قال مسؤول لموقع المشارق إنه بعد مرور شهر على توقيع وثيقة "الأخوة الإنسانية" في أبو ظبي، مهدت الإمارات الطريق لتطبيق مبادئ التعايش والتسامح التي تتضمنها الوثيقة.
وتم توقيع "وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والتعايش المشترك" في 4 شباط/فبراير بين رأس الكنيسة الكاثوليكية البابا فرنسيس وإمام الأزهر الكبير الشيخ أحمد الطيب.
وأشاد الفاتيكان بهذه الخطوة، معتبرا إياها "خطة مهمة باتجاه الحوار بين المسيحيين والمسلمين".
ودعا إلى "حرية المعتقد" و"الترويج لثقافة التسامح" و"حماية أماكن العبادة" وحقوق "المواطنة الكاملة" للأقليات.
وفي هذا الإطار، قال السفير الإماراتي في لبنان حمد الشامسي للمشارق إن زيارة البابا فرنسيس للإمارات وما نتج عنها من توقيع وثيقة "الأخوة الإنسانية"، تؤكد أن الإمارات هي "مركز عالمي للتعايش الإنساني والتسامح".
وأضاف أن ذلك يتوافق مع مبادرة رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بإعلان العام 2019 عاما للتسامح.
ولفت إلى أن "الإمارات ستسعى لتحقيق مضامينها بشكل واقعي وملموس... لإرساء مداميك مجتمع أفضل شعاره ʼالتعايش بين الحضارات والأديانʻ.
صندوق جديد للتعايش المشترك
وفي 6 شباط/فبراير، أعلن ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تأسيس "صندوق زايد العالمي للتعايش"، لتقديم منح مالية للمبادرات والمشاريع التي تقام حول العالم من أجل الترويج للتعايش السلمي والأخوة الإنسانية.
وذكر الشامسي أن الصندوق سيغطي قطاعات متنوعة كالتعليم والتنمية الاجتماعية والتطوير الثقافي والمعرفي.
وسيركز على تطوير مناهج تعليمية لتعزيز قيم الأخوة الإنسانية وتخصيص منح دراسية لطلبة الدراسات العليا لحثهم على إجراء البحوث العلمية في المبادئ الواردة في الوثيقة.
وتابع الشامسي قائلا إن الصندوق سيقدم أيضا برامج لتدريب المعلمين، ليكونوا "رسلا للتواصل والتفاهم" وليرسخوا القيم الحضارية لدى طلابهم.
وأشار الشامسي إلى أن وزير الخارجية والتعاون الدولي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان أعلن أن الوثيقة ستكون جزءا من المناهج الدراسية في مدارس وجامعات الدولة ابتداء من العام المقبل.
وأوضح "ستشكل الإمارات فريق عمل دوليا لرعاية الوثيقة ونشرها بالعالم ودعوة رجال الدين والسياسة والمؤثرين بمسارات المجتمع الدولي للتوقيع عليها وتبني المبادئ الحضارية الواردة فيها".
التعاون بين الشرق والغرب
وفي هذا السياق، اعتبر رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر أن وثيقة الأخوة الإنسانية توجت سلسلة من المؤتمرات التي أقيمت في القاهرة بدعوة من إمام الأزهر الكبير.
وأكد في حديث للمشارق أن الوثيقة "خلقت جوا إيجابيا"، كونها تشدد على أن "الحوار هو طريقنا والتعاون هو سبيلنا والتعرف على بعضنا هو هدفنا".
ولفت إلى أن الوثيقة "هي النتيجة الإيجابية لحوار الأديان والحضارات، وتقر بمدى حاجة الشرق لتقدم الغرب، وحاجة الغرب لمبادئ وروحانية الشرق".
وأضاف "نحن أمام تعاون جديد بين الشرق والغرب، وأمام دعوة صادقة لقبول بعضنا البعض".
وذكر "نعرف أن العالم اليوم لا يعيش الأخوة، إنما الكراهية والبغض والفتنة والحروب والظلم، لذا تنادي الوثيقة بالأخوة، وسيعمل كل من يوقعها على رفع المظالم وتغيير وجه العالم".
وشدد مطر على أن هذه الوثيقة ليست موجهة "فقط لرجال الدين، إنما للسياسيين والرؤساء ورجال العلم والفكر من كل الديانات السماوية، لوقف الحروب والعودة إلى الحوار".
ʼالإرهاب يطال الجميعʻ
أما قاضي بيروت الشرعي والأستاذ المحاضر في كلية الحقوق بجامعة القديس يوسف محمد النقري، فأشار إلى أنها المرة الأولى التي "يعقد فيها لقاء صريح ومعبر وأخوي بين أعلى سلطتين مسيحية-إسلامية".
وأضاف للمشارق أن "الوثيقة هي انطلاقة لترسيخ العلاقة بين الديانتين على أسس متينة. ونتمنى أن تستتبع بتشكيل لجنة حكماء مسيحية-إسلامية من كل أنحاء العالم، تجتمع دوريا لمناقشة القضايا التي تهم المسلمين والمسيحيين".
وتابع أن هذه الوثيقة تأتي "في وقت يعاني عالمنا من الإرهاب والتشدد والتكفير باسم الإسلام".
ولفت إلى أن ما نصت عليه الوثيقة "مهم جدا، بعدما رأينا أن الإرهاب يطال الجميع".
وأكد "نحتاج إلى تطبيق ما ورد فيها لنرتقي للأخوة الإنسانية".
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ
الرد1 تعليق