أوقفت شعبة المعلومات بقوى الأمن الداخلي اللبناني مؤخرا أحد عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) اعترف بأنه كان يعد العدة لتنفيذ عملية انتحارية بداخل لبنان.
وقالت قوى الأمن الداخلي في بيان يوم 24 آب/أغسطس، إن عملية التوقيف تمت نتيجة للعمليات الأمنية الاستباقية التي تقوم بها الشعبة، والتي تتضمن رصد أنشطة الخلايا الإرهابية، وبصورة خاصة تلك المرتبطة بتنظيم داعش.
وقد نجحت هذه العمليات في تحديد هوية مواطن لبناني ينتمي لداعش كان على اتصال بأشخاص في سوريا ينتمون للتنظيم.
وبناء على هذه المعلومات، نفذت قوة خاصة من شعبة المعلومات عملية بمنطقة جبل البداوي في طرابلس وأوقفت مواطنا لبنانيا من مواليد عام 1995، تم تعريفه بالأحرف الأولى من اسمه (هـ.س.)
وبحسب البيان، فقد اعترف المعتقل بأنه على تواصل مع عناصر داعش بسوريا، كما قال إنه كان ينوي استهداف حاجز للجيش أو إحدى الكنائس بعملية انغماسية (هجوم انتحاري من داخل صفوف العدو).
وكان من المخطط أن يوفر له أحد أقاربه سلاحا وحزاما ناسفا.
يقظة الأجهزة الأمنية
بهذا السياق، قال الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد ريشار داغر إن "العملية النوعية والناجحة" إنما "تأتي في سياق الجهود المستمرة التي تقوم بها الأجهزة الأمنية منذ سنوات عديدة".
وأضاف في تصريح للمشارق أن "هذه العملية الاستباقية والوقائية كان لها كبير الفضل في تخفيض مستوى التهديد الإرهابي على الساحة اللبنانية".
وذكر أن هذه شهادة على قدرة الأجهزة الأمنية، أي الجيش ومخابرات الجيش والأمن العام وقوى الأمن الداخلي وأمن الدولة، على العمل معا من أجل الصالح العام.
وعلق قائلا "تعمل جميع هذه الأجهزة على تعقب الخلايا الإرهابية، وعلى الاستقصاء والتدخل وإجهاض العمليات الإرهابية قبل وقوعها".
وتابع داغر أن العوامل الأخرى التي عززت الأمن القومي تشمل "تطهير جرود عرسال ورأس بعلبك من التنظيمات الإرهابية"، إضافة إلى التطورات العسكرية على الميدان والحرب الدولية على الإرهاب.
وأوضح أن "حرب التحالف الدولي [على الإرهاب] دمرت بنى الإرهابيين التحتية وأخرجتهم من معاقلهم ولاحقت قادتهم وأنهت وجودهم الجسدي".
وأكد أن "كل هذا انعكس إيجابا على الداخل اللبناني".
إلا أن داغر حذر من أن التهديد الإرهابي من مثل هؤلاء الأشخاص والجماعات لا يزال موجودا "بدرجة معينة، نظرا لأن لديهم عناصر وخلايا إرهابية ومخططات لضرب الاستقرار يمكن أن يتم التحرك على أساسها في أية لحظة".
تعطيل الشبكات الإرهابية
أما المتخصص في الملف الأمني الصحافي اللبناني جورج شاهين، فقد قال إن العملية الأخيرة وما سبقها من عمليات "أسفرت عن تعطيل بعض الشبكات الإرهابية وتوقيف بعض الأشخاص المتورطين بالتحضير لعمليات أمنية تستهدف مراكز للجيش وقيادات [سياسية] ومراكز حزبية".
وعزا نجاح هذه العمليات "لاستمرار عملية الرصد لأكثر من مجموعة إرهابية وبأكثر من منطقة لبنانية".
وأكد أن الأجهزة الأمنية تعمل على تعطيل خطوط التواصل بين المجموعات الإرهابية بالداخل اللبناني مع الجماعات بالأراضي السورية التي كانت توفر لهم المعلومات والمال والمحروقات والسلاح.
وأشار شاهين إلى أن هؤلاء الأشخاص كانوا قيد المراقبة منذ انتهاء معركة فجر الجرود،مضيفًا أن الأمن العام ألقى القبض على مجموعة منهم في عمليات نفذت بالتعاون مع الأجهزة الأخرى.
ووفق المعلومات التي وزعتها الأجهزة الأمنية، فقد بدأ المشتبه به (هـ.س) تعامله مع داعش في بداية عام 2017، بحسب المحلل الاستراتيجي بصحيفة الجمهورية طوني عيسى.
وقال في تصريح للمشارق إن هذا كان قبل العملية التي نفذها الجيش لطرد داعش والمتطرفين الآخرين من جرود عرسال ورأس بعلبك خلال صيف ذلك العام.
وأضاف أنه "يبقى احتمال وجود عناصر تخريبية بالمجتمع اللبناني أمرا واردا، مثل أي مجتمع آخر".
إلا أنه أكد أن الشيء الهام هو أن قوات الجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية استطاعت تعطيل قدرة داعش والتنظيمات الإرهابية المشابهة على تشكيل خلايا فاعلة أو احتلال منطقة جغرافية معينة.
ولفت إلى أن لبنان "قد حقق هدفه بتعطيل قدرات داعش، بدعم واضح ووثيق من قوى دولية فاعلة بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا"، مشيرا إلى أن "تنظيم داعش يشهد اندحارا عاما على مستوى الشرق الأوسط ككل".