قال خبراء ومسؤولون عراقيون إن الولايات المتحدة كانت شريكا أساسيا للعراق في إلحاق الهزيمة بتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وضمان استقرار البلاد بعد مرحلة التحرير عبر دعم الجيش بتأمين التدريب والسلاح له.
وأضافوا أن اجتياح داعش لأراض واسعة في العراق في العام 2014 شكّل اختبارا حقيقيا لهذه الشراكة التي أثبتت فيها الولايات المتحدة دعمها للعراق عبر مساعدته في استعادة كل أراضيه من التنظيم المتطرف.
وقال الخبير الأمني العراقي أحمد الشريفي لديارنا إن "شراكتنا مع الجانب الأمريكي ضرورية للغاية".
وأوضح أن الولايات المتحدة وحلفائها زودت القوات العراقية بالتدريبات العسكرية المتطورة، "ونحن بحاجة لدعمها من أجل رفع جاهزية قواتنا وتدريبها على تقنيات المعارك الحديثة".
وتابع أنه "يجب توطيد هذا التعاون إذ يمنحنا أيضا قدرة أكبر على حماية بلادنا"، لافتا إلى أن فلول داعش لا يزالون يشكلون خطرا.
دعم للجيش العراقي
وفي هذا السياق، ذكر خبير استراتيجي عراقي أن الولايات المتحدة وشركائها في التحالف الدولي قدمت للعراق في إطار عملية "العزم الصلب" أسلحة ومعدات عسكرية بقيمة 3.5 مليار دولار.
وقال الخبير الذي طلب عدم الكشف عن هويته إن هذه المساعدة شملت دبابات أبرامز ومركبات مدرعة من طراز هامفي ومركبات أخرى، بما في ذلك سيارات لنقل العناصر، إضافة إلى شحنات من القاذفات والصواريخ المضادة للدروع من نوع أي.تي 4.
وأضاف أن الولايات المتحدة ساعدت في إنشاء سلاح الجو العراقي "عبر تسليم عشرات المقاتلات من نوع أف.16 وتأمين التدريب للطيارين العراقيين وتحسين أنظمة الدفاع والتحكم بالحركة الجوية.
وذكر أن الولايات المتحدة ودولا أخرى غيرها قامت بتدريب ما لا يقل عن 190 ألف عنصر من الشرطة والجيش والقوات النخبوية في العراق.
وقال إن العناصر الأمنية حصلت على التدريب لتطوير مهاراتهم القتالية في بيئات معقدة وتنفيذ هجمات على أهداف محددة، هذا إلى جانب تدريبات حول الرماية والهبوط الجوي على مواقع ثابتة ومتنقلة.
كما تلقوا تدريبات عن الإسعافات الأولية.
تأمين حدود العراق
كذلك، ساهمت الولايات المتحدة في الحرب ضد داعش عبر تعزيز قدرة القوات العراقية على حماية حدود البلاد.
وشمل ذلك تدريب حرس الحدود وتزويد المراكز الحدودية بمعدات الاتصالات والرصد المتطورة وأجهزة الكاميرا الحرارية والدروع.
وذكر قادة عسكريون أن العراق تسلم مؤخرا ست مقاتلات فالكون فايتنغ أف.16، شكلت "رسالة واضحة" مفادها أن البلاد تعمل جديا على بناء قدراتها الدفاعية.
وأكد المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول أن عملية التسليم التي تمت في 7 حزيران/يونيو أوصلت عدد مقاتلات فايتنغ فالكون أف.16 في أسطول العراق إلى 27 مقاتلة.
وفي الإطار نفسه، وقعت الولايات المتحدة والعراق في 16 أيار/مايو عقدا بقيمة 92.4 مليون دولار لإنتاج خراطيش ذخيرة قياس 120 ملم للدبابات العراقية حتى العام 2022. وتم شراء الدبابات في العام 2008 في إطار اتفاقية لبيع المعدات العسكرية مع الولايات المتحدة بقيمة 2.1 مليار دولار.
وقال المتحدث باسم عشائر نينوى الشيخ مزاحم الحويت إنه "لولا دور الولايات المتحدة ومساهماتها الكبيرة، لما كانت قد حررت كل مناطق العراق من سيطرة التنظيم الإرهابي في وقت قياسي".
واتهم الميليشيات العراقية المدعومة من إيران بالسعي لإبراز دور لها في هزيمة داعش، لافتا إلى أن القوة الجوية الأميركية هي التي أمنت تقدم القوات البرية العراقية عبر ضرب الخطوط الدفاعية لداعش وإحباط هجماتها الانتقامية.
تهديدات صادرة عن الميليشيات المدعومة من إيران
وذكر الحويت أن الحكومة العراقية هي في مأزق كبير وتقع تحت تأثير ضغط الفصائل السياسية الموالية لإيران، مشيرا إلى أن الانسياق وراء ذلك التأثير من شأنه "تعريض مصالح العراقيين للخطر".
وأضاف "ليس من المقبول التفريط بحليف قوي كالولايات المتحدة قدّم لنا العون في حربنا على الإرهاب حتى حققنا النصر"، ذاكرا أن الولايات المتحدة تستمر بتزويد العراق بالمساعدة العسكرية والاستخبارية.
وفي إشارة إلى التقارير الأخيرة التي أظهرت الميليشيات العراقية المدعومة من إيران والتي تعرف أيضا باسم "حشد الولاء"، وهي تهدد باستهداف القواعد العسكرية العراقية حيث تتمركز القوات الأميركية، قال الحويت إن ذلك سيضع الميليشيات في صراع مباشر مع القوات العراقية.
وأكد أن هذا التهديد "يؤكد إلى أي درجة وصلت إليها هذه الفصائل من الانصياع للأجندة الإيرانية"، كما يدل على أن إيران "غير مكترثة بأرواح العراقيين ولا يهمها ما سينتج عن ذلك الاستهداف من نتائج كارثية".
يُذكر أن الميليشيات العراقية المدعومة من إيران تشمل عصائب أهل الحق وكتائب الإمام علي وكتائب سيد الشهداء ولواء الخرساني وحركة النجباء.
ولكن أوضح الباحث السياسي عبد القادر النايل لديارنا أن هذه الميليشيات "تفتقد حاليا للحاضنة الشعبية وهي أضعف بكثير من تحمل عبء قيادة حرب كبيرة بالوكالة عن إيران".
وتابع أنها بالتالي تصب تركيزها على إرباك الأوضاع الأمنية والسياسية وتغذية الطائفية والعنف حتى يبقى العراقيون ضعفاء وحتى تحتفظ هذه الميليشيات بنفوذها ضمن البلاد.
قال الله في كتابه الكريم ( ياايها الذين امنوا لاتتخذوا اليهود والنصارى اولياء بعضهم اولياء بعض ومن يتولهم منكم فانه منهم ان الله لايهدي القوم الظالمين )
الرد1 تعليق