قال مسؤولون لبنانيون للمشارق إن الجيش اللبناني عمل على حماية البلاد من الأعمال الإرهابية هذه السنة، من خلال عمليات استباقية أحبطت عددا من مخططات تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وقد أعلن وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال نهاد المشنوق في كلمة بُثت عبر محطات التلفزة في مطلع الشهر الجاري، أن الجيش اللبناني منع داعش من تنفيذ العديد من الهجمات.
ومن بينها مخططان كبيران كانا سينفذان في فترة الانتخابات النيابية.
وقد هرّب عناصر داعش متفجرات إلى الداخل اللبناني من محافظة إدلب السورية في أوعية للجبنة، لاستخدامها في تنفيذ سلسلة من الهجمات.
ولكن ضبطتها قوى الأمن الداخلي التي راقبت عناصر داعش خلال فترة تجاوزت العشرة أشهر بمساعدة مخبر سوري في لبنان.
وفي حادث آخر في أواخر أيلول/سبتمبر، اعتقل الجيش اللبناني رجلا زعم أنه مرتبط بداعش على خلفية مخططتي تسميم، أحدهما استهدف صهاريج المياه التي تملأها شاحنات الجيش اللبناني كل يوم لخدمة الثكنات.
وأقر الشخص الذي تم إلقاء القبض عليه بصلته بعنصر من داعش في سوريا "أوكل إليه مهمة صناعة المتفجرات وتحضير السم"، حسبما ذكرت المديرية العامة للأمن العام في بيان.
وقال المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم في 26 تشرين الثاني/نوفمبر، إن لبنان استطاع "من خلال عملياتنا الاستباقية إحباط العشرات من العمليات الدامية".
وأضاف "طورنا مهاراتنا لمكافحة الإرهاب".
أساليب أمنية وقائية
وفي هذا الإطار، اعتبر رئيس تحرير مجلة الأمن العام العميد منير عقيقي أنه "يمكن وصف العام 2018 على المستوى الأمني على أنه عام تصفية الإرهاب واعتماد الأمن الوقائي".
وأوضح للمشارق أن ذلك تحقق من خلال ملاحقة أفراد الشبكات الإرهابية والمتعاونين، وتدمير بناهم التحتية اللوجستية والمالية ومؤسساتهم التي يرتكزون عليها لنشر أفكارهم.
وأضاف عقيقي أنه بحسب المدير العام للأمن العام، إذا لم يعالج لبنان والمجتمع الدولي مسائل مكافحة الإرهاب بجدية وبالتساوي، "فسيخسر العالم كله وليس أمة بعينها أو دولة بمفردها".
ويكمن سبب ذلك في أن التنظيمات الإرهابية لا تزال قادرة على الحصول على أبسط الأسلحة واعتماد التقنيات الجديدة واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي لنشر الفكر العنفي وتجنيد العناصر والانتحاريين.
واعتبر عقيقي أنه "لا بد من إيجاد صيغ تعاون دولية في مجال تبادل المعلومات والبيانات والتجارب والمعرفة لضمان الأمن والاستقرار".
إنجازات على صعيد مكافحة الإرهاب
وبدوره، قال الخبير الاستراتيجي والعميد المتقاعد في الجيش اللبناني ناجي ملاعب، للمشارق إن ما حققته الأجهزة الأمنية اللبنانية من انتصارات خلال العام 2018 هو استكمال لعملية "فجر الجرود" التي أطلقت في آب/أغسطس 2017.
وأدت هذه العملية إلى تطهير جرود عرسال ورأس بعلبك والقاع على الحدود اللبنانية-السورية من عناصر داعش.
وأشار ملاعب إلى أن المديرية العامة للأمن العام حققت "إنجازات مهمة بمكافحتها للإرهاب، لا سيما بعد حصولها على أجهزة حديثة ومتطورة".
وأضاف أن ذلك مكّن المديرية وقسم المعلومات "من تتبع الخلايا الإرهابية وكشف أماكن وجودها ووسائل تواصلها الاجتماعي مع أفرادها".
ومن جهته، ذكر المحلل السياسي والاستراتيجي طوني عيسى أن لبنان في العام 2018 "قطف ثمار الإنجاز الذي حقّقه الجيش بصيف 2017، بقضائه على داعش ورديفاتها الإرهابية في الجرود الشرقية".
وأوضح للمشارق "أدى التعاون بين الأجهزة الأمنية والعسكرية لمنع تسلل أعداد جديدة منهم من خلال معابر شرعية وغير شرعية".
وقال إنه على الرغم من ذلك ونظرا لمخططات داعش التي تم إحباطها هذه السنة، "من البديهي أن تبقى الأجهزة بحالة استنفار دائمة".