدران المدينة كما يوزعون المنشورات الورقية.
وتابع أن هذه التحركات أغضبت قيادات الحرس، ودفعتها إلى التشديد الأمني ومراقبة المحلات التجارية التي تقوم ببيع الرذاذ الملون الذي يستعمل بالكتابة على الجدران، بالإضافة إلى المحلات التي تؤمن خدمة تصوير المستندات.
وقال إن عناصر الميليشيات يقومون على الفور باعتقال أي شخص يشتبه بأنه يصور الميليشيات أو مواقع الحرس الثوري بالكاميرا.
تظاهرات مناهضة للحرس الثوري
وفي هذا السياق، قال الناشط جميل العبد، وهو من دير الزور، للمشارق إن حالة من الغضب تسود المحافظة بسبب التشديد الأمني والقساوة التي تمارسها الميليشيات التابعة لإيران والتغيير الديموغرافي الذي يحدثه الحرس الثوري في المنطقة.
وأوضح أن التغييرات تشمل توطين عائلات عناصر ميليشيات الحرس الثوري في المنطقة وتغيير أسماء المساجد والشوارع وإقامة مراكز دينية تابعة لمذهب ولاية الفقيه.
ويدعو هذا المذهب للولاء للمرشد الأعلى في إيران، علي خامنئي.
وأضاف العبد أن الميليشيات الإيرانية قامت مؤخرا بطلاء مراكزها بألوان العلم السوري ورفعت على الأسطح العلم السوري للإيحاء بأنها مراكز لجيش النظام.
وأشار إلى أن ذلك يهدف لحمايتها من الاستهداف بغارات جوية.
وذكر "لكن يقوم الناشطون من أبناء المنطقة بفضح هذه التحركات عبر نشر صور ومعلومات حول هذه المراكز، خصوصا الفوج 47 الذي يعتبر أكثر الميليشيات التابعة للحرس انتشارا في دير الزور".
وجندت الميليشيا عددا من السوريين من المحافظة في صفوفها.
ولفت العبد إلى أن السكان النازحين من المحافظة نظموا عددا من التظاهرات في المناطق الخارجة عن سيطرة الحرس الثوري.
وقال إن "المشاركين طالبوا [خلال هذه التظاهرات] بخروج الحرس ونددوا بجرائمه وجرى خلالها حرق صور لقياداته".