أكد محللون أن مواصلة إيران دعم الميليشيات الإرهابية والتخريبية في المنطقة، يعتبر دليلا آخر على الخطط التي يضعها نظام الخميني لتوسيع نفوذه في المنطقة عبر زعزعة استقرار الدول العربية.
وفي اليمن، لم تخلف أربع سنوات من حرب شنها الحوثيون (أنصار الله) ضد التحالف العربي بقيادة السعودية سوى الدمار والمجاعة في البلاد.
وفي وقت يشهد اتفاق السلام الذي تم التوصل إليه برعاية الأمم المتحدة تعثرا نتيجة لانتهاكات الحوثيين، يواصل الحرس الثوري الإيراني إمداد الميليشيا بأسلحة متطورة.
وفي لبنان، وعلى الرغم من اضطرار الحرس الثوري الإيراني إلى تقليص الأموال التي يمد بها حزب الله بسبب العقوبات الدولية المفروضة عليهما، ما زالت الميليشيا اللبنانية تعمل خدمة للمصالح الإيرانية كافة مقابل الحصول على المال والدعم السياسي واللوجستي.
واستنادا إلى شريط مصور نشر يوم 14 أيار/مايو، زعمت وزارة الخارجية الأميركية أن الحرس الثوري الإيراني أنشأ قاعدة عسكرية في مركز تابع لحزب الله في بلدة بيت مبارك بمنطقة الهرمل البقاعية، والتي تقع على الحدود الشرقية للبنان مقابل منطقة الزبداني في سوريا.
ويستخدم فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني هذه القاعدة لتدريب عناصرها على تشغيل ناقلات الجنود المدرعة، وفقا لما ظهر في الشريط المصور.
ويستخدم حزب الله أيضا هذه المنشأة لتدريب قواته ومقاتلي الحرس الثوري الإيراني والميليشيات التابعة له.
السيطرة على ممرات الشحن
في سياق آخر، قال المحلل السياسي وضاح الجليل للمشارق إن الحرس الثوري يسعى إلى السيطرة على ممرات الشحن الدولية عبر وكلائه، لا سيما الحوثيين وحزب الله.
ولفت إلى أنه يحاول السيطرة على الساحل الغربي من البحر الأحمر في اليمن، ما يمكن ايران من بناء قاعدة عسكرية كما سبق أن صرح عدد من القيادات العسكرية الإيرانية خلال الأشهر الأخيرة.
وقال إن العقوبات الأميركية أحكمت الخناق على إيران ووكلائها، وأعقب ذلك تعطيل الحرس الثوري الإيراني لحركة الملاحة في مضيق هرمز وخليج عُمان.
وكان الجيش الأميركي قد أعلن يوم الأربعاء، 19 حزيران/يونيو أن ناقلة نفط يابانية أصيبت الأسبوع الماضي بإضرار في خليج عُمان إثر تعرضها لانفجار لغم بحري مغناطيسي يشبه الألغام التي تستخدمها إيران.
وقال القائد شون كيدو من القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية، إن اللغم المستخدم في الهجوم "مميز ويشبه بشكل لافت الألغام الإيرانية التي تم الكشف عنها علنا خلال العروض العسكرية الإيرانية".
وتعرضت الناقلة كوكوكا كوراجيوس اليابانية التي كانت تنقل مادة الميثانول الشديدة الاشتعال لهجوم يوم الخميس الماضي أثناء مرورها في خليج عمان، وتعرضت ناقلة فرونت ألتر النروجية لهجوم مماثل.
وهذه الهجمات ضد سفن في ممرات الشحن الدولية هي الثانية من نوعها خلال شهر.
وفي منتصف شهر أيار/مايو، وردا على تهديد إيران المتزايد، أرسلت الولايات المتحدة إلى الخليج العربي مجموعة حاملة طائرات هجومية وقوة قاذفات وسط إصرارها أنها لا تسعى إلى شن حرب ضد طهران.
تهديد واضح للخليج
من جانبه قال المحلل السياسي خالد أحمد للمشارق، إن حزب الله وميليشيا الحوثي ينفذان الأجندة الإيرانية الساعية إلى زعزعة أمن الخليج العربي واستقراره.
وأكد أحمد "هناك تهديد واضح لأمن الخليج من خلال الأعمال العسكرية التي تستهدف الخليج العربي وبشكل رئيس السعودية"، لافتا إلى أن الهجمات والصواريخ الحوثية التي أطلقت مؤخرا ضد أهداف سعودية، نفذت بدعم مباشر من إيران وبخبرات حزب الله".
وأضاف أنه في حين تمول إيران الحوثيين وحزب الله معا وتزودهم بالأسلحة، من الواضح أن الحوثيين باتوا اليوم بالنسبة للحرس الثوري الإيراني أكثر أهمية من الميليشيا اللبنانية، بسبب وضعه المأزوم نتيجة للعقوبات.
وتابع أن الحرس الثوري الإيراني يعتمد اليوم أكثر على الحوثيين "لأنهم يقاتلون السعودية، عدو إيران اللدود".
أما المحامي والناشط عبد الرحمن برمان، فقال للمشارق إن "الحرس الثوري الإيراني يدعم الحوثيين في جميع المجالات، سياسيا وعسكريا واقتصاديا وحتى إعلاميا".
وذكر أن هذا الأمر مكن الميليشيا من "إطلاق أكثر من 200 صاروخ وأكثر من مائة طائرة مسيّرة على مناطق سعودية"، مستهدفة منشآت اقتصادية وبنى تحتية مدنية.
ففي وقت متأخر من يوم الأربعاء 19 حزيران/يونيو، استهدفت غارة للحوثيين محطة لتحلية المياه في محافظة جازان بجنوب غرب السعودية.
وقبل أسبوع، شنت الميليشيا هجوما صاروخيا على مطار أبها في جنوب غربي السعودية، ما أسفر عن إصابة 26 مدنيا.
وقال المتحدث باسم التحالف العربي، تركي المالكي، إن الغارة على المطار ترقى إلى "هجوم إرهابي" على هدف مدني ويمكن اعتبارها "جريمة حرب"، مضيفا أن التحالف "سيتخذ إجراء صارما" لردع الحوثيين وحماية المدنيين.