قال مراقبون ومحللون عراقيون لديارنا إن الحرس الثوري الإيراني دأب على استدراج الشباب العراقي بهدف تجنيدهم للقتال في مناطق الصراع الإقليمي مثل سوريا واليمن.
وتقوم الميليشيات العراقية الموالية لإيران بعمليات التجنيد في أماكن سرية، وتعتمد على إغراء الشباب الضعفاء للانضمام إلى صفوفها عن طريق المال أو الابتزاز والإكراه.
وعن هذا الموضوع قال المتحدث باسم عشائر نينوى، الشيخ مزاحم الحويت، إن "إيران وجناحها العسكري، الحرس الثوري الإيراني، يضغطان من أجل تجنيد المزيد من المقاتلين العراقيين".
وأضاف لديارنا أن "الميليشيات العراقية المسلحة التابعة للحرس الثوري الايراني مثل عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله في العراق وحركة النجباء، تدير عمليات التجنيد."
وأوضح أن "هذه الميليشيات لها مكاتب تستقطب سرا المراهقين والشباب من عائلات فقيرة وتغريهم بالمال، بما في ذلك عبر دفعة أولية كبيرة لكل متطوع تصل في بعض الأحيان الى تسعة الاف دولار".
وتتخصص بعد ذلك لهم أو لعائلاتهم رواتب شهرية، وفقا له.
وأشار الحويت إلى أن "الإغراء ليس الوسيلة الوحيدة التي يعتمدونها، إذ يستخدمون أيضا الابتزاز والإكراه".
جهود التجنيد في العراق
وأكد الحويت أن "وتيرة التجنيد لم تتراجع منذ اندلاع الصراع في سوريا، مع محاولة الميليشيات بشتى الطرق وبأي ثمن تأمين حاجتها من المقاتلين إرضاء للإيرانيين".
وتحدث عن "مكاتب للتجنيد في محافظة ديالى، تتولى إدارتها عصائب أهل الحق التي يتزعمها قيس الخزعلي. وتم في الآونة الأخيرة افتتاح عدد منها في محافظة نينوى، وتحديدا في منطقة سهل نينوى".
وأفاد عن تقارير حول فتح مكتب جديد بمنطقة طوزخورماتو شرقي محافظة صلاح الدين.
ولفت إلى أن "المجندين يخضعون لتدريبات بدنية وأخرى على كيفية استعمال السلاح في معسكرات تابعة للمليشيات، وذلك بحجة إعدادهم لقتال فلول الإرهاب وحفظ الأمن بالبلاد".
إلا أن "الحقيقة خلاف ذلك"، وفق ما أكد، مشددا على ضرورة عدم التهاون مع ما يجري .
وقال إن "إيران تستنزف شبابنا وتجعلهم وقودا لإحراق المنطقة والعبث بأمنها"، مضيفا: "يجب محاسبة الميليشيات وإيقاف أنشطتها المضرة بأمن البلد".
تهريب المقاتلين إلى خارج العراق
بدوره، أكد الخبير الاستراتيجي مؤيد سالم الجحيشي لديارنا، أن "انتقال المجندين الجدد إلى سوريا واليمن يتم بالطريقة التي يجري فيها تهريب الأسلحة إلى هذين البلدين".
وأوضح أنه "يتم تهريب المجندين من العراق إلى سوريا برا، أو يسافروا إليها جوا كسياح". وأضاف: "أحيانا قد تكون وجهتهم الأولى لبنان، ويتوجهون منه إلى اليمن بجوازات مزورة أو عبر التهريب بحرا".
ولفت إلى أن التقديرات الحالية تشير إلى أن عدد المقاتلين العراقيين واللبنانيين والأفغان المجندين للقتال في سوريا من قبل الحرس الثوري الإيراني يتراوح بين 20 و30 ألف مقاتل، مع تمركز أغلبهم على جبهات الريف الشرقي والجنوبي لسوريا.
والجماعات المسلحة العراقية الناشطة في سوريا هي كتائب الإمام علي وحركة النجباء وكتائب سيد الشهداء ولواء الإمام الحسين. ولا تتوفر معلومات دقيقة عن عدد العراقيين المقاتلين في اليمن.
وفي 7 تموز/يوليو الماضي، أعلن أمين كتائب سيد الشهداء أبو ولاء الولائي عن تطوعه للقتال في اليمن، معتبرا نفسه "جنديا صغيرا" لدى زعيم الحوثيين (أنصار الله)، عبد الملك الحوثي.
واعتبر المحلل الاستراتيجي والعسكري، ربيع الجواري، أن هذا الإعلان يؤشر إلى عزم الميليشيات "على تنفيذ أجندات إيران في المنطقة، وخصوصا تغذية الصراعات الطائفية.
وقال لديارنا إن "إيران تنفذ ما يتفق وأهدافها ومصالحها، لكن من يدفع الثمن بالنهاية هم هؤلاء المغرر بهم".
وشدد الجواري أن "إيران مسؤولة عن تدمير الشباب العراقي عبر زجهم بدوامة الحروب والاقتتال خارج بلادهم".